حماية العقل صحة للجسد 

لمى بنت إبراهيم الشثري

يمر اليوم وتتعاقب الساعات من شروق إلى غروب ونحن منهمكون في صراعات فرضتها حمول الحياة والتزامات العمل فنودع شهراً ونستقبل آخر.
وفي ظل التحديات التي نعيشها على مختلف الأصعدة مهنياً وأسرياً واجتماعياً، قد تحاصرنا الضغوط النفسية بشكل متواتر لتهيمن على حياتنا من دون أن نشعر بسطوتها النافذة، وتتسبب بأزمات صحية نفسية مثل اضطرابات التوتر المزمن والاكتئاب وأمراض جسدية مثل القولون العصبي وآلام 
أسفل الظهر. 
في اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام، نسلط الضوء على أهمية الاستقرار النفسي وأثره العظيم على صحة الجسد عبر ملف التقينا من خلاله مجموعة مختصين من أرجاء الوطن العربي شاركونا خبراتهم في مجال الصحة العقلية والعناصر التي تؤثر على سعادة الإنسان. حدثتنا الدكتورة هبة علي من مصر بقولها: "يختلف الأفراد في أسلوب التعامل مع الأحداث والمواقف الحياتية باختلاف المراحل العمرية التي يمرون بها. لابد من تجنب التفكير في المواقف الضاغطة وتوجيه الذهن نحو شيء آخر وممارسة التنفيس الانفعالي، وكذلك الاندماج في أنشطة محببة للفرد بالإضافة إلى تعزيز المساندة الاجتماعية". 
مما لا شك فيه أن البيئة التي نعيش فيها تلعب دوراً بارزاً في شعورنا بالسعادة. التركيز على الإيجابيات في محيطنا يمثل خطوة أولى نحو العيش بسلام داخلي، ومن ثم بذل العطاء وإيجاد السبل للاستمتاع بما نقوم به، واختيار الرفقة التي تحتوينا بقوة وتدعمنا بحب. في لقائنا مع المعماري ربيع جحا ذكر بأنه عاش تجربة الدمار والتفكك في بلديه لبنان وكرواتيا، ولكنه مع ذلك اختار العزيمة والتفاؤل والإبداع ما جعله يحقق نجاحاً مهنياً لافتاً، فكُرمت مشاريعه بجوائز عالمية وتم إدراجها ضمن كتب ومطبوعات مرموقة.