كيف نحسّن صحتنا النفسية؟ .. اختصاصية تجيب

كيف نحسّن صحتنا النفسية؟
كيف نحسّن صحتنا النفسية؟

بات الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية أمراً رئيساً وذا أولويةٍ قصوى اليوم، خاصةً مع ما يتعرَّض له الشخص من ضغوطٍ مهنيةٍ وحياتيةٍ، وربما تنامى هذا التوجُّه بعد جائحة كورونا، ففي تقريرٍ، نشرته منظمة Mind Share Partners الأميركية، أشار الباحثون إلى وجود بعض المخاوف المتعلِّقة بالصحة العقلية؛ حيث أقرَّ 59% من المشاركين في الاستطلاعات بوجود عرضٍ واحدٍ على الأقل لحالةٍ مهددةٍ للصحة العقلية عقب انتشار «كوفيد- 19»، وارتفعت النسبة عام 2021، لتصبح 76 %.
 

الاختصاصية في علم النفس الإكلينيكي العنود الشمري

أوضحت العنود، أن «الصحة النفسية مفهومٌ، يدلُّ على التوازن العقلي والنفسي، وهو مستوى من التوازن والاعتدال، يصل إليه الفرد عند خلو نفسه وعقله من الاضطرابات العقلية، أو النفسية، وقالت: «يستمتع الفرد في حياته عندما يكون خالياً من تلك الاضطرابات والضغوط، ويجدُ نوعاً من التوازن بين ما يمارسه من أنشطةٍ يوميةٍ، أو ما يُطلب منه في العمل، إلى جانب أداء الواجبات الأسرية والاجتماعية على أكمل وجهٍ، ففي هذه الحالة، يصل إلى مرحلة المرونة النفسية». لافتةً إلى أن «خلو الفرد من الاضطرابات، ووصوله إلى مرحلة الاستقرار النفسي البعيدة عن القلق والتوتر وتقلُّبات المزاج، يؤثر إيجاباً في علاقاته بمَن حوله وعلاقته مع ذاته، فيترك أثراً طيباً على الجميع، كذلك يصبح مؤشر الأداء في العمل لديه مرتفعاً، لذا تسهم الصحة النفسية في الحفاظ على جودة الحياة، وتحقِّق المتعة، وتُبعد الشخص عن أي آثارٍ سلبيةٍ ملموسةٍ على جميع الأصعدة».

 


العقل السليم في الجسم السليم

حدَّدت العنود نِقَاطاً عدة تسهم في تعزيز الصحة النفسية، وهي:

  • العقل السليم في الجسم السليم وفي الأداء السليم، لذا فتحسين الصحة الجسدية، يعود بفائدةٍ كبيرةٍ على الصحة العقلية، ويتضمَّن ذلك النوم الجيد، واتباع نظامٍ غذائي متوازن.
  • زيادة الإنتاجية يؤثر إيجاباً في الصحة النفسية.
  • تحسين وتطوير علاقاتٍ جيدةٍ، والاندماج فيها، جنباً إلى جنب مع تحسين العلاقات الأسرية، وهذا الأمر بلا شكٍّ يؤثر في تعزيز الصحة الشخصية؛ لأنَّ قيمة الأسرة والعلاقات من القيم الثابتة.
  • التخلُّص من العادات السيئة، مثل التدخين، والسهر، وكثرة استخدام الأدوية المهدئة.
  • تخصيص وقتٍ للاسترخاء.
  • طلب المساعدة عند التعرُّض للضغوط، ومشاركة الأفكار التي تحزنك وتقلقك للحصول على حلول.


ما رأيكِ بقراءة عن الفرق بين العلاج السلوكي والعلاج المعرفي


تعزيز الصحة النفسية في الجانب المهني

فيما يخصُّ العمل، ذكرت العنود، أنَّ العمل، يقوم على طرفين، هما الموظف، والشركة «مقرُّ العمل»، وكما أنَّ للمؤسسات والشركات دوراً في إيجاد بيئةٍ اجتماعيةٍ مناسبةٍ لدعم صحة الموظف، كذلك يقع على الموظف دورٌ في تعزيز صحته النفسية في الجانب المهني من خلال بعض الممارسات، مثل:

  • التحلّي بالإيجابية عند مزاولة العمل.
  • تجنُّب التوتر والقلق، أو العمل تحت الضغط الشديد والعالي بشكلٍ مستمر.
  • الالتزام وإنجاز المطلوب خلال ساعات العمل، يعطي نوعاً من الراحة والمساحة الكافية.
  • التحلِّي بأخلاقيات العمل مع المديرين والزملاء.
  • امتلاك أهدافٍ، ترتقي ببيئة العمل، وتزيد الإنتاجية؛ ما يجعله أكثر شعوراً بالكفاءة.
  • تطوير القدرات في العمل، وتعلُّم أشياء جديدة، فذلك يمنحه شعوراً بالتميُّز، وبالتالي تعزِّز صحته النفسية.
  • التغذية السليمة المتوازنة، وممارسة الرياضة، والنوم الصحي الكافي.
  • وقالت العنود: أشارت صحيفة «فوربس» الأميركية إلى ست نِقَاطٍ جوهرية، تتعلَّق بالصحة النفسية المهنية، وهي:
  • التركيز على نِقَاط القوة بدلاً من نِقَاط الضعف؛ إذ يساعد هذا الأمر في البحث عن مشروعاتٍ تمنحك الرضا، وعند استخدام نِقَاط القوة، فإنَّ نشاط الفرد يبدو مرتفعاً؛ ما يُشعره بالإنجاز، ويخلق شعوراً إيجابياً.
  • التوقف عن مقارنة ذاتك بالآخرين، فذلك يؤدي إلى تدني احترام الذات والتعاسة.
  • تنمية ثقافة الامتنان؛ إذ يربط العديد من الدراسات بين العلاقة الوثيقة بين الامتنان وقلة الشعور بالضغوط وارتفاع مستوى الرضا، ويمكن تبني هذه الثقافة على الجانبين الشخصي والمهني من خلال كتابة الأمور الجيدة التي تحدث خلال اليوم، وشكر الأفراد الذين قدموا لك المساعدة وإن كانت بسيطة.
  • مساعدة الآخرين من خلال التطوُّع؛ حيث يرى الخبراء أنَّ مساعدة الآخرين، تفيد في تعزيز الصحة العقلية من خلال تقليل التوتر، وتحسين المزاج، ورفع مستوى احترام الذات والسعادة.
  • البحث عن الفكاهة.

ربما يهمكِ أيضاً الاطلاع على هل الموسيقى الحزينة تؤثر على النفسية؟ الإجابة غير متوقعة
*ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.