الكاتب أحمد يونس من داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب: أوجه أعمالي لجيل زد لأنهم الأهم والأكثر وحدة

طابور طويل من الطلاب ينتظر أمام جناح التوقيع الصغير خارج قاعات المعرض، تهطل الأمطار بشدة ولكن الطابور يزيد بالعديد من الشباب والفتيات، من طلاب الثانوية والجامعة، في انتظار دَورهم للقاء صديقهم المفضل، وتوقيع نسخهم من كتاب "نادر فودة ٨" والجزء الثاني من "خبايا" ولأول مرة، قصة جديدة للأطفال.
يشتهر "أحمد يونس"؛ لكونه مذيع راديو مصرياً، وصنع جمهوره المخلص من برنامج "ع القهوة" الذي كان يذاع ليلاً من ١٢ بعد منتصف الليل، وحتى أذان الفجر، وهو برنامج أعاد الحياة لفترة ميتة من الإذاعة لبرامج الهواء؛ حيث توصل "يونس" عبْره إلى مجموعة كبيرة من الطلاب الساهرين في ذلك الوقت للدراسة، بينما يُعتبر الراديو هو التسلية الوحيدة التي يُسمح بها أثناء المذاكرة في ذلك الوقت.
مع الوقت، قرر يونس الانتقال من محطة إذاعية لأخرى، وهنا بدأ يلاحظ تعلق المتابعين بإحدى فقرات برنامجه أكثر من البقية، وهي فقرة الرعب، وفي ذلك الوقت، ومن ثَمَّ بدأت رحلته مع سلسلة "نادر فودة".
في حوار خاص لمجلة «سيدتي» سألنا "أحمد يونس" حول جمهوره الكبير من جيل المراهقين، وكيف يتعامل معهم، كذلك عن جديده في عالم كتابة الروايات المرعبة.


كيف استطعت أن تتواصل مع جيل Z الشهير بصعوبة التأثير فيه؟

لسنوات طويلة وأنا أحب هذا الجيل، وأراه أهم فترة عمرية، والفترة المظلومة بين جميع الأعمار، وكل ما أفعله أوجهه لتلك الفئة العمرية، ما إن كان ذلك برنامجاً أو قصة، أو حتى فقرة ترفيهية، أشعرهم بأهميتهم وبأنني أتحدث إليهم، وهذا وحده يجعلهم يهتمون بما أفعله ويقدرونه، كل ما أبحث عنه هو أن أكون حلقة وصل بين هذا الجيل وبين الوالدين، لتسهيل التواصل بينهما.

ما الذي دفعك لكتابة قصص الرعب؟

كان هذا اقتراحاً من أحد الأصدقاء، أنا أكتب الكثير من القصص في العادة للتليفزيون والراديو، فلمَ لا أكتبها في شكل روايات، في وقت فراغي الذي كنت أنتقل فيه بين القنوات؟
وفي الحقيقة، لم أكن أتوقع النتائج، وكانت أول حفلة توقيع كارثة حقيقية؛ حيث لم أتوقع أن يحضرها ١٢ ألف شخص؛ مما أدى لتدافع شديد، انتهى بي في المستشفى في اليوم نفسه، لا أذكر حتى أنني تمكنت من توقيع نسخة واحدة من تلك الطبعة.
ولمعرفة المزيد عن المعرض: هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية تطلق مهرجان الكُتاب والقراء في عسير غداً


كيف يكون شعورك عندما ترى هذا العدد الكبير من الحضور؟

أشعر بالتعب والامتنان في الوقت نفسه، أشعر بمحبة كبيرة ولكن مسؤولية في الوقت ذاته، وأشكر الله على تلك النعمة الكبيرة؛ مما يجعلني أحمل هَمّ أن أكون على مستوى توقعاتهم ومحبتهم.


حدثنا قليلاً عن "نادر فودة" بطل سلسلة قصصك؟

نادر هو صحفي استقصائي مهووس بعالم ما وراء الطبيعة والظواهر الخارقة، بنيت شخصيته بنسبة ٩٩٪ على نفسي؛ حتى عندما أتخيله أتخيل نظارتي وشعري وملامحي نفسها، هو أصغر مني بكثير، ولكن يحمل الشغف ذاته والإدمان الشديد للمهنة، يُدخل نفسه في العديد من المصاعب، ويستطيع أن يخرج منها بأعجوبة في كل مرة.

حدثنا عن الفصل الثامن الجديد من "نادر فودة"؟

في هذا الفصل، أطلقت عليه اسم "الآثم"، وفيه يتحول بطلنا من الفضيلة والخير ومساعدة الناس، لأسوأ شخص يمكنك أن تقابله، كنت أشعر بحزن شديد وأنا أفعل هذا في شخصية أعتبرها مرآة لنفسي، ولكنه تحوُّل ضروري لسلسلة الروايات، وأظن أن القراء سيقدّرون أهميته مع الانتهاء من قراءة الرواية.

هل تعيش بعض الأجواء المرعبة والغامضة التي توحي لك بهذه القصص؟

في الماضي كنت أشعر بهذا، ولكن مع مرور الوقت، بدأت أدرك أن كل هذا ما هو إلا جاهزية ذهنية أو انطباع تتركه لديّ الفترات الطويلة من التفكير في حبكات القصص المرعبة؛ لذا طوّرت عادة جديدة، أسافر بعيداً عن بيتي وأسرتي، لكي أكتب قصصي في هدوء، وأتجنب أيّة تهيؤات قد تحدث من كثرة الانغماس في القصة التي أحاول كتابتها.
تابعوا المزيد: تعليم عسير يدعو الطلاب والطالبات للمشاركة في مسابقة المهارات الثقافية