ناهد شاكر ابنة شقيق شادية تروي لـ"سيدتي" أسراراً جديدة في حياة الفنانة الراحلة

شادية
ناهد طاهر شاكر
ناهد شاكر
شادية وناهد شاكر
ناهد شاكر ابنة شقيق شادية وابنتها
شادية تحمل ناهد شاكر
ناهد شاكر ابنة شقيق شادية وابنتها
شادية
شادية
من حفل زفاف طاهر شقيق شادية
شادية
والدة شادية وشقيقها طاهر
الراحلة شادية مع أفراد أسرتها
شادية ووالدتها
شادية تتوسط بعض أصدقائها
شادية
طاهر شاكر شقيق الراحلة شادية
ناهد طاهر شاكر ابنة شقيق الراحلة شادية مع ابنتها
ناهد طاهر شاكر
شادية
ناهد طاهر شاكر والزميلة هبة خورشيد
شادية
24 صور

الفنانة الراحلة شادية اجتمع على حبها الناس فهي "معبودة الجماهير" في الغناء والتمثيل. فصوتها كمطربة سيمفونية مليئة بالبهجة والحب والسعادة الممزوجة بالشجن وكممثلة لم تعرف السينما نجمة متعددة المواهب مثلها، إذ قدمت شادية العديد من الأدوار المتنوعة التي تعبّر عن موهبة حقيقية في الأداء وخاصة الأدوار المركبة حيث قدمت التراجيديا والكوميديا بتميز على مدى مشوارها في السينما. "سيدتي" تنفرد بلقاء خاص مع الفنانة التشكيلية ناهد طاهر شاكر ابنة شقيق الفنانة الراحلة شادية. وجاء حوارنا معها في منزل والدتها، إحدى صديقات شادية الحميمات.

شكلت شادية ثنائيات ناجحة تعبّر عن حالات فنية مليئة بالموهبة والخبرة والإبداع مع عبد الحليم حافظ وكمال الشناوي وصلاح ذو الفقار. ثم قدمت في أواخر حياتها الفنية رائعة "ريا وسكينة". بعد ذلك، شعرت أنها قدمت كل ما لديها وجاء الوقت لتستريح وتتفرغ لعائلتها، أخواتها وأبناء أخواتها وهم جميعاً أغلى الناس بالنسبة للراحلة شادية. فمنذ شبابها وهي حريصة على الاهتمام بعائلتها وأولاد أخواتها ومساعدتهم مالياً. فقد كانت الأخت والأم والصديقة والجدة.

شادية
شادية

حدثينا عن أصول عائلة شادية؟

محمد شاكر الجد تزوج من لطيفة هانم وأنجبا أحمد كمال الدين جدي الذي له أصول تركية حيث كانت مصر تحتضن جنسيات مختلفة والجميع يعيش معاً المصري واليوناني والتركي والسوري واللبناني وغيرهم. جدي أحمد كمال الدين تزوج من جدتي خديجة والتي كان لها بنتان جاءت بهما من تركيا إلى مصر، وهما عفاف وسعاد ثم تزوجت من جدي، وأنجبت محمد. وقد توفي وهو شاب ثم شادية أو فاطمة (فتوش بالتركي) وأبي طاهر. جدي كان صارماً جداً، وكانت لديه محاذير عندما عملت عمتي شادية في الفن. في البدايات اشترط عليها ألا تظهر في مشاهد غير لائقة أو ترتدي ملابس غير مناسبة للعادات والتقاليد التي تربينا عليها. وأذكر أن عمتي حكت لي أنه في فيلم "ليلة العيد" كان هناك مشهد في نهاية الفيلم لقبلة وطبعاً لم تكن قبلة حقيقية. ولكن جدي غضب غضباً شديداً من الأمر.

أما جدتي خديجة، فكانت شخصيتها قوية وصارمة وصعبة. وكانت مطالبها أوامر وكل شيء تطلبه يستجاب لها. لا صوت عالياً في البيت والكلام بحساب. وكانت تعامل عمتي شادية بصرامة أحياناً و"حنية" أحياناً أخرى. وكانت ابنتها عزيزة عليها جداً. وفي أواخر حياة جدتي، تفرغت لها عمتي شادية تماماً ومكثت معها في المستشفى فترة طويلة وكانت تخدمها بكل حب وتضحية حتى توفاها الله سنة 1993.

