وقود الإنسان

لمى بنت إبراهيم الشثري
لمى بنت إبراهيم الشثري
لمى بنت إبراهيم الشثري

وحده الشغفُ المعرفي، يربطنا بالكتب والدروس ويدفعنا نحو الأبحاث المختلفة، فهو بمنزلة وقودٍ يُغذِّي سعي الإنسان إلى اكتساب المعلومات، وخوض التجارب وإيجاد الحلول.

 

إنَّ التميُّز المعرفي، يجعل الفرد بارزاً بين أقرانه سواءً في الأسرة، أو بيئة الدراسة، أو مكان العمل. الشغوفون بالمعرفة يرون في التعلُّم متعةً عظيمةً، وأحد أسباب السعادة التي لا يمكنهم العيش دونها، فهو من وجهة نظرهم من "مُسلَّمات الحياة".

 

وما تقدَّم، ينطبقُ حرفياً على شخصية الغلاف الدكتورة خلود المانع، الأكاديميةُ السعودية والخبيرةُ في مجال التحوُّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، التي صُنِّفت مطلع العام الجاري في المركز الأول ضمن أفضل 32 شخصيةً من قادة الفكر التقني بمجال التكنولوجيا خلال فعاليات الحدث التقني "CES"، الأكثر تأثيراً في مجال التقنية على مستوى العالم.

 

برز الشغف بالتعلّم في محطات عدة من حوارنا الحصري مع الدكتورة خلود المانع، التي أكدت بأن تعزيز الشعور بالفضول المعرفي خطوة أساسية للتقدم في عالم التقنية، مبديةً امتنانها لنشأتها ضمن عائلةٍ تقدِّر العلم وتشجِّع أبناءها على الوصول إلى أعلى المراتب العلمية. وأرجعت نجاحها كذلك، بعد فضل الله تعالى، إلى الدعم السخي الذي قدَّمته الحكومة السعودية الرشيدة، لتيسير كافة سبل التعلُّم عبر برنامج الابتعاث إلى أفضل الجامعات الخارجية، الذي شملها وآلافاً من الطلاب الآخرين.

 

وفي السياق ذاته، أعددنا ملفاً عن الدورات التدريبية وتنمية المهارات في مقارنةٍ مع تحصيل الشهادات الجامعية، وتلبية احتياجات سوق العمل. تضمَّن التقرير نقاشاً موسَّعاً مع طلابٍ ومدربين وأكاديميين، قدَّموا خلاله وجهات نظرهم فيما يتعلَّق بشروط الدورات الناجحة، وقيَّموا مدى إضافتها إلى المخزون المعرفي والسيرة الذاتية.

 

حتى في حضرة الشعر وهيبته، وأثناء الحوار مع "أميرة الشعراء" العُمانية عائشة السيفي، لمسنا شغفاً كبيراً بالعلم والهندسة المدنية لتطوير حياة الإنسان والتي عبرت عنه بقولها: "الهندسة شغفي، ومن خلالها أقف على حركة العالم، أقف على الحياة الإنسانية بكل مباهجها ومشكلاتها، لأشكِّل جزءاً من منظومة صناعة الحلول التي تواجه البشر".