النوم سلطان

مها طيبة

 

بعد البحث العميق وقراءتي في أبحاث النوم لا أخفي عليكم أنه أصابني قليل من «القلق!!» عندما أدركت أن النوم ثمان ساعات وبجودة عالية يومياً ضروري جداً، وبما أننا نقضي ثلث حياتنا في النوم، أصبحت هذه الثمان ساعات هدف جاد يجب أن أضيفه إلى قائمة أهدافي. فكل نتائج الأبحاث الخاصة بالنوم تشير إلى أن «النوم سلطان» فعلاً... وأن جودة ومدة النوم لها أثر كبير على مزاجنا وصحتنا النفسية ووظائف جسدنا وحياتنا بشكل عام لدرجة تكاد لا تصدق.

 ومما تعلمت أن ما نحدث به أنفسنا قبل النوم له دور كبير في تحديد مدة وجودة النوم في تلك الليلة. فإذا كانت أفكارنا تتقاتل معنا، وتثير كل أنواع القلق والتوتر، وتعيد لنا شريط ذكريات أسوأ ما حدث في يومنا وماضينا، وتسبب لنا الخوف مما قد يحدث لنا في المستقبل، ونلوم أنفسنا على فشلنا في تحقيق الأهداف المقررة لذلك اليوم، ونراجع قائمة التحديات التي قد تواجهنا في صباح اليوم التالي، فمن أين لنا أن ننام نوماً هنيئاً؟

فالسؤال الذي يفرض ذاته الآن، في ماذا نفكر قبل النوم إذاً؟

عندما ندرك بيقين أننا نتحكم في أفكارنا وليس العكس، يسهل علينا أن نستبدلها بغيرها. وإذا انطلقنا من هذا المبدأ البسيط فإننا نستطيع أن نستبدل أفكارنا السلبية بأفكار أكثر إيجابية ولو لفترة وجيزة قبل النوم. وعندما ندرك بيقين أن حياتنا ليست هي أفكارنا وأننا نستطيع أن نغيرها فتتغير حياتنا، يصبح من الأسهل لنا أن نتصور ولو لفترة وجيزة قبل النوم بدائل لا نهائية من الاحتمالات الجميلة التي قد تكون حياتنا بها أفضل في المستقبل... وإذا وظفنا ما بقي في نهاية اليوم من طاقة وانضباط لتحسين اللحظات الأخيرة قبل النوم، لاستطعنا استبدال أفكارنا المزعجة والسلبية بأفكار شكر وامتنان للخير الذي ننعم به، ولاستطعنا أن نسرح بخيالنا ونفكر بكل التصورات الإيجابية التي قد تسير فيها حياتنا... ولوجدنا الراحة والهدوء بدلاً من القلق والتوتر، ولا ننسى أن ديننا الجميل قد وصى بأذكار معروفة قبل النوم يغلب عليها شكر النعم والتوكل والاستسلام التام لرب العالمين على الرغم من كل الظروف والتحديات.

إن من السهولة بمكان أن نخصص فترة ما قبل النوم لإعادة تأطير أفكارنا بطريقة إيجابية ولتصبح عادة بتكرارها والمواظبة عليها. طبتم وطاب نومكم وطابت لكم الحياة.