تطوير مهارة الاستماع النشط

الاستماع النشط إحدى أفضل الطرق لتطوير العلاقات بين الأشخاص
الاستماع النشط إحدى أفضل الطرق لتطوير العلاقات بين الأشخاص

هل تعلم أن الاستماع ليس مجرد استماع؟ هل تعلم أن هناك استماعاً يفضي للفهم واستماعاً يفضي لمجرد التواصل والرد، في الواقع، تنتج أنواع الاستماع المختلفة فوائد في مجالات أخرى إلى جانب التعلم؛ يمكنك أيضاً الاستماع لتحسين علاقاتك وتعميق اتصالاتك وبناء الثقة؛ كيف ذلك؟ تابع السياق الآتي لتتعرف إلى الاستماع النشط وكيفية تطوير هذه المهارة.

أربعة أنواع مختلفة من الاستماع

الاستماع النشط
                                                                   هناك استماع يفضي للفهم واستماع يفضي لمجرد التواصل والرد

 

يقول وليد علام قنديل استشاري تنمية بشرية والوعي الذاتي لـ"سيدتي": تعود أصول تقنيات الاستماع النشط إلى القرن الماضي للعالم الأمريكي الشهير كارل روجرز الذي أعاد صياغة العلاقة بين المعالج والمريض، فالعلاج يكون أكثر فعالية عندما يمارس الطبيب الاستماع التعاطفي، ويكون قادراً على وضع نفسه مكان المريض والتركيز على كيفية تجربته لهذا الموقف، وهناك أربعة أنواع مختلفة من الاستماع:

  1. الاستماع التعاطفي: وهو عندما تستمع إلى شخص ما وهو يشاركك قصة شخصية، في هذا النوع من الاستماع، تركز انتباهك على الشخص الآخر، بدلاً من نفسك.
  2. الاستماع التقديري: وهو عندما تستمع من أجل المتعة، مثلاً عندما تستمع إلى الموسيقى، أو عندما تستمع لمتحدث تحفيزي، أو تحضر حفلاً.
  3. الاستماع الشامل: وهو عندما تستمع لتتعلم شيئاً جديداً، يحدث هذا النوع من الاستماع عندما تستمع إلى بودكاست أو أخبار أو مؤتمر تعليمي، أو عندما تكون في الصف الدراسي.
  4. الاستماع الناقد: وهو عندما تستمع لتكوين رأي حول ما قاله شخص آخر، يحدث هذا النوع من الاستماع عندما تتناقش مع شخص ما، أو عندما تستمع إلى مندوب مبيعات.

ما هو الاستماع النشط؟

يعرف قنديل الاستماع النشط بأنه الاستماع الفعال، أو الاستماع للفهم، لافتاً إلى أنه ينتمي إلى فئة الاستماع التعاطفي؛ حيث يساعدك هذا النوع من الاستماع على تطوير علاقات قوية، وفهم أصدقائك وزملائك بشكل أعمق، وحتى تعميق إحساسك بالتعاطف.
يؤكد قنديل أن التعريف الأكثر مباشرة للاستماع النشط هو: ممارسة الاستماع لفهم ما يقوله شخص ما، فعندما تتدرب على الاستماع النشط، فإنك تركز بشكل حصري على ما يقوله الشخص الآخر بدلاً من التخطيط لما سترد عليه، كما تفعل أثناء المناقشة أو المحادثة، للتأكد من أنك تفهم ما قاله الشخص الآخر، يجب عليك إعادة صياغة ما سمعته؛ اعتماداً على المحادثة، يمكنك أيضاً طرح سؤال محدد ومفتوح للتعمق في الموضوع.

ما الذي يميز الأشخاص الذين يمارسون الاستماع النشط؟

  • يستخدمون الأسئلة المفتوحة للحصول على مزيد من المعلومات، وتكون لغتهم اللفظية إيجابية.
  • يعيدون صياغة وتلخيص ما يقوله الشخص الآخر؛ للتأكد من أنهم يفهمونه تماماً.
  • يمارسون الاستماع دون إصدار أحكام، ويضعون تحيزاتهم أو وجهات نظرهم جانباً.
  • يظهرون الصبر من خلال تركيز انتباههم على الشخص الآخر، وليس على أفكارهم الخاصة.
  • يظهرون تواصلاً إيجابياً غير لفظي، ويحافظون على التواصل البصري ويوجهون أجسادهم نحو مَن يتحدث.

