طريقة التعامل مع أشخاص نراهم للمرة الأولى

 احترم خصوصية الآخرين وتفهم أنه قد يكون هناك أمور حساسة لا يريدون مناقشتها في اللقاء الأول
احترم خصوصية الآخرين وتفهم أنه قد يكون هناك أمور حساسة لا يريدون مناقشتها في اللقاء الأول. المصدر: FREEPIK

إن تجاوز الحواجز مع الأشخاص الجدد الذين نتعرف عليهم للمرة الأولى في سياقات ومواقف الحياة المختلفة في حياتنا، أمرٌ يتطلب الفهم العميق لكيفية التعامل منذ اللحظة الأولى والالتزام بالمهارات الاجتماعية المتعددة من أجل بناء علاقات جديدة وترك انطباعًا جيدًا.
العديد من الأشخاص يسعون دائما إلى تقديم أنفسهم للمرة الأولى بطريقة وأسلوب شيق يترك أثرًا جذابًا في ذاكرة الأفراد، حيث يعتقد العديد من الأشخاص بأن لقاء الآخرين للمرة الأولى ينطوي على العديد من الاحتمالات الإيجابية والسلبية؛ لذلك فمن الضروري أن نكون حذرين ومستعدين للتعامل مع جميع المعطيات في لقائنا الأول.
وبحسب الموقعان الآتيان: hindustantimes.com و independent.com فإن هناك مجموعة محاذير يجب أن يتذكرها الأفراد عند اللقاء الأول بمجموعة أشخاص جدد؛ كالاجتماع في مكان عام وآمن بعيدًا عن العزلة أو المواقع الخاصة، بالإضافة إلى الحذر من الخداع حول إمكانية أن يكون الشخص الذي ستلتقي به للمرة الأولى ليس على الصورة التي يحاول أن يقدمها لك، لذلك ثق دائما بحدسك وكن حذرًا إذا ما تصرف بطريقة مريبة.
ولمعرفة الاستراتيجيات والنصائح التي يمكن أن تساعد الأفراد على تجاوز التوتر وبناء علاقات جيدة عند التعامل مع الأشخاص الذين من المحتمل أن يكونو جزءًا من حياتهم بالمستقبل، نقدم لك الإجابة عن السؤال الآتي: كيفية القيام بالتواصل الاجتماعي الناجح عند اللقاء الأول مع أشخاص جدد من أجل بناء علاقات مثمرة في عالم مليء بالتفاعلات الاجتماعية المتنوعة؟

1- تجنب الحديث بالمواضيع الخاصة والحساسة:


عند لقائك بأشخاص جدد لأول مرة فإنه لا ينبغي عليك التطرق بشكل مباشر الى تفاصيل الحياة الخاصة للطرف الآخر، مثل سؤاله عن سبب انفصاله عن شريكه إذا كان منفصل، أو سؤاله عن راتبه الشهري، أو سؤاله إلى أي دين أو طائفة ينتمي، وكذلك يتوجب عدم الحديث بشكل مباشر بالمواضيع الحساسة مثل السياسية والمعتقدات الدينية، بل ينبغي أن يكون الحديث لأول مرة حول مواضيع عامة ومحايدة لا تسبب الإحراج ولا تشكل عائقاً أمام الطرف الآخر مثل سؤاله عن اهتماماته وهواياته.

2- كن ودوداً ومستمعاً جيداً:

إن إظهار الود والإبتسامة اللطيفة عن لقاء شخص جديد لأول مرة من شأنه أن يحدث أثراً طيباً وراحة في نفس الآخر، مما يمهد له القبول والاستمرار في التعامل معك من أجل بناء علاقة ودية، وكذلك فإن حسن استماعك للشخص الجديد عندما تقابله للمرة الأولى وتجنب مقاطعته وانتقاد كلامه من شأنه أن يعزز محبة الطرف الآخر لك ويجعله سعيداً في الاستمرار بالحديث معك ويعزز رغبته في تكرار الحديث مرة أخرى.

3- الانفتاح وتقبل الآخر:

كن مُنفتحاً لتقبل ثقافة الأشخاص الجدد الذين تلتقي بهم للمرة الأولى ولا تظهر عدائية تجاههم؛ فليس جميع الأشخاص يشبهون ثقافتك وطريقة تفكيرك، وإن هذا الاختلاف لا يجب أن يكون عائقًا أمامك لبناء علاقة جيدة مع الآخرين طالما أنكما ملتزمان بالاحترام المتبادل؛ وذلك لأن اختلاف ثقافات الأشخاص وطريقة تعاملهم من شأنه تحقيق التكاملية والخوض في تجارب جديدة والتعرف على ثقافات أخرى جديدة، وهو أمرٌ جميل ومشوّق.

