الحاضر هو  كل ما نملك

أحمد العرفج
د. أحمد عبد الرحمن العرفج
د. أحمد عبد الرحمن العرفج

 


على الإنسان العاقل والشخص المرن، أن يتجاوز بعض العبارات مثل: "جيل الطيبين - الزمن الجميل - ذكريات الأمس"، لأن مثل هذه المفاهيم تدل على أشياء كثيرة منها:
أولاً: إن قائلها دخل ميدان الشيخوخة.
ثانياً: إن صاحبها يستدعي الماضي لأنه متخاصم مع الحاضر.
ثالثاً: إن المتمسك بها، ينكر نعمة الحاضر، ويتمنى أن يعيش في الماضي.
رابعاً: إن قائل هذه العبارات، هو يتمنى الماضي لأنه ذهب ولو عاد هذا الماضي لكرهه، وانقلب عليه.
لقد أخبرتكم في مقال سابق، أنني لست شاعراً ولكنني أنظم الشعر، وقد كتبت معاهدةً مع نفسي أن أسخر هذا النظم لخدمة المفاهيم العالمية، مثل: "الطموح – الشغف – الاتصال بالحاضر واستغلال الوقت – إلخ".
ونظراً لأن البعض يحاول أن يعيش في الماضي ويسبح في بحر الذكريات ويتنكر للواقع، إلى هؤلاء جميعاً كتبتُ نصاً أقول فيه:
أعانق واقعي بالأمنياتِ
وقوة حاضري تثري حياتي
ولست بقائلٍ كنا وكنا
فتلك كتبتها بمذكراتي
ولست بصاحب "الكنتي" يوماً
فـ (كان) أتت لوصف الماضياتِ
رميت الأمس والماضي برف 
قديم متخم بالذكرياتِ
أعيش لحاضري طولاً وعرضاً
وفكري غارقٌ في الحاضراتِ
أغنّي الآن محتفلاً بيومي
وأذنُ الآن تعشق أغنياتي
أقول لحاضري أهلاً وسهلاً
لأني الآن متصل بذاتي..!

في النهاية أقول:
يا قوم؛ تأكدوا أننا لا نملك إلا الوقت الحاضر، فلنستغله ولنستثمره أحسن استثمار، لأن الماضي ذهب أما المستقبل فهو بيد الله، ونحن لا نملك إلا التعلم من دروس الأمس، والعيش في الحاضر حتى نخطط للغد، وكما يقول المفكر والأديب "توفيق الحكيم": "كثيراً من الناس يعيشون طويلاً في الماضي، والماضي منصة للفقر لا أريكة للاسترخاء".