افتتاح المتحف السعودي للفن المعاصر في الرياض مستضيفاً بينالسور 2023


افتتحت وزارة الثقافة السعودية المتحف السعودي للفن المعاصر في الدرعية الرياض، وهو متحف مدعوم من برنامج جودة الحياة، ويهدف لتعزيز الفن المعاصر وتمكين الفنانين في المملكة من تسليط الضوء على تصوراتهم الإبداعية واستعراضها أمام فنانين وحضور من مختلف أنحاء العالم.

وألقت كلمة الافتتاح منى خزندار، مستشارة وزارة الثقافة، أشارت فيها إلى القيمة التي يمثّلها هذا المتحف، والمعروضات القيّمة التي يستضيفها.

الواجهة الرئيسية للمتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس


واستضاف المتحف في افتتاحيته معرض بينالي الجنوب الدولي للفن المعاصر "بينالسور" الذي انطلق في يوليو الماضي في الأرجنتين، متضمناً أعمالاً إبداعية لأكثر من 400 فنان من 27 جنسية، بينهم 10 فنانين من المملكة، لينتقل مــن بوينس آيرس إلى المملكة العربية السعودية فـي رحلـة استكشـاف منطـق جديـد للحركـة الفنيـة والاجتماعية محليـاً وعالمياً.

 

 

عمل بعنوان في هذه الظهيرة الأبدية للفنانة الأرجنتينية ليلا تشوب


وتُعد هذه الاستضافة الثالثة لـ"بينالسور" في المملكة، بعد أن كانت المملكة أوّل دولة في الشرق الأوسط تستضيف المعرض في عام 2019 بالمتحف الوطني في الرياض، وفي عام 2021 بحي جاكس في الدرعية، وقصر خزام في جدة بمشاركة 5 فنانين سعوديين.

 

معرض تخيل: تركيبات فنية وفانون عالميون

لوحة دلالية تشرح محتوى معرض تخيل ضمن المتحف


تحت عنوان "تخيل: الفانتازيا والأحلام واليوتوبيا" حملنا المتحف إلى رحلة متأرجحة بين الواقع والخيال، مقدماً في مساحاته المتنوعة مجموعة من التركيبات الفنية التي تحاكي الذاكرة الثقافية، والأدبية، والعلمية، والوجودية. ويقدم معرض "تخيـل" تجربتيـن في الفن، واحدة فــي فضاء هـذه البيئة الحضرية المفتوحة، وأخرى داخل قاعات المتحــف السـعودي للفن المعاصر. أكثر من عشرين فناناً من المملكة والعالم خصصوا تواجدهم في هذا الحدث لحمل رسائل مهمة عن تحديات معاصرة ودور الفن في تطور المجتمعات والإنسان، وقدموا أعمالاً مبتكرة بتقنيات وطرق عرض حديثة.

 


وضم المعرض كل من الفنانين: الفنان الفرنسي دانيال بورين، الفنانة الأرجنتينية ماري أورنسانز، الفنانة الأرجنتينية ليلا تشوب، الفنان الأرجنتيني خواكين فارغاس من الأرجنتين، الفنان الفرنسي خوليو لو بارك، الفنان أوغو شيافي، الفنانة سارة عبده من المملكة العربية السعودية، الفنان ليوناردو إيرليش من الأرجنتين، الفنان علي كزما من تركيا، الفنان مارك فيلانوفا من إسبانيا، الفنان نيلو أكاماتسو من اليابان، الفنان سعيد جبعان من المملكة العربية السعودية، الفنان حاتم الأحمد المقيم في المملكة العربية السعودية، الفنانة الإسبانية كريستينا لوكاس، الفنانة باربرا سانشيز باروزو من إسبانيا، الفنان شارلي نيجنسون من الأرجنتين، الفنان بيرنارد رويج من إسبانيا، الفنان مشعل عبيدالله من المملكة العربية السعودية، الفنان سعد الهويدي من المملكة العربية السعودية، الفنانة شهد يوسف من المملكة العربية السعودية، الفنان معاذ العوفي من المملكة العربية السعودية، الفنانة تسنيم السلطان من المملكة العربية السعودية، الفنان نيكولاس جانوفسكي من الأرجنتين، الفنانة لورا غلوسمان من الأرجنتين، الفنان سيباستيان أريجي من فرنسا، والفنانة ليتيسيا دوبان من فرنسا.

