المرأة والاكتئاب

هبة علي
د. هبة علي
د. هبة علي

هل المرأة أكثر عرضة للأمراض النفسية من الرجل؟
هل المرأة أكثر شجاعة وأكثر قدرة على التعبير عن معاناتها النفسية؟
هل المرأة أكثر حاجة للرعاية النفسية؟
دائماً يقال عن المرأة إنها كئيبة أو نكدية ما السبب وراء هذا؟
تعالوا نفهم أنفسنا أكثر... مستعدون..
يلعب التكوين البيولوجي والنفسي والاجتماعي دوراً كبيراً في جعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مقارنة بالرجل، فطبيعة المرأة من الوجهة البيولوجية أكثر تعقيداً، مثالاً: على ذلك أثناء الدورة الشهرية، ما قبل الدورة الشهرية تعاني المرأة من أعراض نفسية مختلفة كالتوتر الداخلي والصداع والبكاء وسهولة التهيج العصبي مع الانفعال الشديد، هذه الفترة تصاحبها تغيرات واضحة في الهرمونات الجنسية، كما تبدأ وتزيد الأعراض الاكتئابية عند توقف نشاط الهرمونات الجنسية أو ما يسمى بسن اليأس، كما قد تتعرض المرأة بعد الحمل والولادة إلى نوع من الاكتئاب ما بعد الولادة، ويصاب بها 10% من النساء اللاتي يضعن طفلاً جديداً.
إلى جانب العوامل البيولوجية التي تدخل في تكوين المرأة نجد تكوينها النفسي له دور في تهيئتها للإصابة بالأمراض النفسية، فتكوينها له طبيعة خاصة كونها تلد وتربي وهي وظيفة تستقل بها المرأة، ولقد وجدت فيها تلك الغريزة مثل الحنية والعطف والإحساس بأولادها ولين القلب وهذه غريزة ربانية؛ لأنها أم أو حامل أو مرضع أو حاضنة أو أخت.
بجانب التكوين النفسي والأدوار التي تلعبها المرأة وتؤثر على نفسيتها، نجد أن العوامل الاجتماعية لها أيضاً دور، حيث أثبتت دراسات علمية علاقة وثيقة بين الوضع الاجتماعي للأسرة والوضع العائلي؛ حيث ارتفاع حالات الإصابة بالكآبة لدى النساء حيث تقوم المرأة المتزوجة داخل البيت بأعمال المنزل ورعاية أطفال وتلبية رغبات الزوج وغيرها من الأعمال المنزلية وغيرها من الأعمال التي تنهك الزوجة ما يعرضها للإصابة بالأمراض النفسية وعلى رأسها الاكتئاب.
ارتباط المرأة بالاكتئاب هو الأكثر وضوحاً، إن نسبة الاكتئاب لدى المرأة ضعف نسبة الرجل، وإن هذا الارتفاع يحدث لدى النساء المتزوجات من 25 إلى 45 سنة اللاتي لديهن أطفال.
ويرجع أيضاً لأسباب أخرى ومنها قلة اللقاء الأسري، ضعف التواصل العاطفي والفكري بين الزوجين، وأوقات تحس المرأة بأنها شريك سلبي للرجل؛ حيث إنها شريكة الجسم لا العقل.
فالمرأة من خلال العلاقة الزوجية الناجحة والمتوافقة تثبت ذاتها كأنثى وكزوجة وكأم وهو ما يؤثر إيجاباً على صحتها النفسية وفي حال اضطراب العلاقة الزوجية وسوء توافقها الزواجي فإن ذلك يؤثر سلباً على نفسيتها وتوازنها.
تلعب المرأة كأحد طرفي العلاقة الزوجية دوراً جوهرياً وحيوياً في بناء الأسرة، وكلما كانت الزوجة تتمتع بصحة نفسية سليمة فإنها تكون أكثر كفاءة في أداء أدوارها وهو ما يؤثر إيجاباً على الصحة النفسية للأبناء والأسرة ككل.