هل أنت سعيد في حياتك؟

د. سعاد الشامسي 
د. سعاد الشامسي
د. سعاد الشامسي

نحنُ في حاجةٍ إلى الشعور بالسعادة مع طرفٍ يُشارِكُنا الحياة..

يُعطينا الإحساس بأننا لا نعيشُ بمُفردنا في الدنيا الواسعة..

وأن هُناك من يهتم لأمرنا..

الاهتمام في حد ذاتهِ مصدر للسعادة.. ووجود الاحترام المتبادل

بئرٌ لا ينفَدُ منهُ الماء.. وجبلٌ لا يهتزُ بالأزمات والمصاعب..

الاهتمام هو ما يدعم كُل شيءٍ ضعيف..

هو ما يُعطي للأنثى قوة.. ويُعطي للرجل معنى للوجود..

الاهتمام هو السعادة في ثوبها الأبيض..

هو عُرس المُتعة والوُدّ بين البشر..

سأهتم بكل من حولي، صديقاً أو حبيباً، زوجةً أو ابناً، حفيداً أو جدّاً.. سأحتوي جميعهم باهتمامي، وأضعهم في ضي عيني..

فكلما منحتُ الآخرين اهتماماً، عاد لي ذاك الاهتمام بالسعادة..

والوفاء، والإخلاص، ورد الجميل..

وما أزرعهُ اليوم سأجنيه غداً.. هكذا هي قاعدة الحياة الأبدية..

هذا هو أحد أهم الطرق لنيل السعادة..

وأسألُك.. هل أنت سعيدٌ في حياتك؟

هل أنت راضٍ عما تقوم بهِ، وهل تشعُر بالرضا عما يجرى حولك؟

هل سَعِدتَ حقاً، أو أنك لم تتذوق ذاكَ الشعورَ مِن قبل؟

مهما يَكُن جوابك، فأرجو ألا تَكون مُتوهماً لسعادة ليس لها وجود.. ألا تبحث عن السعادة في الطريق الخاطئ..

في مساراتٍ ليست من شأنك..

ألا تسعى إلى سعادةٍ هي ملك للآخرين..

هي ليست من حقك ولا تجوز لك

تِلكَ هي الحدود.. فالسعادة طُرُقها كثيرة، فأحسِنْ اختيار الطريق الصواب.. حتى تصل وتسعد..

أما من يُوهمون أنفُسَهُم بالسعادة، وهُم حُزانى، في تعبٍ وشقاء.. وتنهار قلوبهم كل ليلة من فرط البُكاء..

من يُوهمون أنفسهم بالسعادة أمام الناس..

وفي داخلهم جبال تنهار..

ربما فارقتَ الكثيرين، ربما فشلتَ في مهماتك..

وأُغلِقَت أمامك كُلُ الأبواب..

ربما كنـتَ تبحث طوال عُمرك عن السعادة في اتجاهٍ خاطئ..

في عالمٍ مُتوحش لا يحوي سعادةً قط..

لَكِن لا يزال هُناك بصيص من الضوء ينسلُّ من غيابات الجُب..

لا يزال هُناك أمل ما دام في صدرك نفس..

وبين ضلوعك تسكُن روح غنية، فهُناك أملٌ وطريق!

لكن إياك أن تُوهم الناس بأنك سعيد..

إياك أن تبتسم للعالم، وأنت في داخلك ميتٌ حزين..

إياك أن تُعلن الفرح على شفتيك، ويُقيم قلبك سرادقَ للعزاء..

إياك أن تعيش في وهمٍ وسراب.. لا تخدعْ نفسك!

السعادة حقٌ للجميع، ومن حقك أن تنالَ مِنها وتسعد..

وتستفيقَ مِن غفوتك.. كي تتلذذ بالمُتع الكثيرة..

وتسألني: كيف أصل إلى السعادة وسط هذا الزِحام؟

كيف أرى نور الحياة وأستمتُع بهِ؟

وأقولُ لكَ.. السِرُّ في الميزان!

نعم.. إنهُ ميزان العقل والقلب، وازِن بينَهُما تسعد..

حقق المُعادلة الصعبة، تحدّى مُغرياتِ الدُنيا وقِفْ ثابتاً أمام خِداعِها.. لا تركُض وراء سراب، ولا تطمع في المزيد..

كُن راضياً قنوعاً.. تسعد..

القناعة هي كَلمة السر لسعادة الإنسان..

مهما زادت المُغريات أمام عينيك..

مهما وَجدتَ مِن أملاك في أيدِي الآخرين..

فالسعادة لا تكمُن في تِلكَ الأملاك، بل السعادة في القلبِ وحدهُ.. كُن راضياً قنوعاً تسعد.. فالحياة تُعاقب الطماعين..

وازِن بين أشواق القلب، وحِكمة العقل..

وازِن بين الكفتين، حتى لا تختل إحداهما فتطغى على الأخرى..

السعادة في الميزان.. في العدل.. في الرضا والقناعة..

السعادة نورسٌ يُغني "أنا هُنا لِمَن يستحق"..