قد ترغب في التعرف إلى: مهارات الاستماع للاتصال الفعال في مكان العمل

أهمية الاستماع النشط

الاستماع النشط
                                              الاستماع النشط يعني أن تركز بشكل حصري على ما يقوله الشخص الآخر

 

يعد الاستماع النشط إحدى أفضل الطرق لتطوير العلاقات بين الأشخاص وإقامة الاتصال، وهو أقرب، وخاصة مع أعضاء الفريق، تعد هذه المهارة الناعمة جزءاً أساسياً من حلّ النزاعات وحلّ المشكلات والنقد البناء، وتكمن أهمية الاستماع الفعّال في التالي:

  1. تحسين التواصل.
  2. تعزيز التعاون.
  3. فهم ما يقوله الشخص الآخر بوضوح.
  4. الاتصال على مستوى أعمق.
  5. إظهار التعاطف.
  6. حلّ الصراعات.
  7. بناء الثقة.
  8. تطوير اتصالات جيدة.

استراتيجيات لتطوير مهارة الاستماع النشط

تجنب المقاطعة

في بعض الأحيان عندما تتدفق المحادثة، تشعر بالرغبة في المشاركة والمساهمة بأفكارك الخاصة، أو تطوير فكرة شاركها شخص آخر للتو، يؤدي هذا النوع من المقاطعة إلى دفع بعض المحادثات إلى الأمام، لكنه ليس شيئاً تريد القيام به عندما تستمع بنشاط لتفهمه، ولممارسة الاستماع الفعّال، كرّس كل انتباهك وطاقتك لما يقوله الشخص الآخر، حتماً، ستظهر بعض الأفكار أو التعليقات فيما يتعلق بما يقولونه لك، لكن حاول أن تضع تلك الأفكار جانباً أثناء الاستماع لتفهم.

استمع دون إصدار أحكام

كلما أمكن، حاول الاستماع دون إصدار أحكام وتجنب أي أفكار تتبادر إلى ذهنك، ليس سيئاً أن تكون لديك وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر المتحدث، للاستماع بفعالية، ما عليك سوى التركيز على ما يقولونه حتى تتمكن من تطوير فهم أفضل لذلك الشخص، بهذه الطريقة، سيشعر الآخر بأنه مسموع، وليس محكوماً عليه، الشعور بالاستماع هو بداية رائعة لأي محادثة.

إعادة الصياغة والتلخيص

بمجرد انتهاء الشخص الآخر من التحدث، أعد صياغة ما سمعته بكلماتك الخاصة، تساعدك إعادة الصياغة على التأكد من فهمك لما كان يحاول الشخص الآخر التعبير عنه، ولا تعمد لإضافة معلومات إضافية أو تعليقات أو آراء خاصة بك؛ لأن الغرض من الاستماع النشط هو لفت انتباهك إلى الشخص الآخر، واحتواء حكمك الخاص.

إظهار السلوك الإيجابي غير اللفظي

لإظهار سلوك إيجابي غير لفظي، قُم بالتواصل البصري مع الشخص الذي يتحدث لإظهار أنك تستمع إليه، وتجنب عقد ذراعيك أو التململ؛ لأن هذه السلوكيات غالباً ما تشير إلى تشتيت الانتباه، إذا كان ذلك مناسباً، يمكنك أيضاً أن تبتسم وتومئ برأسك، لا تؤكد هذه الإشارات غير اللفظية للشخص الآخر أنك منتبه لما يقوله فحسب، بل تجعله أيضاً يشعر براحة أكبر أثناء المحادثة.

اطرح أسئلة محددة ومفتوحة

بمجرد انتهاء الشخص من التعبير عن فكرته أظهر أنك متصل من خلال طرح أسئلة محددة ومفتوحة، تجنب إضافة حكمك الخاص على تلك الأسئلة، تذكر أنك تركز على ما يقوله الشخص الآخر.
يمكنك متابعة المزيد من ذات السياق عبر الرابط التالي كيف أتعلم فن الإنصات؟ خبيرة تجيب بحسب قواعد الإتيكيت