وأول بنت في العائلة فرحت بها شادية كانت ليلى ابنة عمتي سعاد وكانت تهتم بها كثيراً وتلعب معها.

والدك كان يعمل مديراً لأعمال شادية هل كانت تأخذ رأيه وهل كان مؤثراً في اختياراتها؟

أبي طاهر شاكر كان بالنسبة لماما شادية توأم روحها. وكان معها في كل أعمالها وتستشيره في النصوص التي تعرض عليها. وقد رأيت ذلك بعينيّ عندما كانا يجلسان جلسات عمل في منزل عمتي بالجيزة لقراءة سيناريو مسرحية "ريا وسكينة". وكان بحكم عمل أبي مع عمتي شادية يقيم معها إقامة كاملة في منزلها. وأيضاً كنت أنا وأمي نقيم معهما.

هل كان بيت شادية هو منزل العائلة؟

هذا صحيح، فقد كنا نقيم فيه أنا وأبناء أعمامي وعماتي. وكانت شادية تلعب معنا ألعاباً كثيرة منها "الاستغماية". وفي إحدى المرات اشترت سيارات صغيرة ولعبت معنا سباق السيارات. وأتذكر أنها كانت تحب أن نكون حولها نلعب ونلهو في غرفتها وهي جالسة على سريرها تحل الكلمات المتقاطعة أو تقرأ الجرائد والمجلات.

ما أجمل الهدايا التي كانت تحضرها لك؟

كانت عمتي تحب "العرائس" بشكل كبير. فتشتري لها ولبنات العائلة "عرائس" تهديها لنا وما زلت أحتفظ بإحدى هذه العرائس العزيزة على قلبي والتي أهدتها لي وأنا صغيرة. وما زلت أحتفظ أيضاً بـ"ترابيزة" السرير التي أحضرتها لي عندما مرضت بنزلة شعبية حادة. وكانت تعطيني الدواء بيدها وتطبخ لي شوربة الدجاج بنفسها وتطعمني بيدها.

إلى أي مدى تأثرت شادية بحرمانها من الأمومة؟

كانت عمتي شادية تفقد أي جنين في الشهر السادس. ولم يكتب لها الأمومة لكنها كانت راضية بقضاء الله. ونحن عوضناها إحساس الأمومة. وأعتقد أن عمتي لو كان لها أبناء كانت ستعتزل الفن مبكراً لأنها كانت تحب حياة العائلة والاستقرار.

كانت طباخة ماهرة

شادية
شادية

هل كانت تغني في منزلها وفي حياتها الخاصة؟

كانت تغني معظم أغانيها في المنزل وبالتحديد في المطبخ أثناء طهيها للطعام حيث كانت طباخة ماهرة. ورغم وجود طباخين في المنزل إلا أنها كانت تحب دخول المطبخ وتجهز لنا أشهى الأكلات مثل البامية باللحم الضاني أو أكلة تركية وهي "باذنجان عروس محشي صنوبر وزبيب". وكانت ماهرة جداً في كل أصناف المحاشي.

أحياناً كثيرة كنا نناديها ماما شادية. وكانت رحمة الله عليها تملأ البيت بالبهجة والطاقة الإيجابية. لم تكن تعيش نجوميتها في المنزل. وبمجرد أن تنتهي من التصوير تعود للمنزل سريعاً لتقضي أحلى أوقاتها معنا. ولم تكن تحب الخروج أو السهرات أو المهرجانات. كانت بيتوتية بشكل كبير.

ماذا عن الفترة التي توفي فيها والدك وما تأثير رحيله على حياة شادية؟

مات أبي حزناً على مرض عمتي وإجرائها لعملية كبيرة استأصلت فيها صدرها وقتها أبلغ الأطباء والدي أن عمتي مصابة بالسرطان وأن أمامها 6 أشهر فقط وترحل عن الدنيا. لكن ما حدث أن شفيت عمتي ورحل أبي. فدخلت عمتي في مرحلة اكتئاب وحزن شديدين. وكانت في ذلك الوقت تعرض مسرحية "ريا وسكينة". والمدهش أن عمتي شادية حين سافرت لأميركا لزيارة عمتي عفاف أختها الكبرى قامت بعمل فحوصات طبية، وفوجئت بأن الأطباء هناك قالوا إنه كان من الممكن أن تعيش دون استئصال صدرها فحزنت جداً. ولما عادت سافرنا جميعاً إلى أسوان والإسكندرية لفترة.