4- الصِدق وتجنب الكذب:

الصدق هو مفتاح بناء علاقات قائمة على الثقة. المصدر: FREEPIK


إن التزامك بالصدق أثناء حديثك مع أشخاص تلتقيهم للمرة الأولى من شأنه يعزز الثقة المبادلة بينكم ويمهد لبناء علاقة صريحة وواضحة منذ البداية؛ لأن الكذب يهدم تلك الثقة ويتسبب بصدمة لدى الآخر ويؤدي إلى عدم الثقة بك منذ البداية، لا سيما وإن كنت بحاجة الى أصدقاء جدد يُبادلونك الصدق والثقة.

5- تجنب الإفراط بالحديث عن نفسك:

عند لقائك بأشخاص جدد للمرة الأولى تجنب الحديث بإسهاب عن نفسك؛ لأن الحديث عن نفسك بشكل مبالغ فيه قد يعطي انطباعاً سلبياً لدى الآخر ويشعره بالملل، حيث ينبغي أن يكون حديثك عن نفسك مختصراً ومفيداً، لكي تعطي مساحة أكبر للطرف الآخر للتعريف نفسه وتبادل الحديث الودي واللطيف.

6- اختيار الوقت والمكان المناسب:

اختيار الوقت والمكان المناسبين للحديث مع الأشخاص الجدد. المصدر: FREEPIK


إن حسن اختيارك للوقت المناسب للحديث مع أشخاص جدد من شأنه أن يعطي للطرف الآخر انطباعاً جيداً عنك وراحة أكبر في الحديث، فمثلاً تجنب توجيه الكلام أو الأسئلة عندما ترى الطرف الآخر منشغلاً بإنجاز أمر أو مهمة ما، أو عندما يكون واضحاً عليه أنه في حالة مزاج سيئ، كما وأن اختيار المكان المناسب له تأثير كبير على استمرار الحديث بينكم والشعور بالراحة، فمثلاً إذا كان المكان مغلقاً أو خاصاً فإن ذلك من شأنه أن يسبب الخوف وعدم الراحة، وكذلك الأمر إذا كان المكان مكتظاً بالناس والأصوات العالية فإن ذلك سيعيق تبادل الحديث بينكما، لذلك يجب أن يكون المكان مناسباً لكما بحيث يعطيكما أكبر قدر من الراحة للاستمرار في تبادل أطراف الحديث.

7- كن إيجابياً ومحفزاً:

يتوجب عليك في اللقاء الأول بأشخاص جدد والحديث معهم أن تكون إيجابياً في حديثك وتعليقك معهم؛ لأن السلبية والتشاؤم من شأنها أن تُنفّر الآخرين منك وتعطي إنطباعاً سيئاً مما قد يؤدي إلى عدم تكرار الحديث معك من قبل الآخرين، وكذلك لابد أن يكون حديثك مع الآخرين محفزاً لهم بعيداً عن الانتقاد أو الانتقاص منهم؛ لأن تحفيز الآخرين والحديث معهم بإيجابية يجعلهم يُحبون تكرار الحديث معك والوثوق بك أكثر .

8- الترتيب للقاء آخر لاحق:

اللقاء مع أشخاص جدد يعكس بداية رائعة. المصدر: FREEPIK


إن الحديث من الأشخاص الجدد لأول مرة والشعور بالرحة والمحبة تجاههم يوجب عليك أن تحرص على استمرار هذه العلاقة وتطويرها وعدم الاكتفاء باللقاء الأول فقط، فمثلاً يمكنك تحديد موعد لاحق آخر للقاء، أو تبادل الإيميلات أو الأرقام الهاتفية إن كان ذلك لا يسبب الإحراج لكما، أو أن تصبحا أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لضمان استمرارية التواصل.
مما سبق، يمكننا أن نقول بأن تعرفك على أشخاص جدد من شأنه تحسين حالتك النفسية واكتسابك لثقافة جديدة والحصول على أصدقاء دائمون يقدمون لك العون والمساعدة والدعم.. وهذا أمرٌ إيجابي، ولكن بالرغم من كل ذلك يتوجب عليك أن تحسن اختيار الأشخاص الجدد وتتجنب الخوض في مغامرات خطرة وغير مدروسة معهم لأول مرة، أو الوثوق بهم بشكل مبالغ فيه دون تفكير وتأني؛ لأن التعرف على أشخاص جدد لأول مرة لا يخلو من السلبيات أو الخطورة إلى جانب الإيجابية الكبيرة، وإن اللقاء الأول من شأنه ترك أثر كبير بالنفس البشرية.