النساء ولغة الصدمة

أحمد العرفج
أحمد العرفج
أحمد العرفج

قبل أيام كنت في أحد المقاهي العامة ممسكاً بكتابي وغارقاً في القراءة، وعن يميني طاولة تجلس إليها فتاتان وكان حديثهما يأتيني ويصل إليَّ عبر صوتهما المرتفع.

كانت الكلمات تصل أذني فقلت لنفسي: "هيا يا أحمد، ها هي الفرصة قد أتت إليك لتحلل المفردات التي تنبعث من الأفواه النسائية".

راقت لي الفكرة؛ خاصةً وأنني مغرم بتحليل المفردات منذ أن كنت صغيراً، لذلك أطرقت مستمعاً إلى حديثهما الذي يصل إليَّ من دون شوشرة أو تشويش، ولا يهمني الموضوعات التي تم طرحها حول تلك الطاولة، ما يهمني هو لغة الدهشة والصدمة التي كانت تستحوذ على الحديث حين قالت الأولى هذه العبارات:

"مو معقول - ماني مصدقة - انصدمت - تخيلي - ماني متخيلة - كأني في حلم - تفاجأت - حتى الآن مصدومة - ما توقعت اللي صار - ما خطر في بالي - والله استغربت - حسيت بصدمة - معقولة في ناس كذا".

بعد هذا الحديث دعوني أطرح بعض الأسئلة:

لماذا أغلب النساء يعشن في عالم الدهشة والاستغراب، والتعجب، والدهشة، والصدمة..!؟

ثم هل الخطأ منهن - حين أحسن الظن والمسلم مأمور بحسن الظن - أم أن الخطأ من الواقع الذي حطم سقف توقعاتهن المرتفعة وبدأن يتحدثن بلغة الصدمة والإحباط والخيبة..!؟

في النهاية أقول:

ما أجمل عبارة الشاعر الإنجليزي "ألكسندر بوب" التي يقول فيها: "طوبى لمن لا يتوقع أي شيء، فإن ظنه لن يخيب أبداً".