جودة الحياة

الدكتورة مايا الهواري
Maya al Huwairi

جودة الحياة المتكاملة ليست عبارة عن طعامٍ وشراب فقط، إنّما تعتمد على أربعة أمور أساسيّة يتم من خلالها معرفة جودة الحياة المتكاملة، وهي الصّحّة، الصّحّة النّفسيّة، التّفكير الإيجابيّ وتنمية المهارات.

1. الصّحّة:

تُعدّ الصّحّة أهم ما يملكه الإنسان، فالصّحّة تاجٌ على رؤوس الأصحّاء، وتشمل الصّحّة الجسديّة والعقلية والبيئيّة وشعور الإنسان بالرّضى عن ذاته ومدى رغبته بتحقيق المزيد من الأهداف في الحياة، فجودة الحياة الصّحيحة متعدّدة الجوانب، تشمل تعزيز الجوانب الإيجابيّة وتقويم النقاط السّلبية (والتي نسمّيها مواطن التّحسين)، وكذلك التّطوّرات البدنيّة والعقليّة.

كما نجد أنّ جودة الحياة السّليمة تعدّ مقياساً مهمّاً للسّعادة، وتّعدّ مراقبة الصّحّة العامّة مؤشّراً لمعرفة الاحتياجات المرغوبة غير المحققة، وعاملاً للتدخّل لتقويم الأمر وتحقيق الاحتياجات.

2. الصّحّة النّفسيّة:

وتعني كيفيّة التّعامل مع النّفس الإنسانيّة، والسّعي لتوفير السّعادة لها، ومن ثمّ تحقيق النّجاح في التّعامل مع الذّات أوّلاً ومن ثمّ التّعامل مع الآخرين.

وكما نعلم أنّ حياة الإنسان مليئة بالمشاكل والتّوتّرات، بسبب طبيعة وأسلوب ونمط الحياة التي يعيشها، لكنّ الله تعالى منّ عليه بقدرة كبيرة للعمل جاهداً على حماية صحّته النّفسيّة ومواجهة الضّغوطات، ذلك أنّ الحياة لا تشمل الطّعام والشّراب فقط، بل تتعدّاها لتحسن المقوّمات العقلية والوجدانيّة والنّفسيّة والاجتماعيّة، والتّفكير السّليم والعلاقات الاجتماعية والمعتقدات الدّينيّة والمالية والاقتصادية، وبتحقيق هذا التّوازن تتحقّق السّعادة والرّضى في الحياة، وبالتّالي تكون حياة تستحقّ أن تُعاشَ بأملٍ وتفكيرٍ إيجابيّ ودافعيّة نحو التّطوّر المستمرّ.

3. التّفكير الإيجابيّ:

إنّ كلّاً من الصّحّة النّفسيّة والتّفكير الإيجابيّ مرتبطان ببعضهما، فكلّ منهما يعزّز الآخر، ويكون دافعاً للتّفاؤل والأمن النّفسي الذي بدوره يكون سبيلاً للرّضى الدّاخلي، الذي ينعكس بدوره إلى رضى خارجي.

هناك علاقة طرديّة قويّة بين نمط التّفكير وجودة الحياة، فكلّما ارتفعت درجة التّفكير الإيجابيّ أدّى ذلك لتحسين جودة الحياة.

4. تنمية المهارات:

إنّ تطوير القدرات البشريّة يهدف لتطوير مهارات الأفراد وبالتّالي تطوير المجتمع، ولا يقتصر إعداد الكوادر البشريّة على الكبار فقط، بل لا بدّ من إعدادها منذ مرحلة الطّفولة المبكّرة، والعمل على تنمية مهاراتهم وقيمهم وحثّهم على المنافسة الشّريفة والتّطوير المستمرّ، فهم الثّروة الكبيرة للوطن وذخرها، كما يجب العمل على خلق مبادراتٍ لتنمية مهارات كل الأفراد، كلٌ بحسب عمره ومكانته، تلك المهارات تعزّز التّفكير الإبداعي، وتعمل على تطوير المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة، وبالتّالي تنمّي قيم التّعاون والتّفاؤل والتّسامح والمواطنة.

كلّ ذلك يجعل الحياة عالية الجودة تستحقّ أن تّعاش بكل فخر.