سفراء فوق العادة

رويدا أبيلا

تهتم العديد من الدول بتنمية القطاع السياحي والارتقاء بخدماته ليكون أحد دعامات التنمية الاقتصادية والرخاء. ولعل إحدى أهم الوظائف الحيوية واللازمة لنجاح القطاع هي وظيفة المرشد السياحي حيث تُتاح له الفرصة المباشرة للتأثير على السياح. لذلك هو بمثابة سفير بلا حدود يمثل وطنه وله دور كبير وفعال في ترسيخ صورة إيجابية عن بلده لزوارها. 
وتقع على عاتق المرشد السياحي مسؤولية التعريف بالإمكانات السياحية للبلد وتقديم فكرة شاملة عن التراث والثقافات والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية في المناطق التي يرافق السائحين لزيارتها. 
وعلى الرغم من أهمية هذه الوظيفة وتطورها خلال السنوات الماضية، فإنها لاتزال مهنة ذكورية إلى حد ما خاصةً في الوطن العربي.
ولكن في إمارة الشارقة، وهي ثالث أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً لدى هيئة الإنماء التجاري والسياحي، يوجد عدد من البرامج المخصصة لتحسين وتطوير مهنة المرشد السياحي في الإمارة، منها برنامج "الجوهرة" لتمكين المرأة. يختص هذا البرنامج بالسيدات الإماراتيات ويُسلط الضوء على دور المرأة في صناعة السياحة، ويُوفر لها الأساسات اللازمة لتُصبح رائدة أعمال في مجال السياحة. 
والغرض من هذا البرنامج هو تمكين المرأة الإماراتية بترخيص رسمي لإجراء جولات سياحية في الشارقة. ويهدف أيضاً الى إدماج المرأة في مجال السياحة واستثمار مواهبها وحضورها لتمثيل بلدها على وجه مشرف.  
ومن خلال هذا البرنامج تمكنت الهيئة من زيادة عدد المرشدات الإماراتيات المرخصات في الشارقة من خمس سيدات فقط في عام 2018 إلى 303 سيدات في يومنا هذا. وهذا يدل على أن لدى المرأة القدرة على المنافسة والتألق والنجاح في شتى المجالات إن سنحت لها الفرصة ولاسيما أنها تميل بطبيعتها إلى وصف الأمور بتفاصيل أدق، وتمتلك شغفاً بنقل المعرفة، ما يسهم في إثراء معرفة المتلقي.