أنت لست وحدك

هيفاء الشامسي  

التشخيص بمرض السرطان قد يقع مثل الصاعقة على المريضة، أنت مصابة بالسرطان؟ جملة قصيرة ولكنها تترك أثراً وجرحاً كبيراً قد يعتقد الشخص أنه في حلم أو ما يقال له غير حقيقي، وقد يصاحبه شعور التنميل ويتوقف العقل عن التفكير ولا يعرف كيف يتصرف.
الشعور بالصدمة هو شعور طبيعي ومرحلة طبيعية يمر بها الشخص وتستمر هذه المشاعر المختلطة بأشكال مختلفة، قد تشعر المريضة بالغضب أو القلق والحيرة من العلاج وقد تنتابها الكثير من الأفكار التي تحمل التشكيك والتساؤل حول طبيعة العلاج ومدى قدرتها على مواجهة هذه الأمور، مشاعر التوتر والخوف لا تقف عند هذا الحد ولكن تمتد وتطال أسرتها الصغيرة وعائلتها والمحيط الخارجي.
قد يشعر المصاب بكثير من مشاعر الألم والفقد خلال مرحلة العلاج، وكل هذه الأحاسيس قد تكون عائقاً ويكون لها الأثر السلبي على الجسد والنشاط اليومي، خصوصاً إذا اشتدت، فقد يكون الخوف عائقاً لإجراء الفحوصات اللازمة أو تناول الغذاء الصحي. وقد تتفاقم هذه الأعراض وتصبح مزمنة وتتحول إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب والقلق ويكون عائقاً في التكيف خلال هذه المرحلة.
ومن هذه النقطة يأتي دور وأهمية الجانب النفسي في مساعدة مريضة السرطان للتكيف مع المرض في جميع المراحل، فالدعم النفسي يساعد المريضة على فهم مشاعرها وتقبلها والتعامل معها وتفعيلها بالطريقة الإيجابية. كما يساعدها على أن تتعلم مهارات التكيف، والتعايش مع التغييرات الجسدية وتبدلات الحياة المرتبطة بمرض السرطان من خلال تعلم مهارات التعامل مع الضغوط.
كما أن الدعم النفسي لا يقتصر فقط على مريضة السرطان بل يمتد ويقدم إلى الزوج والأسرة مما له الدور الكبير والفعال في دعم المريضة وأسرتها في تخطي الصعوبات.
ومن هذا المنطلق كان من أهم الأهداف التي وضعتها جمعية زهرة للتوعية بسرطان الثدي هو دعم المريضات والمتعافيات.
بكل مرحلة من مراحل العلاج وأسست بناء على احتياجات المريضات والمتعافيات ومن هذه البرامج؛ برنامج لمسة زهرة ففي جو من الخصوصية والاحتواء تجد مريضة السرطان كل المستلزمات والاحتياجات الخاصة بها مثل الحمالات الداخلية والشعر المستعار.
أما في مشروع أنت جميلة لم تغفل الجمعية ان تراعي احتياجات الأنثى وتذكرها برغم المرض لا تغفلي عن العناية ببشرتك ولكن استخدمي المستحضرات الآمنة والصحية. وتحت إشراف المختصين يتم تعليم المريضات على المستحضرات الجلدية وكيفية استخدامها، ما ينعكس إيجاباً على صحتها النفسية.
ولدعم المريضات في غرف الكيماوي والعيادات الخارجية أسست برنامج سفيرات زهرة وكان له الأثر الكبير في تخفيف القلق والتوتر المصاحب للعلاج الكيماوي.
وأنشأت برنامج بلوسوم الذي يسعى إلى دعم المتعافية لتحسين جودة الحياة والعودة الآمنة إلى حياتها السابقة بمفاهيم وقيم جديدة.
ولأن جمعية زهرة تسعى للأفضل كان لدينا برنامج واحد والآن أصبح لدينا مجموعة برامج دعم تهتم بالجانب النفسي - الاجتماعي، أعدت خصيصاً لمريضات سرطان الثدي وفقا لمعايير عالية لنذكر المصابات بعبارة "أنت لست وحدك".