تخانقوا.. تصحوا!

عبد الله باجبير

هل صحيح -كما يؤكد استشاريو العلاقات الزوجية- أن أكثر العلاقات الزوجية رومانسية هي التي لاتخلو من شجار؟ وهل الأزواج الذين يتجادلون علاقتهم صحية؟ وهل الشجار بين الزوج والزوجة هو علامة دالة على قنوات الاتصال المفتوحة بينهما التي تساعد على إخراج ما في النفس من شوائب قبل أن تتراكم، وتنال من صحة العلاقة الزوجية وسلامتها؟

 بعد سنوات من العمل كاستشاري في العلاقات الزوجية، توصل الدكتور «فيليب هيدسون» إلى أن المشاكل الكثيرة تحدث في العلاقة الزوجية عندما تصل مناطق الخلاف والتوتر فيها إلى تسع مناطق شائعة للخلاف، وهي: الأمور المادية، الأصدقاء، التغيير، الوقت، العائلة، الجنس، القيم، الحوار، والثقة.

 ولذلك يجب على الأزواج أن يحددوا مناطق خلافهم على وجه الدقة، وأن يحاولوا تقليل هذه المناطق إلى ثلاث؛ حتى يصبح الخلاف طبيعياً وصحياً، ويضيف الدكتور «هيدسون» أن الجنس والحوار والأمور المادية هي أهم أكثر مناطق الخلاف التي يختلف الكثير من الأزواج حولها، وأن الخلاف حول الأمور المادية على سبيل المثال يظهر حتى وإن كان الزوج من الأثرياء.

 وإذا كانت أي علاقة زوجية لا تخلو من مشاكل، فإنه من المهم وجود الحب الذي يجمع بين الزوجين، والذي يذكرهما دائماً أن الأمل قائمٌ في حل المشاكل التي تعترضهما. وذلك الحب الذي يجمع بين الآخرين يستطيع أن يقدر المدى الذي يمكن أن يجعل كلاً منهما قادراً على تحديد قدرته على احتمال نقاط ضعف الآخر.

يقول الدكتور«هيدسون» إنه إذا كانت مناطق الخلاف أربعاً، فمن الضروري معالجة مشاكل تلك المناطق مشكلة بعد أخرى، وليس دفعة واحدة؛ حتى يستطيع الزوجان إيجاد بعض الحلول لبعضهما، ومن ثم التقليل من مناطق الخلاف، ويضيف أن الأمر الذي يبعث على التفاؤل هو أنه كلما استمر الزوجان معاً، زادت احتمالات الاستمرار في علاقتهما الزوجية وحلّ مواضع الخلاف بينهما.

قد تتغير مناطق الخلاف بين الزوجين، وذلك بعد قيامهما بتحديدها، وأيضاً قد تستمر الخلافات، لكن السعي للحصول على الحل الوسط للمشكلة هو أكثر شيء يبعث على التفاهم بين الزوجين رغم أي خلاف، ومن هنا قد يصح الاعتقاد السائد بين مستشاري العلاقات الزوجية والقائل إن العراك الجيد بين الزوجين ينتج زواجاً سعيداً 

أشياء أخرى:

«تصبح حياتك لعبة في يد من يجعلك تنفعل وتغضب».