كيف تتجنب أن تكون ضحية عاطفية؟

شابة تجلس باكية وهي تشعر بأنها ضحية ومظلومة
قد تشعر بأنك ضحية لشعور داخلي بالقهر والمظلومية

"الكون ضدي، الأشياء السيئة تحدث لي دائماً"، "هذه الأشياء تحدث لي فقط"، "لا أحد يفهمني"، "كنت أتوقع الحصول على المساعدة". تشترك هذه العبارات في شيء واحد؛ بالإضافة إلى كونها مبنية على الشكوى وإحساس المظلومية والقهر العاطفي هو إشعارك بكونك الشخص الضحية العاطفية المغلوب على أمره، فكيف يمكننا إيقاف هذا الشعور بل ووأده من الأساس؟ سيدتي تساعدك في ذلك من خلال اللقاء مع أنوار راضي أبو اليزيد استشاري العلاقات الأسرية والعلاج النفسي والسلوكي لتخبرك عن استراتيجيات حقيقة توقف هذا الشعور تماماً.

شعور الضحية شعور مؤذٍ نفسياً وداخلياً

الشعور بأنك ضحية شعور مؤذٍ نفسياً وداخلياً


تقول أنوار راضي لسيدتي: لا يلاحظ الكثيرون أنهم يسقطون في هوة عميقة من الشعور بالمظلومية وادعاء أنهم ضحايا ومقهورون، وعلى الرغم من أنه في بعض الحالات قد يكون هذا الموقف غير ملحوظ في سلوكهم العام، إلا أن ذواتهم الداخلية قد تبالغ في الأمر ما قد يتسبب في تكريس الشعور بالإحباط والضيق، فهم دائماً ما يلعبون دور الضحية العاطفية المغلوب على أمرها، وقد يكون الدافع وراء هذا الشعور أنهم يسعون دائماً للعب الأدوار السلبية لكي يبتعدوا أو يهربوا من تحمل المسؤولية، أو لأنهم يهربون من اتخاذ أدوار استباقية، حيث تبدو الأمور وكأنها تحدث للتو وهم مجرد متفرجين. وفي بعض الأحيان، يأتي ذلك من حقيقة شعورهم بالهشاشة والضعف.
تقول أنوار راضي: هذا الامر لا ينطبق على الحالات الخطيرة التي تتطلب تحليلاً أكثر تعقيداً، بل عن مواقف يومية تنطوي على شكاوى وانزعاج. حيث يبدو احترام الذات في التأثر بمشاعر الفشل وتدني القيمة الشخصية بسبب الشعور الدائم بكون هذا الشخص ضحية عاطفية تتجاذبه الأهواء والانفعالات.
عبر الكثير من الدراسات فالشعور بأنك ضحية يحد من تفكيرك وطريقة تعاملك مع المواقف، على أن التوقف عن هذا الشعور غير المريح يبدأ من خلال إدراك كيف يمكنك إحداث تغيير في نفسك وفي علاقاتك بالآخرين.
وإذا كان الشعور بالضحية شعوراً سلبياً فيمكنك التعرف على كيفية التخلص من الإحساس بالضياع؟

نصائح للتوقف عن الشعور بأنك ضحية

الشعور بأنك ضحية شعور يمكن التغلب عليه


تقول: الخطوة الأولى للتوقف عن الشعور بأنك ضحية هي التعرف على السلوك، وبالطبع تلك الأشياء التي تسبب عدم الرضا. للقيام بذلك، يجدر تنفيذ الاستراتيجيات التالية.

