طموح متوّعك

مها الأحمد 

الطموح كلمة تعودت مسامعنا على حروفها وعلى استعمالها، حتى أنها كادت تحتل الكلمة الثالثة بعد بابا وماما.....

أنا طموح ...!

أنا شخص أمتلك طموحاً عظيماً.

هل يا ترى سألنا أنفسنا عن صفة هذا الطموح الذي نملكه؟! عن نتائجه!؟ أين سنصل به؟! ماهي الخطوة التالية؟! وهل طموحنا سليم أم أنه ثرثار ويشكي من علة التشتت وقلة التركيز وبحاجة إلى توجيه أو إعادة تأهيل؟! 

إن تشتت طموحك أمر ليس بهذه البساطة التي تعتقدها، ولا هو أمر محبب أو دليل على نجاح وصبر وعزيمة كما يعتقد البعض، هذه المفاهيم مغلوطة ومتداخلة ربما نشأتنا والطرق المتبعة لتحفيزنا هي السبب في ذلك، فهناك طموح مدروس مخطط له فيه خطوات واضحة، وهناك الطموح اللفظي الذي يثيرك ويشغلك من دون أي خطوة.

هذا النوع من الطموح الأكثر عرضة للتشتت لأنه غير مبني عن رغبة ولا تحكمه أي منطقية، وبعيداً كل البعد عنك وعن اهتماماتك. أعتقد أن المحرك الأساسي له هي إحدى صيحات الطموح التي بدأت تظهر ويعتنقها أولئك الأشخاص الذين يشترون أفكار الآخرين ويضعونها في دواليبهم العريضة حتى تموت من العجز وقلة الحركة.

 

عزيزي المصاب بهذا النوع من التشتت؛ هناك نقطة تدعى صفر وهي عندها يتساوى طموحك بالعدم؛ في هذه النقطة تسكن الأرض وتتوقف عن الحركة من تحتك بعد أن أصابها الضجر من ترددك أو تأجيلك أو حتى ادعاءاتك.

قانون الجاذبية يبتعد عنك أنت بالتحديد لأنك لست أهلاً له، تصبح النتائج التي تتوالد أمام عينيك جميعها سالبة، والأثر الذي تجنيه يصفونه بالأثر الضار، تصبح أكبر نجاحاتك وهمومك تكمن في كيفه التخلص من هذا الأثر الضار الذي بدأ ينغص عليك عيشتك، ويؤكد في كل مرة أن مبرراتك يوماً بعد يوم تفتقد لعنصر الإقناع!

وأنك فشلت لأنك لم تحاول، لا لأنك حاولت أكثر من مرة دون أن تنجح.. تفشل لأن طموحك ثرثار بلا عمل.. لو أنك تصمت قليلاً وتدع أفعالك تنادينا لتجبرنا على أن نلتفت إليك ستكون قد نجحت وطموحك يستحق أن نستمع إليه.