وهل بعد رحيل والدك أقمت إقامة كاملة عند عمتك شادية؟

رحل والدي وكان عمري 13 سنة . وكانت عمتي شادية "حنينة قوي" وصديقة لي أيضاً. كانت تصر على معرفة أصدقائي وتدعوهم إلى منزلها وتتحاور معهم وتعرف أهلهم. وكانت تأتي وتزورني في المدرسة لتعرف مستوى تحصيلي الدراسي وتحضر لي المدرّسين في البيت. فماما شادية تكفلت بكل العائلة من الناحية المادية ودفعت لي مصاريف تعليمي في المدارس والجامعة الأميركية لأنني كنت أتمنى دراسة الفنون الجميلة. ولكن مجموعي كان أقل من الكلية التي أتمناها. ففضلت ماما شادية أن أدخل الجامعة الأميركية لأقوي اللغة أكثر.

شادية وهي تحكي الذكريات ماذا قالت عن فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش؟

كانت عمتي شادية تحب فاتن حمامة كثيراً وكانتا على اتصال دائم ببعض. فقد كانت تعجبها دقة فاتن وشياكتها وأخلاقها وتعتز بفيلم "موعد مع الحياة" الذي جمع بين النجمتين الكبيرتين.

أما عبد الحليم، فكانت تحزن لطول فترات مرضه وتعتز بالثنائية الفنية التي جمعتهما وقدما معاً فيلميّ "دليلة" و"معبودة الجماهير". وكانت شادية تقول إنها وعبد الحليم ظلا يصوران الفيلم لفترة طويلة بسبب مرض حليم. أما فريد الأطرش فجمع بينهما حب كبير بعد انفصالها عن عماد حمدي وروت لي عمتي أنها جهزت فستان الفرح وانتظرت عودة فريد الأطرش من إحدى رحلاته. ولكن ما حدث أن أحد الزملاء قام بعمل وقيعة بين شادية وفريد وأخبروا فريد بالكذب أن شادية مرتبطة بشخص آخر. وتكمل لي عمتي بأن صدمتها كانت كبيرة عندما عاد فريد الأطرش لمصر ولم يتصل بها. فغضبت لكرامتها وأنهت الموضوع. ولكن تتذكر عمتي أنها شاهدت قبل وفاة فريد الأطرش برنامجاً مع الصحفي فوميل لبيب يذكر فيه أن فريد فكر بالزواج مرة واحدة فقط من شادية وأنها ستظل حب عمره.

وقفت هند رستم بجانبها

Caption

ماذا عن ذكرياتها مع زميلات جيلها؟

روت لي عمتي وقوف هند رستم بجانبها بفيلم "نحن لا نزرع الشوك". ففي أحد المشاهد تظهر عمتي بشعر أشقر وظلت تبحث عن "باروكة" بنفس اللون. ولم تجدها فاتصلت بهند رستم وطلبت منها الاستعانة بـ"باروكتها" الشقراء التي ترتديها أحياناً في بعض أفلامها. فوافقت هند رستم على الفور وقالت "تؤمري يا شادية".

من كان زوار شادية من الفنانين؟

كانت الزيارات محدودة. رأيت نجاة الصغيرة وبليغ حمدي ومريم فخر الدين التي كانت صديقتها جداً وأسامة أنور عكاشة الذي كان يعرض عليها أحد الأدوار. ولكن عمتي في ذلك الوقت كانت قد حسمت أمرها وقررت الاعتزال.

هل تتذكرين لحظة اعتزالها وارتدائها الحجاب؟

بعد وفاة أبي أصبحت عمتي في حالة قلق واضطراب شديدين. وبعد انتهاء عرض مسرحية "ريا وسكينة"، قررت أن نسافر معاً إلى الأقصر وأسوان والفيوم والإسكندرية في رحلة استجمام وتأمل لما سوف تفعله بعد ذلك، إلى جانب مرحلة الاكتئاب التي عاشتها بعد إجراء العملية لأنها لم تحصل على أي تأهيل نفسي بعد العملية مثلما يحدث الآن بعد إجراء مثل هذه العمليات.

