رحلة إلى حافة العالم

رويدا أبيلا

مطل حافة العالم، يقع هذا المنظر الطبيعي المنقطع النظير في الصحراء الصخرية شمال غربي الرياض. ويسمى جبل الطويق لأنه يشبه الطوق. وهو جبل يمكن مشاهدته من بعد 800 كلم ويعد من أبرز المعالم الجغرافية التي يمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي.
تبرز هذه المنحدرات الشاهقة من قلب الصحراء وتمتد لتعانق السماء مثل جدار عظيم. وهي أعجوبة جيولوجية مثيرة وغير متوقعة. حصل الموقع على لقبه لأنه عندما تقف أعلى الجرف وتنظر نحو الأفق سيبدو لك أن السماء تذوب في الأرض. ومن الجدير بالذكر أن هذا المكان قبل 50 مليون سنة كان قاعاً لبحر كبير يغمر شبه الجزيرة العربية ممتداً حتى بلاد الشام.
لعل هذه الصورة الأخاذة هي واحدة من العديد من الصور التي تداعب مخيلة عشاق السفر حينما يفكرون في زيارة السعودية. حتى وقت قريب، كان الاعتقاد السائد أن المملكة بلد صحراوي بحت، ولكن وبفضل رؤية 2030، صدر قرار المملكة لعام 2019 باستخراج التأشيرات للراغبين في الزيارة بغرض السياحة، وتزامنناً تم إطلاق حملات تسويقية وترويجية للوجهات السياحية في المملكة تحت شعار "روح السعودية" فدهش الكثيرون بأن المملكة العربية السعودية زاخرة بالألوان وهي موطن للجمال الطبيعي المتجذر في التاريخ العريق.
نعم، جغرافياً، الجزء الأكبر من البلاد صحراوي، لكن لدى السعودية مقومات جبارة لمحبي السفر، فالتضاريس المختلفة في الجبال والسواحل تقدم مزيجاً مغرياً وشائقاً. فهناك جبال عسير التي يبلغ ارتفاعها 3000 متر في الجنوب الغربي، والشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وأسواق جدة العتيقة والروائح المنبثقة من أزهار الطائف وعجائب العُلا القديمة.
على مدى السنوات القليلة الماضية، بذلت المملكة العربية السعودية الكثير من الجهود لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط. وركزت على الانفتاح على العالم وخططت لاستثمارات كبيرة في مشاريع عدة يجري التجهيز لها خلال العقد المقبل منها الثقافية والترفيهية. 
لقد عززت هذه الاستراتيجية بالفعل وبشكل كبير جاذبية البلاد كوجهة سياحية مرغوب فيها. وهي تحرز تقدمًا ملموساً نحو الهدف وهو جذب 100 مليون زائر سنوياً إلى البلاد بحلول عام 2030.
لم يعد هناك العديد من الأماكن حول العالم التي لم تُستغل سياحياً، ما يضيف عنصراً من الغموض الساحر ويزيد من رغبة السياح أن يسافروا ليتعرفوا عن قرب إلى كل ما تقدمه المملكة. حيث تروج السعودية لصورة مشرقة مليئة بالمفاجآت من منتجعات فاخرة إلى أطلال الحضارات التي مضت، ومناظر خلابة للصحراء التي عبرها لورانس العرب منذ سنين. 
استعداداً لكتابة هذا المقال سألت عدداً من الناس ما الذي يخطر ببالهم حينما يفكرون في زيارة السعودية. وكانت الردود الأكثر شيوعاً تعبر عن شغف ورغبة لاستكشاف  المدن المختلفة، والمناظر الطبيعية الرائعة وضيافة الشعب الكريم. تعبق المملكة العربية السعودية بروح الحضارات القديمة وهي غنية بالمواقع الأخاذة والقصص التي لم يتم سردها حتى الآن والتي نتطلع لسماعها. وعند انتهائي من الكتابة، وجدتني أكثر حنيناً للعودة إلى حيث لم أذهب من قبل.