حب ودلال لا يعرف الحدود جدو نبيل : أحفادي مصدر سعادتي

شغلت علاقة جدو نبيل مع حفيدته نادية احتراماً وتقديراً كبيرين على منصات التواصل الاجتماعي لما يقدّمونه من محتوى عائلي بامتياز يتضمّن الفرح والضحك والرسائل الهادفة بامتياز. ماذا يقول كل منهم في حديثه حول أهمية هذه العلاقة.

 

حوار | عفت شهاب الدين
تصوير | ذبيان سعد

 

نادية منيمنة عمّار

جدو نبيل مع حفيدته نادية


جدو نبيل لا يعاملني بصفتي حفيدته بل كابنته


تعدّ نادية منيمنة عمّار (صانعة محتوى) في حوارنا معها، أن علاقتها بجدّها تتميّز بأنها طبيعية عفوية وصادقة، وتحمل معها منذ سنوات طويلة ذكريات راسخة في القلب والعقل.
تضيف نادية: «كل أيامي وسنواتي وذكرياتي مع جدّي منذ صغري هي عبارة عن أحاديث وجلسات تتضمّن الضحك والفرح والسعادة، ولم تكن أبداً علاقة جدّية أو علاقة لها شروط وأسس تحكمها، بل على العكس منذ الصغر كان منزله مفتوحاً لجميع الأحفاد، فهو بنظري كان ولا يزال مصدر الحياة والحيوية والطاقة والصراحة... كنا نذهب إليه حتى نضحك ونمزح، وهو بالتالي كان يقول لنا دائماً إن الحياة قصيرة جداً علينا استغلال كل لحظة وثانية فيها ونعيشها بفرح وسعادة فلا شيء فيها يستحق الغضب».


علاقة مختلفة


تقول نادية: «العلاقة بيننا مختلفة جداً عن باقي العلاقات، لذلك حبّذت أن أنقلها إلى العالم أجمع، وهذا ما حصل بالفعل، ولا أخفي سراً إذا قلت إن الناس يسألونني بشكل دائم ومستمر عن جدو نبيل، فقد بات شخصية محبوبة معروفة ومشهورة على منصات التواصل الاجتماعي بشكل عام، وتحديداً «تيك توك»».
وتضيف: «تحققت الشهرة التي وصل إليها جدو نبيل عن طريق المصادفة؛ لأنها لم تكن أبداً هدفي، بل كنت أسعى حتى يومنا هذا إلى إظهار هذه العلاقة الصادقة والصريحة بين الجدّ وحفيدته، حتى أعود وأكتشف أنها نالت تقديراً فاق جميع التوقعات، وتخطت العالم العربي، ووصلت إلى كندا، والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول».

ʼما يهمّني من السوشيال ميديا ليس الشهرة بل محبة الناس فقطʻ
جدّو نبيل


البداية مع جائحة كورونا


تواصل نادية حديثها قائلة: «بدأت بنشر الفيديوهات الطريفة والمهضومة مع جدو نبيل خلال انتشار جائحة كورونا، وكان الجميع يعيش فترة الحجر المنزلي، وهنا قلت لنفسي لم لا أصوّر الفيديوهات وأنشرها من باب التسلية والابتعاد عن روتين الحجر المنزلي الممل؟ كما أنني أقوم بتسلية جدّي لأنه يجلس في المنزل ولا يعمل أي شيء... وهكذا كان الأمر من خلال نشر بعض الفيديوهات التي تحكي عن يومياتنا على سبيل المثال، عن أفكارنا وحواراتنا أنا وجدو نبيل أو حتى عن نقاشاتنا في أي موضوع كان. والنتيجة كانت أن الناس أحبّوا هذه العفوية في العلاقة وأدركت كم أنها صادقة ونابعة من القلب إلى القلب؛ ما زاد من سرعة الانتشار بشكل كبير وواضح». تستطرد: «بصراحة أنا دخلت عالم السوشيال ميديا قبل دخول جدّي إليه، لذلك لم يكن هدفي الشهرة، ولكن إظهار هذا الرابط القوي الذي يجمعني به، والذي بدأ منذ سنوات طويلة هو هدفي بالمرتبة الأولى، وبالفعل قد تعرّف الناس إليه وأحبّوا عفويته، وبفضل محبتهم الغامرة كبرت شهرتنا وانتشرت ضحكتنا، واليوم جدو نبيل بات شخصية عامة ينتظر الجميع ما الذي سيقدّمه من عفوية وعصبية وضحك».

