مبدأ القيادة مفهوم يختلف من شخصٍ إلى آخر، فالقيادة هي الرّكيزة الأساسيّة لنجاح التّوجيه وتحقيق الأهداف المرجوّة، والحياة مدرسة كبيرة، علّمتنا وما تزال تعلّمنا، وذلك ما علّمنا إياّه الشّيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنّ القائد هو الشّخص القادر على التّأثير للتّغيير.
كلّ شخصٍ على هذه الأرض هو قائد لنفسه أوّلاً، ولأسرته ولعمله، ومؤسسته، وأصدقائه ثانياً، فالأمّ قائدة في منزلها، وموجّهة لأفراد أسرتها، هي نواة الأسرة، والأسرة نواة الوطن، ومتى صَلُحَت الأسرة صَلُحَ الوطن، فدورها كقائد يضع على عاتقها مسؤولية كبيرة لقيادة نفسها أولاً، ومن ثمّ أولادها وزوجها وأمور منزلها قيادة حكيمة سليمة ثانياً، فنراها تعلّم أطفالها - منذ نعومة أظفارهم - أسس التّربية الجيّدة، وتؤثّر فيهم وبشخصيّاتهم، وتصقلها من شخصيّتها بشكل إيجابيّ بنّاء، ذلك إن كانت تتمتّع بشخصيّةٍ إيجابيّة معطاءة جذّابة، أمّا إن كانت متشائمة محبطة فسوف تنقل ذلك لأطفالها، وبدورهم سيؤثّرون سلباً في المجتمع، فالأمّ قدوة لأبنائها، ومن هنا كان واجباً على الأمّ أن تمتلك صفات القائد النّاجح، الذي يمتلك ثقة كبيرة بنفسه، المتمتّع بالأخلاق الحميدة والشّجاعة، وأن يكون مؤثّراً في العقول قائداً لها على التّغيير الإيجابي؛ لتخريج جيلٍ صاعدٍ واعدٍ له أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، هذا وما يسري على الأمّ نراه يسري على الأب كذلك، من تحمّل مسؤوليّة أسرته، وأن يكون قائداً ناجحاً في توجيهها، فهو ربّان سفينته، وعليه أن يوجّهها الوجهة الصّحيحة؛ لتصل إلى برّ الأمان وشاطئ تحقيق الأهداف.
أمّا من يدّعي العزوبيّة وما زال حرّاً طليقاً غير مسؤولٍ عن أسرة، فليعلم أنّه مسؤولٌ عن ذاتهِ أوّلاً، هذه الذّات بقدرتها الخفيّة تستطيع تغيير نفسها نحو الأفضل، وبالتّالي تغيير المجتمع تغييراً إيجابيّاً بنّاءً بما يعود بالنّفع عليه.
كلّ إنسانٍ على سطح الأرض له بصمته الخّاصة وأثره الطّيّب في الحياة أيّاً كان عمله ومكانته الاجتماعيّة، فلتكن هذه البصمة بصمة قائدٍ يفخر ويعتزّ به كل من عرفه وسمع عنه، فالجميع يرغب بتغيير العالم ولا يرغب بتغيير نفسه، فكن أنت قائداً لنفسك أولاً، ومن ثمّ قُد العالم نحو الأفضل، فالتّغيير الإيجابيّ صعب في البداية، لكنّه رائع في النّهاية، فكن أنت التّغيير الذي تريد أن تراه في العالم.