مايا الهواري  
مايا الهواري  

معروف لدى مجتمعاتنا العربيّة أنّ المرأة مكرّمة ومحصّنة ومعزّزة، والرّجل هو من يبدأ الاعتراف بحبّه للأنثى، وعندما يقع في حبّها يبحث عن طريقةٍ مناسبة للاعتراف لها بهذا الحبّ، إلّا أنّ خجله في بعض الأحيان وخوفه من الإفصاح عن عواطفه تجاهها مخافة رفضه، يجعله حذراً ممتنعاً عن ذلك، مفضّلاً الاحتفاظ بمشاعره تجاهها والبقاء إلى جانبها بصمتٍ، وعندما تظهر عليه بعض العلامات التي تفضح حبّه كأن يحدّق بعينيها كثيراً ويراقبها باستمرار فتلاحظ الفتاة ذلك، عندها يأخذ حذره أكثر حتّى لا يعرّض نفسه للإحراج أو يصاب بخيبة أملٍ إن كانت هذه الفتاة لا تبادله المشاعر نفسها، إلّا أنّ هذا ليس حلّاً، فإن كان صادقاً في مشاعره تجاهها وصريحاً وواثقاً من حبّه لها، مع امتلاكه معايير الرّجل الشّهم واحترامه للمرأة وأنوثتها معترفاً بمكانتها وثقافتها، يغار عليها بحدود المعقول، محترماً علمها، فخوراً بنجاحاتها، فعليه أن يأخذ زمام المبادرة ويعترف لها بمشاعره الصّادقة، والأنثى لن ترفض رجلاً يتمتّع بتلك الصّفات إلّا في حال لم يكن هناك قبول من طرفها تجاهه، وهذه في النّهاية أقدارٌ مكتوبة مع بقاء الاحترام المتبادل بينهما.
ولكن في الآونة الأخيرة أصبحنا نلاحظ سعي الفتاة وراء الرّجل ومتابعته ومحاولة جذبه بكلّ الوسائل، وهذا لم يعتد عليه المجتمع العربيّ، وقد تعدّدت الأسباب وراء ذلك، فالبعض يُعزي هذا التّصرّف إلى عزوف الشّباب عن الزّواج، وبالتّالي ارتفاع نسبة العنوسة؛ ذلك أنّ تأخّر الزّواج سيُشعرها بالحرمان العاطفيّ، ما يجعلها تلاحقه وتتابع أخباره سواء شخصيّاً أو عبر وسائل التّواصل الاجتماعي، إلّا أنّ قيم وعادات مجتمعاتنا العربيّة لا تحبّذ هذه التّصرّفات من قبل الفتاة بأن تكون هي المُبادِرة؛ بل عليها أن تحتفظ بمشاعرها لنفسها وألّا تُفصح عنها للرّجل حتّى تحافظ على مكانتها، فهي عندما تلاحقه بشكلٍ مبالغٍ فيه ستقلّل من أهمّيّتها، لأنّ الرّجل قد يحبّ ملاحقة الأنثى له في بداية الأمر، ولكنّ انشغاله بالأعمال وعدم مبادلتها الاهتمام بدرجتها نفسها، سيولّد لديها إحساس بعدم حبّه لها وقد يحتمل إحساسها الخطأ والصّواب، علماً أنّ الرّجال يحبّون المرأة ذات الشّخصيّة المستقلّة الواثقة من نفسها، الّتي تمنعها من ملاحقة ومتابعة الرّجل بشكل غير اعتيادي، بل عليها أن تتحكّم بمشاعرها ولا تجعلها نقطة ضعفها، وبعض الرّجال يجدون أنّ هذه الشّخصيّة مملّة للغاية وينفرون منها سريعاً، على عكس الأنثى المتحكّمة بنفسها بقوّة فإنّها تجذب الجميع حولها.
لذلك نصيحة لكلّ فتاة أن تعزّز ثقتها بنفسها، وتتمتّع بشخصيّة قويّة ثابتة، لها بصمتها وأثرها الفعّال في المجتمع، وبالتّالي ستكون محطّ أنظار الجميع، فلا تجعلي حلمك رجلاً، بل كوني حلم كلّ رجل.