"خليك بالبيت وتسلى" مشروع تصوير فوتوغرافي لتاكي لوقا

عائلة عاصي
عائلة قرقماز
عائلة دنيا
عائلة نشار
عائلة لوقا
6 صور

"جيراني الأعزاء، أنا تاكي لوقا، جاركم، مصوّر ومدرّس مادة التصوير الفوتوغرافي في ألبا (جامعة البلمند- الكورة- شمال لبنان) أطلق مشروع "تسلَّى وخلّيك بالبيت".

هذه الرسالة الواضحة والشفافة التي أرسلها تاكي إلى جيرانه في المبنى عبر تطبيق الـ"واتساب" كانت كافية لبثّ روح التغيير والإيجابية والتفاؤل في نفوسهم وقلوبهم بعد تنفيذهم للحجر المنزلي منذ مدة طويلة، مع العلم أنهم لم يترددوا ولا للحظة واحدة في تجهيز أنفسهم وارتداء أحلى ما عندهم من ملابس للصورة التي ستبقى راسخة في الأذهان والنفوس مدى الحياة.


مشروع سهل التنفيذ

6547241-784270853.jpg


حول هذا المشروع الممتع بفكرته وتنفيذه، يقول تاكي لوقا لـ "سيدتي" إن "حالة الحجر المنزلي التي يعيشها كل العالم اليوم بسسب انتشار فيروس كورونا أدّت إلى توقف جميع الأعمال والمهن أيضاً، وأنا كمصوّر تأثرت شخصياً وعملياً بهذه الأزمة التي أتمنى ألا تطول، ولذلك فكرت بمشروع سهل التنفيذ بالإمكانات المتاحة في منزلي؛ حتى أتمكّن من زرع الفرح والابتسامة في قلب عائلتي أولاً، ومن ثم بدأت فكرة التصوير "تسلَّى وخليك بالبيت" تنتشر إلى الجيران في المبنى نفسه.
ويضيف تاكي في حديثه قائلاً:
"كما نعلم جميعاً، يضطر اللبنانيون إلى البقاء في منازلهم، ويجب علينا جميعاً القيام بذلك من أجل سلامة عائلتنا وأحبائنا، ولكن دعونا نستمتع بذلك الوقت.
فكرة رائعة خطرت ببالي تقوم على المزاج السعيد والمرح: ارتدِ ما تريده أنت وعائلتك، وعند مكالمتك، سنحدد وقتاً، وسأقوم بزيارة طابقك لآخذ صوراً لكم في إطار باب البيت".


صور لا تنتسى

6547246-1819857784.jpg


ويشدّد تاكي على أن "فكرة البقاء مع الأولاد في البيت تدفعنا وإياهم إلى الجنون، فلماذا لا نقدّم لهم ولنا بعض الأفكار لقضاء وقت لا يُنسى لصور لا تنتسى مدى الحياة، مع الحصول طبعاً على صور بنسخة رقمية مجاناً".

ويتوجّه تاكي إلى الجيران المهتمين بالمشروع قائلاً:
"بمساعدتكم سأبقي نفسي مشغولاً في التصوير الفوتوغرافي، وسأبقيكم مشغولين أيضاً بآلاف من الأفكار في جلسة التصوير هذه، وأنا أشجّع كل واحد منكم على القيام بشيء مماثل لمجتمعه الصغير؛ حتى نتمكّن من الفوز في المعركة ضد هذا الفيروس بصحة جيدة وثقة عالية بالنفس، مع العلم أنه خلال هذه الصور سنلتزم بتوصيات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي، وسأبقى عند بابك، ولن يتم أي إجراء أو اتصال جسدي".


استخدام لمبة المطبخ

6549766-2090327645.jpg


ويؤكد تاكي في حديثه قائلاً: إنه اضطر إلى استخدام لمبة المطبخ لتنفيذ الفكرة؛ لأنه يملك معدات قليلة في منزله، مفضلاً تنفيذ المشروع بمعدات بسيطة على عدم تنفيذه، خاصة وأن الجيران قد رحّبوا بالفكرة، وهذا الأمر "جعلني أبدو مسروراً لسعادتهم؛ لأنني تمكنت من تحقيق عمل شيء مفرح وإيجابي في يومياتهم الصعبة هذه. وكنت عندما أطرق الباب بناء على موعد مسبق بيني وبينهم، كنت أضع الكاميرا عن بعد وأتفاجأ بما حضّروه من مشاهد مرحة وطريفة".

وحول ضرورة توفّر عنصري التفاؤل والإيجابية لدى كل شخص منّا خلال هذه الظروف، يؤكد تاكي أن "التفاؤل والإيجابية شرطان للاستمرارية، وهذا ما لمسته من الجيران الذين تحمّسوا كثيراً للفكرة وكانوا يفكرون ماذا يريدون أن يرتدوا من ملابس، وما هي الوضعيات التي يريدون أخذها للصورة، أي أن الفرح كان يعمّ قلوبهم من خلال هذه الفكرة البسيطة والممتعة في آن. علامات التفاؤل والإيجابية انطلقت مني نحو الجيران وخاصة الأطفال الصغار الذين لا يدركون ماذا يحصل اليوم، ولكنهم عندما يكبرون سوف يشاهدون صورهم ويتذكّرونني".

وختم تاكي حديثه قائلاً:
"لا شك أن هذا الأمر ساهم في فتح الباب الذي ظل مغلقاً لفترة من الزمن، وأتمنى من كل قلبي أن أكون قد زرعت الفرح في قلوب الجيران رغم الإمكانيات المحدودة والشروط الموضوعة؛ للمحافظة على سلامتنا جميعاً، وأكون قد ساعدت في إقناعهم بالبقاء في المنزل".