الشماتة وزيت الفرامل في #زمن_الحلول

أحمد العرفج
أحمد العرفج
أحمد العرفج

إذا أردت أن أعطي اسماً لهذا الزمن فسأطلق عليه #زمن_الحلول، هكذا أردد في مجالسي وأقول، وخير الناس من يتجه بتفكيره وطاقته ليس إلى المشاكل والصعوبات، بل إلى الحلول والمعالجات.

سأذكر لكم قصة توضح فكرة المقال:

في منتصف الثمانينات كنت طالباً في المرحلة الثانوية، وفي فترة الصيف أعمل "كداد" أي سائق خط، بمعنى أنني أنقل الركاب من القصيم إلى المدينة أو من القصيم إلى مكة المكرمة، وكان صديقي الشبح معاوناً لي، فإذا وصلنا إلى مكة والمدينة، افترشنا رصيفاً من الأرصفة ليلاً ودخلنا في سبات عميق، ويسأل البعض لماذا لا تذهب إلى فندق؟

لأنني سأدفع مبلغاً قد يؤثر كثيراً على المبلغ الذي كسبته من تحصيل أجرة الركاب لذلك؛ اخترنا الرصيف.

كانت التحديات، التي تواجهنا، ونحن ننام على الرصيف، هي عشق البعوض لدمائنا - الحمد لله وجدت من يستطعم دمي- وحين مواجهة البعوض فكرت في نظرية #زمن_الحلول، وبدأنا نبحث عن حل للتعامل مع هجوم البعوض المتكرر.

كان بجوارنا أحد السائقين القدامى، من الخبراء في مكافحة البعوض فقال لنا، وهو يفترش الرصيف: "ادهنوا أرجلكم وأيديكم بزيت الفرامل، وستجدان البعوض قد ولىّ الدبر إلى غير رجعة"، حينها صدّقنا ما قال ونحن في #زمن_الحلول، وفعلنا ما طلبه منّا، وكانت النتيجة فتاكة.

بعد هذا العمر لن أناقش صواب الفكرة أو خطئها، ولكن سأركز على نقطتين فقط:

الأولى: إننا في #زمن_الحلول، ويجب أن يبحث أي إنسان عن الحلول إذا واجهته المشاكل والتحديات، حتى لو وضعنا زيت الفرامل جزءاً من الحل.

الثانية: بيان أثر الشماتة كيف ذلك؟

لقد أخبرنا الشبح وأنا، أحد الأصدقاء بقصة التدهن بزيت الفرامل من أجل طرد البعوض، فتشمت بنا، وأخذ يسخر منا ليلاً نهاراً.. سراً وجهاراً ويتشمت، فلم تمر أيام إلا وأصاب صديقنا الشامت نوعاً من البهاق حاول أن يعالجه فلم يستطع، ثم أرشده أحد الأطباء الشعبيين إلى مسح جلده بزيت الفرامل من أجل القضاء على البهاق، ومن يعود إلى الصحف المحلية وبالذات جريدة الجزيرة عام 1407- 1408 سيجد أن قضية علاج البهاق بزيت الفرامل كانت مطروحة بقوة.

في النهاية أقول:

يا قوم؛ إياكم ثم إياكم..

احذروا أن تتشمتوا، لأن الشماتة سريعة العدوى، وقد قال العوام "الطنزة أي الشماتة مثل مد اليد، أي أنها بسهولة مد الإنسان يده سريعة الانتقال والعدوى، ولقد صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن، الذي رواه الترمذي حين قال: "لا تُظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"، وفي رواية "يعافيه الله ويبتليك".