بعد عودتنا من السفر، عرضت عليها الشاعرة علية الجعار أغنية "خد بإيدي" وفعلاً قامت بعمل بروفات لها وبعد أن غنتها جاءت في إحدى المرات وقالت إنها قررت اعتزال الفن بعدما قدمت كل ما عندها. وبعدها، قررت ارتداء الحجاب وقالت لي "شعري أصبح أبيض وأنا أشعر أنه من الأفضل أن أغطيه". وكانت تشعر بارتياح عندما ارتدت الحجاب. ومن المهم أن أؤكد أن عمتي كانت تعتز بتاريخها الفني وأنها كانت تقدم في كل عمل رسالة بناءّة يستفيد منها الناس وهي لم تعتبر الفن حراماً أبداً ولم تندم على أي عمل قدمته. فعمتي كانت متدينة طوال عمرها تصلي وتصوم وتقرأ القرآن أي أنها كانت تتقرب إلى الله طوال الوقت. وبعد الاعتزال والحجاب وتفرغها الكامل اقتربت من الله أكثر لكنها لم تكن كما يقال تتعبد في غرفتها ولا تخرج ولا تتحدث مع أحد. بالعكس، فقد كانت اجتماعية جداً وتفرغت لعائلتها وأبناء وأحفاد أخواتها وكانت تحتفل "بسبوع" كل حفيد في بيتها بالجيزة.

ماذا عن طقوسها في شهر رمضان ؟

كانت العائلة كلها تجتمع في بيت عمتي شادية. وكان لها طقوس حيث تفتح "دولاب الفضة" (الخزانة) وتخرج "الطقم الصيني"، وتضبط الراديو على مؤشر إذاعة القرآن الكريم وتسمع الشيخ محمد رفعت، وتضع المكسرات على السفرة ونفطر ونصلي جماعة. وكانت تشاهد بعض المسلسلات بعد أدائها لصلاة التراويح.

ما أكثر المسلسلات التي شاهدتها وأعجبتها في فترة الاعتزال؟

أحبت مسلسل "أم كلثوم" جداً وكانت معجبة بأداء صابرين وتشعر أنها تعيش في الماضي مع أحداث المسلسل فقد كانت ترى أنه واقعي مطابق لواقع العصر الذي يدور فيه من حيث أداء الشخصيات خاصة ملابسهم. لكنها غضبت وشعرت بالحزن عندما شاهدت مسلسلي "أسمهان" و"ليلى مراد" وكانت تقول إنهما لا يعبران عن الفنانتين الكبيرتين بل يسيئان لهما.

تزوجت شادية أربع مرات من عماد حمدي وعزيز فتحي ومصطفى أمين وصلاح ذو الفقار. فمن كان الأقرب لها ؟

كانت عمتي تحب مصطفى أمين وتحترمه وتقول عنه:" كان بالنسبة لي أقرب الأزواج لقلبي لأنه احتواني وكانت حياته الأقرب إلى نفسي، وهي حياة المثقفين فقد كنت أعشق صالوناته الثقافية وكنت حريصة على حضورها وهو هادىء الطبع يحترم المرأة. ولكن للأسف خطفوه مني وسجن".

هل كانت شادية ترفض التكريم في حياتها ولماذا رفضت تكريم مهرجان القاهرة السينمائي وهل كان الشيخ الشعراوي وراء رفضها للتكريم؟

لم ترفض شادية التكريم. أما الشيخ الشعراوي فلم يكن له أي علاقة بحجابها أو أنها ترفض التكريم. بالعكس، كانت قد أعدّت الفستان الذي ستحضر به حفل الافتتاح لكنها أصيبت بنزلة شعبية حادة في آخر وقت وهو ما منعها من الحضور وقد كرمها المركز الكاثوليكي أيضاً ورحبت بالتكريم وأرسلت الفنانة شهيرة لاستلام الدرع.

كانت الأم الثانية لنادر حمدي

شادية
شادية

كيف كانت علاقتها بالمصور نادر ابن الراحل عماد حمدي؟

كانت الأم الثانية له. كان يزورها ويحكي لها كل مشاكله وتشاركه في كل شيء فقد كانت سنداً كبيراً له وتعتبره ابنها الأكبر.