يمكنك التعرف على كيف يشارك الأجداد في تربية الأبناء؟


رسالة إلى جدو نبيل


ورداً على سؤال عن الرسالة التي توجهها إلى جدها بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، أجابت: «أحب أن أوجّه رسالة إلى جدو نبيل لمناسبة اليوم العالمي للمسنين، وهي أن يبقى بطرافته وعفويته وعصبيته وإيجابيته وروحه الحلوة، ويحافظ على صحته ويمارس رياضة المشي التي أنصحه بها دائماً، ولكنه شخص عنيد لا يسمع من أحد، كما أنني أتمنى له أن يبقى الملجأ الأول والأخير لأحفاده؛ لأننا بحاجة إليه وإلى نصائحه وإرشاداته مهما كبرنا بالعمر». تواصل التعبير عن فكرتها، بالقول: «الجدّ سند في الحياة والأمر ينطبق أيضاً على الجدّة، لكنني فقدت جدتي عندما كنت في عمر 11 عاماً واسمها نادية أيضاً، وهذا سبب إضافي لتعلّق جدو نبيل بي ولمحبته الشديدة، وهنا أود أن أقول إنني عندما أسافر أشتاق إليه كثيراً وهو كذلك الأمر، ونحن نبقى على تواصل يومياً إلى حين عودتي إلى لبنان. ما زلت حتى هذه اللحظة أنظر إلى جدو نبيل النظرة القديمة عندما كنت طفلة صغيرة، فهو بالنسبة إلي لم يتغيّر منذ ذلك الوقت».

علاقتي مع جدّي لا تحكمها شروط ولا أسس وهي مميّزة جداًʻ
الحفيدة نادية


زمن الأجداد يختلف


عن كيفية تقبّله دخوله هذا المجال الواسع والكبير، تشير نادية إلى أن جدو نبيل حتى هذا اليوم لا يستوعب كيف بات مشهوراً وكم هو شخصية مؤثرة في السوشيال ميديا؛ لأن زمن الأجداد يختلف عن زمننا هذا، فالكبار في العمر لم يعيشوا هذا التطوّر في شبابهم، ولم يخوضوا إيجابياته. لذلك نسبة إدراكهم لهذا الموضوع تبقى ضئيلة نوعاً ما، لدرجة أنه يسألها دائماً كيف يعرفه الناس إلى هذه الدرجة؟
تستطرد موضحة: «هو لا يزال حتى يومنا هذا لا يستوعب قوة تأثيره في الناس. كل فترة نذكّره بأن الناس يعرفونه من خلال تيك توك. لا يستوعب أن الفيديوهات انتشرت إلى كل العالم من خلال تيك توك. يفرح كثيراً بأنه أًصبح مشهوراً ويكون سعيداً جداً عندما يسلّم عليه جيل الشباب من شبان وشابات، وهو دائماً يظهر صورة التواضع ويقول عني إنني من ينشر الفيديوهات وأجيبه إنه القصة كلها والمحور كله».


رسالة إلى الأحفاد


أما رسالتها إلى الأحفاد فتلخصها بالقول: «رسالتي إلى جميع الأحفاد هي ضرورة استغلال كل لحظة يعيشونها مع أجدادهم، وأن يركزوا على الذكريات معهم ويضحكوا ويفرحوا ويمزحوا... جدو نبيل يحب الضحك والمزاح، وهو يحب أن يراني سعيدة لأنه أمر مهم بالنسبة اليه». وتختم نادية حديثها قائلة: »إن جدو نبيل يعدّ أن الأجداد مثل الأولاد يقدّمون له الحياة والفرح والسعادة وهو يحب طاقتي الإيجابية لأنني أضيف إلى يومياته جديداً، وهو يعدّني ابنته وليس حفيدته».


جدو نبيل

 

جدو نبيل مع حفيدته نادية


علاقتي بحفيدتي نادية تتّسم بالحب والعطاء


أما جدو نبيل (متقاعد) فيقول في حديثه لـ «سيدتي» إن علاقته بنادية علاقة مميّزة جداً، وهو يحبها إلى أقصى الحدود ومتعلّق بها لدرجة لا توصف. ويضيف: »وجودي مع نادية على «تيك توك» أسعدني كثيراً وقد تعرّف الناس إليّ أكثر، وتشاركنا الفرح والابتسامة وبعض الأفكار... وما يهمني من هذا الموضوع ليس الشهرة ولكن محبة الناس، وعندما أشاهد الفيديوهات أضحك كثيراً». يتابع: «أنا شخص «بيتوتي» لا يحب الخروج كثيراً، وعندما أريد ذلك أخرج مع عائلتي لأنني أعدّها أهم شيء في الحياة، وأجمل لحظات في حياتي اجتماع ولديّ وأحفادهما عندي في المنزل، فهذا الأمر يسعدني إلى أٌقصى الحدود». ويختتم حيثه بالقول: «أتمنى أن أكون تركت أثراً طيباً في حياة الناس وعكسنا صورة جميلة عن علاقة الأجداد مع الأحفاد؛ لأنها تتّسم بالحب والعطاء والتدليل الدائم، الذي لا يعترف بحدود ولا بنهاية».
يمكنك أيضاً الاطلاع على العلاقة بين الأجداد والأحفاد لا تتوقف على مجالستهم فقط

تابعي معنا تفاصيل الملف  بعنوان "حب غير مشروط وعلاقة مميزة .. أجداد وأحفاد على منصات التواصل الاجتماعي" حيث التقت «سيدتي» بعائلات عربية في لبنان والكويت، كان للمسنّ دور كبير في حياتها الشخصية والمهنية، وباتت بعض تلك الشخصيات مشهورة جداً على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.