يعتقد البعض أنه ما من سبيل لتعديل السلوك دون أن يرافقه اعتداء من أي نوعٍ كان
إن الآثار السيئة لا تنتهي عند انتهاء الاعتداءات ولكنها تجعل الأطفال عرضة للعديد من الاضطرابات والسلوكيات السلبية
الاعتداء الانفعالي هو نمط من السلوك يهدف لإلحاق الضرر النفسي والانفعالي والاجتماعي بالطفل
كيف يمكننا تخفيف معاناة الطفل؟
5 صور

 

لا يختلف اثنان على ما للاعتداء الأسري والإهمال من آثارٍ ضارة على الطفل، وفي أسوأ الأحوال قد يؤدي تفاقم هذا الاعتداء إلى وفاة الطفل؛ ففي كثير من الأحيان يعيش الأطفال ضحايا العنف والإهمال في خوف وألم لا يُحتمل، وقد يُعانون من الإصابات المتكررة، ومشكلات في التعلم، الخوف أو الخجل، الكوابيس،

اضطراب في السلوك، الاكتئاب، والخوف من البالغين أو الأماكن. ويجب أن يعرف الآباء أن هذه الآثار ليست وقتية فقط، ولكن قد تترك آثاراً نفسية تلازم الطفل طيلة حياته.

التقت «سيدتي نت» المستشارة النفسية والأسرية «سعدية القعيطي»؛ لتحدثنا أكثر عن ذلك فقالت:

 

 

 

• ذكرت منظمة الصحة العالمية أن نحو ثلث الأطفال في جميع أنحاء العالم يعانون من الاعتداء الانفعالي.


• ما الذي نعنيه بالاعتداء الانفعالي أو النفسي «EMOTIONAL ABUSE»؟


هو نمط من السلوك يهدف لإلحاق الضرر سواء النفسي أو الانفعالي أو الاجتماعي بالطفل.


• من أشكاله وصوره


1. التهديد بالعنف أو الإبعاد.
2. التخويف المتعمد.
3. حرمان الطفل من: الطعام، الحب، الحنان، والرعاية.
4. الكذب.
5. السخرية، والاستهزاء، والازدراء.
6. التجاهل.
7. الانتقاد الدائم.
8. الرفض والعزل.
9. الاستغلال والإفساد والاعتداء والهجوم اللفظي والإهمال.
10. التحكم والسيطرة، و-يا للأسف الشديد!- إن الآثار السيئة لا تنتهي عند انتهاء الاعتداءات، ولكنها تجعل الأطفال عرضة للعديد من الاضطرابات والسلوكيات السلبية.

 

• ثمة سؤال يتردد في الأذهان، لِمَ يا تُرى يعتدي الوالدين؟ هل يريدان بالفعل إيذاء أطفالهما؟ لا نعتقد ذلك!

 

 


• نستعرض لكم هنا بعضاً من النقاط التي ذكرتها جمعية علم النفس الأميركي «APA» عن أسباب الاعتداء الجسدي أو الانفعالي / النفسي، من الوالدين أو من يقوم مقامهما في التربية:


1. يفقدون أعصابهم؛ وذلك لأن مشكلاتهم الخاصة مستحوذة على تفكيرهم.
2. لا يعرفون كيف يؤدبون أطفالهم؛ ما يصيبهم بالإحباط وتفريغ هذا الانفعال على الطفل.
3. لا يعرف بعضهم كيفية تصحيح سلوكيات أطفالهم دون التسبب في إيذائهم جسدياً أو نفسياً.
4. يعتقد البعض أنه ما من سبيل لتعديل السلوك دون أن يرافقه اعتداء من أي نوعٍ كان.
5. توقعات غير واقعية عن سلوكيات الطفل، ولا تتناسب مع عمره وقدرته، فمثلاً: يتوقعون من طفل في الثانية من عمره أن يجلس دون أن يتحرك حين يأمرونه وكأنه بالعاشرة!
6. تعرضهم للعنف الأسري من قِبل أحد والديهم أو أزواجهم، فيتعاملون كما تمت معاملتهم في الصِغر.
7. وجود ضغوطات في العمل أو في أي جانب آخر من الحياة.
8. وجود مشكلات بين الزوجين، أو أحد الأقارب. وأيضاً قد تكون لديهم مشكلات مادية أو ديون.
9. يفقدون السيطرة على أنفسهم لتعاطيهم المخدرات أو المسكرات.
10. إذا كان الطفل نتيجة لحملٍ غير مرغوب فيه!
11. يحتاج الوالدان أو من يقوم مقامهما في الرعاية إلى معرفة أسباب فقدانهم للسيطرة، والغضب الذي ينتابهم؛ ليتمكنوا من التعامل معه بالطرق الصحيحة، وحتى لا يكون الطفل ضحية تصرفاتهم.
12. محاولة رفع الوعي لدى الوالدين بالطرق التي تتناسب مع ثقافتهم ومستوى تعليمهم ليدركوا أخطاءهم ويتعلموا طرقاً وأساليب تربوية جيدة تساعدهم في حل المشكلات.

 


• كيف يمكننا تخفيف معاناة الطفل الموجود في بيئة كهذه؟


1. في حال وجود إمكانية للتدخل وإيقاف مثل هذا العنف، يجب القيام بذلك فوراً.
2. في حال عدم القدرة على التدخل أو منع مثل هذه الأساليب التربوية الفاشلة التي تؤثر في حياة الطفل؛ نلتفت للطفل ونحاول تعويضه بقدر الإمكان.
3. وجود شخص بالغ بالقرب من الطفل، سواء كانت المربية أو أحد أقربائه، يعامله بلطف ويخفف عنه ما يلاقيه من والديه.
4. الاستماع للطفل ولشكواه، ومساعدته في التغلب على المشاعر السلبية التي قد يشعر بها، وإخباره بأن ما يحدث معه لا علاقة له به، إنما هي مشكلات يعاني منها الوالدان أو أحدهما.
5. تعزيز الصفات الإيجابية فيه بقدر الإمكان؛ لأن آثار هذه التربية السيئة قد تضعف ثقته بنفسه وتتركه ضعيفاً خائر القِوى.
6. إن أقصى ما يمكننا أن نقدمه في مجتمعاتنا العربية التي تتسم بصعوبة التدخل فيها، هو وجود شخص بالغ في حياة الطفل يُعوضه الحُب والحنان اللازمين، الذي قد يتمكن من تخفيف أعراض وآثار الاعتداء عليه في المستقبل.