عندما تقدم لناهد عريس ماذا كان رأي شادية فيه؟

عندما تقدم زوجي لطلب يدي من عمتي ذهب لمنزلها في الجيزة وجلست معه وحاورته في موضوعات كثيرة وأعجبت بفكره وطريقة فهمه للحياة وأثنت عليها وقالت لي "هو مهندس محترم أهم حاجة تختارين على أساس الأخلاق والدين والشهادة". أما أمي في هذه الفترة فكانت قد تزوجت لهذا كانت عمتي تشاركني كل تفاصيل زواجي واشترت لي شقة الزوجية وفستان الفرح وجهزتني. وقد قامت بذلك مع كل أفراد العائلة وفرحت بأولادي وكانت تحضر لهم الألعاب التي تناسب عمرهم.

كيف كانت شادية تستقبل خبر رحيل فنانات جيلها؟

حزنت شادية كثيراً لرحيل سعاد حسني. وكانت تهتم بأخبار وملابسات رحيلها. وكانت حريصة على مشاهدة برنامج سمير صبري الذي قدمه عن سعاد حسني. أما فاتن حمامة وهند رستم ومريم فخر الدين فبكت عليهن كثيراً.

من هنّ صديقات شادية لآخر وقت في عمرها؟

شهيرة كانت من الصديقات المقربات لها جداً. وكانت دائمة الاتصال بها وقريبة لقلب عمتي. وقد حضرت شادية حنة ابنتها رانيا عندما تزوجت من الفنان محمد رياض. ومديحة كامل كانت من أقرب صديقات شادية. وقد لبت دعوتها لحضور زفاف ابنتها ميريهان. ولا أنسى الحاجة ياسمين الخيام عندما رافقت عمتي في المستشفى ولم تتركها لحظة. أما الرجال فقد كانت صديقة للفنان كمال الشناوي لآخر وقت قبل وفاته. فقد كانت هناك علاقة عائلية لأنه كان زوج عمتي عفاف في بداية حياتها ثم شكل ثنائياً رائعاً مع عمتي شادية وأصبحا صديقين.

الأيام الأخيرة

شادية
شادية

كيف كانت الأيام الأخيرة في حياة شادية؟

في السنوات الأخيرة، بدأت صحتها تتدهور بسبب أمراض الشيخوخة الطبيعية وقبل وفاتها بعامين أصيبت بالتهاب رئوي وأقامت في المستشفى حوالى أسبوعين إلى أن أتم الله عليها الشفاء. وبعدها كانت من المستحيل أن تقيم في المنزل بمفردها. وكنا نتناوب لخدمتها ونستعين ببعض الممرضات والجليسات لخدمتها. ونذهب إليها كل جمعة ونتغدى "كباب وكفتة ورنجة".

قبل وفاتها، دخلت المستشفى وكان عندها فشل في الرئة والتهاب رئوي حاد وأتذكر عندما زرتها أنا وميريت ابنة عمي وبمجرد وقوفنا جنب سريرها، بدت وكأن روحها رُدت فيها على حسب كلام الأطباء. وتحسنت حالتها كثيراً عندما شاهدتنا واقتربت منها وقبلتها وقلت لها أنت أمي قدمت لنا كل شيء جميل في حياتنا أحبك كثيرا يا أمي. وكانت دموعي لا تتوقف وهي أيضاً وكنت أشعر أنها النهاية وأنه الوداع الأخير. وبعد رحيلها فقدت حضنها وفقدت السند وفقدت من يسمع مشاكلي ويحلها.

ما قصة الشاب الذي التقط لها صورة وهي في العناية المركزة بدون حجاب ونشرها؟

الشاب الذي التقط الصورة للأسف كان مدرب علاج طبيعي. وطلب منها التقاط صورة معه. ووعد بعدم نشرها على "السوشيال ميديا". فوافقت لكن للأسف نقض العهد ونشرها. وهذا لا يصح طالما لم يأخذ أذنها والشيء المحزن أكثر أن عمتي كانت قد رحلت. فلم يكن يصح منه نشر هذه الصورة.