حدد كيف تتحدث مع نفسك وكيف تصف المواقف؟

إن معرفة كيف تتحدث مع نفسك وكيف تصف ما يحدث لك أمر حاسم في تحديد ما إذا كنت ضحية أم لا، ومن ثمّ حاول أن تجيب على تلك الأسئلة وبشفافية:

  • هل تحاسب الآخرين على تصرفاتهم؟
  • هل ما تتحدث عنه كما تصفه؟
  • هل ما يحدث لك سلبي إلى هذا الحد أم أنك تبالغ؟

اعمد لتحمل مسؤوليتك

لكي تتوقف عن الشعور بأنك الضحية العاطفية المغلوب على أمرها يجب أن تسأل نفسك عن الدور أو المسؤولية التي تتحملها في أحداث معينة. هل كان بإمكانك فعل شيء مختلف؟

فكّر في التغيير؟

اسأل نفسك عن التغيير. ففي كثير من الأحيان تكون ضحية لأنك تعتقد أن الوضع لا يمكن أن يتغير. لذا انسف هذا الشعور تماماً بداخلك فكل شيء يمكن تغييره بالعديد من الوسائل

شكّك في طريقة تفكيرك؟

في كثير من الأحيان شعورك اليقيني بالمظلومية يكرس لكونك ضحية، إحدى طرق اكتشاف كونك ضحية عاطفية تتعلق بالمعتقدات التي تحمل أفكاراً مثل "هذا غير عادل"، "كان يجب أن أفعل كذا"، "لن يتغير الأمر مهما فعلت".. توقف فكل هذه المعتقدات ليست نهائية ويمكن تغييرها والحل بيدك أنت.

تحليل الروابط الخاصة بك

قد تشعر بأنك ضحية لشهور داخلي بالقهر والمظلومية


في كثير من الحالات، قد تشعر بأنك ضحية لأنك في علاقة سامة، حيث يعطي أحد الطرفين أكثر من الآخر. وبهذا المعنى، من المهم أن نتعلم كيفية وضع الحدود وقول لا. لديك الحق في عدم قبول طلب أي شخص، ولا يجب أن تدعه يستنفد طاقتك مهما حدث، فأنت صاحب الأمر في الرفض أو القبول.

خاطب رغباتك واحتياجاتك

ابدأ بالتعرف على ما تريده وضع نفسك أولاً. من خلال التعرف على نفسك، يمكنك الاعتناء باحترامك لذاتك.

اسأل نفسك عما سيحدث عندما تتقمص دور الضحية

هل للإيذاء أي فوائد ثانوية؟ ربما من خلال تبني هذا الموقف تحصل على شيء يرضيك ذاتياً أو يوازن موقفك المستمر. سواء كان ذلك جذب الانتباه، أو الشعور بأنك قادر على حل مشاكل الآخرين، أو الشعور بأنك أساسي في حياة الآخرين.

التعرف على "الجانب الجيد من الحياة"

ابدأ بوضع أفكارك حول "الجانب المشرق من الحياة" موضع التنفيذ. من المهم أن تقدر كل تلك المواقف الإيجابية التي تحيط بك وليس فقط ما ينقصك أو ما لا يسير على ما يرام، واعلم أن الأشخاص الذين يتذمرون باستمرار من كل شيء لا يعيشون فقط مرهقين عاطفياً، ولكنهم أيضاً يسممون من حولهم، لأنه لا يوجد شيء جيد أو كافٍ. عليك أن تتعلم تقدير الخير والامتنان له.

تعلم أن تسأل

في كثير من الأحيان، يتوقع الشخص "الضحية" من الآخرين أن يهتموا بجميع احتياجاته، وأن ينفذوا جميع رغباته وإلا سيشعرهم بالضيق وسيبدأ بالشكوى. لو كانت هذه حالتك؟ عليك أن تغير تلك العقلية فإذا لم تقم بذلك، ستظل غارقاً في الاستياء والإحباط دون أن يدرك الآخرون ذلك.

إدراك أن الشكوى لن تساعدنا على التخلص من الانزعاج

للتوقف عن الشعور بأنك الضحية العاطفية، من المهم أن تقبل أن الحياة مليئة بالفروق الدقيقة. في بعض الأحيان قد تتأذى وقد تشعر بالظلم تماماً، كما في أوقات أخرى قد تكون أنت من يؤذي شخصاً ما. أي أن كونك ضحية وكونك معتدياً هما من الأدوار التي يمكنك أن تجد نفسك فيها بالتناوب.
وفي سياق آخر يمكنك التعرف على: كيف يكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية