دراسة تؤكد: التفاؤل يمتعكِ بالصحة والعمر الطويل

صحيح أن الكثير من أحداث العالم حولنا قد لا تدعونا للتفاؤل، لكن انجذابنا لهذه الأحداث قد يؤثر على حالتنا الجسمانية والنفسية، وبالتالي يؤثر على طبيعة حياتنا ككل، «سيدتي» في هذه الدراسة تدعوكِ للتفاؤل مهما كانت الظروف، فامسكِي الأمر بقبضتك وعقلك وأديري دفته إلى حيثُ تجديد راحتك وسعادتك.

 

في دراسة أجراها مركز «ديلفلاند» للطب النفسي على أشخاص وصفوا أنفسهم بالمتفائلين، وآخرين متشائمين، وجدوا أنّ خطر الوفاة جرَّاء أي سبب، كان أقل بنسبة 55 % عند الذين تمتعوا بأعلى درجات التفاؤل، كما قلَّ خطر الوفاة من أمراض القلب بينهم بأكثر من 23 %، مقارنة مع الأشخاص الذين ينظرون للحياة بتشاؤم وسلبية.

وقد شملتْ هذه الدراسة ألف رجل وامرأة، تراوحت أعمارهم ما بين 65 و85 عامًا، تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات حسب درجات التفاؤل التي بيّنتها استبيانات خاصة وزعت عليهم، كما تمّت مراقبتهم لمدة تسع سنوات، مات خلالها 397 شخصًا منهم، إلا أنّ المتفائلين عاشوا مدة أطول، ولعلّ هذا الأمر كان أوضح عند الرجال أكثر من النساء فيما يتعلق بالوفاة من جميع الأسباب، عدا تلك الناتجة عن أمراض القلب.

وأشار هؤلاء العلماء في مجلة «الطب النفسي العام» إلى أنّ المتشائمين أكثر توجهًا للتدخين، وأكثر عرضة للسمنة وارتفاع ضغط الدم، وهي عوامل تزيد بدورها خطر الوفاة، بينما يترافق التفاؤل مع العادات الصحية وإستراتيجيات تحمّل أفضل لأعباء الحياة وضغوطاتها.


 هل تريدين حياة زوجية سعيدة، أبناء متفوقين، مالًا، أو بيتًا جديدًا وجميلًا؟ أي شيء تريدينه يتحقق بتفاؤلكِ، وبثقتكِ بالله عز وجل بأنّ الأيام القادمة سيحدث فيها كل خير، وآمني بأنّ الله عز وجل لن يُمدكِ في يومكِ وغدكِ إلا بالخير، وثقي بقدراتكِ وإمكاناتكِ، حيثُ تشير دراسة (روندا بايرن) في كتابها «السر» إلى ثلاث خطوات بسيطة لتعلم التفاؤل:

 

الخطوة الأولى: حددي ما تريدينه

وذلك بالكتابة على صفحة من الورق، وبزمن المضارع، اكتبي كيف تريدين أن تكون حياتكِ في كل ناحية من نواحيها، عليكِ أن تختاري ما تريدين، ولكن عليكِ أن تكوني واضحة بشأنه، هذه هي مهمتكِ، وإذا لم تكوني واضحة فإنّ قانون الجذب عندئذ لا يمكنه أن يجلب لكِ ما تريدين؛ لأنكِ سوف ترسلين ترددًا مختلطًا، وسوف تجذبين فقط نتائج مختلطة، وللمرة الأولى في حياتكِ فكري فيما تريدينه حقًا.

 

الخطوة الثانية: ثقي بأنكِ ستحصلين عليها

«يمكنكِ أن تحظي بما تريدين إذا علمتِ كيف تصوغين القالب الخاص به في أفكاركِ، ليس هناك حلم لا يمكن أن يتحقق، خاصة إذا تعلمتِ استخدام القوى الإبداعية التي تعمل من خلالكِ، إنّ الطرق التي تُجدي نفعًا مع أحدهم سوف تجدي نفعًا مع الجميع، يكمن سر القوة في استخدام ما تحظين به بحرية، وبأقصى حد، وبالتالي أن تفتحي قنواتكِ على أقصى اتساع لها أمام المزيد من القوة الإبداعية لتتدفق عبرك» (روبرت كولير).

 

الخطوة الثالثة: تلقِّي

هي الخطوة الأخيرة في العملية الإبداعية، وهي أن تتلقي ما تنشدينه، ابدئي في التحلي بشعور رائع حيال هذا الأمر، واشعري بالإحساس الذي ستحظين به عندما ستصلين إلى مقصدكِ، اشعري بذلك من الآن. ومن المهم في هذه الخطوة، أن تحسي بشعور طيب، وتكوني سعيدة؛ لأنه عندما تشعرين بشعور طيب، فإنكِ تضعين نفسكِ على التردد المناسب لما تنشدينه.

واعلمي بأنكِ ما كنتِ لتطلبي أي شيء إلا إذا كان سيجعلكِ تشعرين شعورًا طيبًا عند تلقيه، أليس كذلك؟ وهكذا فلتكوني على تردد الشعور الطيب، ولسوف تتلقين ما تطلبينه. ومن الطرق السريعة التي تجعلكِ تضعين نفسك على هذا التردد أن تقولي: «إنني أتلقى الآن، إنني أتلقى كل الخير في حياتي الآن، إنني أتلقى (اذكري رغبتك) الآن»، واستشعري الأمر، اشعري كما لو أنكِ تلقيتِ بالفعل ما أردتِ.

 

تمارين تساعدك

وجدتْ دراسة حديثة أنّ ممارسة التمارين الذهنية، كالرياضيات ومهارات التفكير وبقاء الذهن نشطًا، سواء بالقراءة، أو الانشغال بفكرة أو عمل، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول أطعمة صحية، وممارسة الحياة الاجتماعية تساعد على تنشيط عمل الدماغ وسرعة البديهة، وعلى التفكير الإيجابي وتنمية النظرة التفاؤلية للأمور.

 

 

قوة التفاؤل

 عن طريقة اكتساب قوة التفاؤل يشير الدكتور إبراهيم الفقي إلى عدة خطوات وإجراءات بسيطة من الممكن أن تكسب قوة التفكير:

- توقعي دائمًا حصول الخير، وسيحصل بإذن الله، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، والخير فيما يختاره الله.

-  اقطعي على نفسكِ وعدًا بالنظر إلى الجانب المشرق في كل ما ترين وتسمعين.

-  حاولي الابتعاد عن التفكير بالأمور السلبية المزعجة لكِ، سواء كانت خبرات، أو تجارب سلبية سابقة، وفي كل مرة تتذكرينها، قومي لفعل شيء آخر، ويا حبذا لو كانت الصلاة، أو الدعاء، أو حاولي أن تستدعي الجوانب الإيجابية من الحدث.

-  اقطعي وعدًا على نفسكِ بتجنب الألفاظ السلبية.

-  حاولي الابتعاد عن تأثير الأفراد المتشائمين، بل أثّري عليهم بقوتكِ الإيجابية.

-  ابدئي يومكِ بقول «هذا يوم جديد وهبني الله إياه لأفعل فيه كل ما يرضيه، وسيكون يومي سعيدًا إن شاء الله» وكرري هذه المقولة.

- توقّعي حصول حدث سعيد في كل يوم جديد.

 

 

ذكرت دراسة بريطانية في العلوم العقلية الحديثة، أنه عندما تبدئين يومكِ بتفاؤل، وتتذكرين كل الأشياء والأحداث التي تبعث على التفاؤل، وتخاطبين نفسكِ بتفاؤل كقولكِ مثلًا: يومي جميل، صحتي جيدة، الأمور تسير على ما يرام، أنا نشيطة وأتمتع بطاقة عالية، مع أخذ نفس عميق، وإدخال التفاؤل إلى كل خلايا الجسد، وطرد أي توتر من جسمكِ، فتكونين متفائلة ويومكِ سعيدًا، وتستدعين الأمور الإيجابية إليكِ، ومع تكرارها كل يوم، يصبح التفاؤل عادة ويصبح تركيزكِ كل يوم وفي حياتكِ على الأمور الإيجابية.