الفن لغة عالمية

السفير الفرنسي في السعودية السيد لودوفيك بويّ


السيّد لودوفيك بويّ سفير فرنسا لدى المملكة العربية السعودية الذي حرص على التمعت في كافة الأعمال والتفاعل مع الفنانين ذكر في حديثه لسيدتي أن هذا هو البينالسور الثاني له هنا في الرياض، وقال: "لقد كنت هنا منذ عامين وأنا سعيد جداً برؤية المعرض اليوم يقام في أول متحف سعودي للفن المعاصر. هذا مذهل تماماً، فقد تم إنشاء هذا المتحف في غضون أشهر قليلة وهو جديد. يعد هذا علامة فارقة في رحلة المملكة العربية السعودية الجميلة نحو أن تصبح مركزاً ثقافياً في المنطقة ضمن الرؤية السعودية 2030 بالطبع. كما يسعدني جداً رؤية بعض الفنانين الفرنسيين يشاركون في هذا المعرض ورؤية الروابط الثقافية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية تتعزز يوماً بعد يوم في كافة المجالات، ولكن بشكل خاص في مجال الثقافة".
وعن دور الفن في الربط بين الثقافات قال السفير: "أعتقد أن هذا هو الهدف الأساسي لبينالسور، وهو معرض يجمع فنانين من جميع أنحاء العالم. فالفن لغة عالمية وهو المكان لحوار الثقافات. في كل مرة نأتي فيها بفنانين فرنسيين، نحاول أن نجعلهم يلتقون بفنانين سعوديين، ونحاول أن يكون هناك تعاون هيكلي بين المؤسسات السعودية والفرنسية في مجال الثقافة الذي نعمل فيه، وبالتعاون مع السيدة منى خزندار التي تقف وراء كل هذا، بالطبع، مع وزارة الثقافة وأريد حقاً أن أهنئ المملكة العربية السعودية وسمو الأمير بدر بن فرحان على كل ما قام به في السنوات القليلة الماضية لجلب فنانين من جميع أنحاء العالم إلى هنا في الرياض وأيضاً لعرض أعمال الفنانين المبدعين هنا خارج حدود السعودية، ونحن فخورون جداً بوجود العديد من الفنانين السعوديين الذين يعرضون أعمالهم الآن في فرنسا، والعديد من المصممين السعوديين ومصممي الأزياء وصانعي الأفلام الذين يذهبون إلى فرنسا ويكونون شركاء في رحلتنا الثقافية".

مستقبل العالم الفني

سيدة الأعمال خلود عطار


سيدة الأعمال السعودية خلود عطار، المؤسسة والمديرة الإبداعية لـ”مجلة ديزاين“ في السعودية، اعتبرت أن افتتاح متحف للفن المعاصر هو أمر مختلف تماماً عن افتتاح المعارض وقالت: "فهذا يدل على نظرة وزارة الثقافة حول بناء مستقبل الفنانين ومستقبل للعالم الفني، وهذا يعني وجود أعمال فنية ذات وقع أكبر من تلك التي تعرض في المعارض المؤقتة، فالعمل الذي يعرض في معرض سيعرض لفترة معينة فقط، أما المتحف فهو يعني ورش عمل ومؤتمرات ومعارض متكررة وحضور فنانين عالميين، كهذا العمل الذي أمامنا هنا هو عمل لفنان إسباني شهير صمم هذا العمل خصيصاً السعودية، إذ إن كل أعماله السابقة كانت بالأحمر وهذا أول عمل بالأخضر، وهذا يدل على أن السعودية نقطة مهمة في تاريخ وجغرافية العالم، كمكان للفن المعاصر".

الأمل في المجتمعات

الفنان حاتم الأحمد مع عمله بالحديث عن التآزر


الفنان حاتم أحمد الذي شارك عملاً بعنوان "وحدة الحديث" أو "بالحديث عن التآزر" شرح لنا تفاصيل العمل الذي يعرض اليوم في المتحف، وقال: "بالحديث عن التآزر، هو عمل فيديو عبارة عن 5 ساعات يصف ردة فعل المجتمع المحلي في أبها بعد الحرائق إللي حصلت في منطقة عسير، فكان للجانب الفني حضور بأن يخلق نوعاً من المجازية في التعبير عن الأمل في المجتمعات التي تعرضت لنفس الحادث أو لنفس الحرائق التي واجهت بعض الأماكن، على أمل استعادة الغطاء النباتي الموجود في الغابات التي تعرضت للاحتراق." وأضاف: "كوني فناناً يهتم بالممارسات البيئية ومدى تأثيرها على حياة الإنسان، فأنا أرى أن الفن عابر لهذه المواضيع، خصوصاً في الفنون المعاصرة، تواجد الفنان بالقرب من القضايا البيئية ومن الحوادث المؤثرة على تواجد الإنسان في البيئة التي يعيش فيها أمر مهم ولا بد من التفكير فيه بنسق فني عابر، وممكن أن يطرح ضمن قوالب بصرية مشكلة قد يواجهها أشخاص في بقعة ما ويواجهها أشخاص آخرون في بقعة مختلفة تماماً، لكنهم يملكون نفس القلق أو نفس الآمال".

واجبنا تجاه الكوكب

الفنان خواكين فارغاس مع عمله الذي يحمل عنوان مشروع بيوسفير


الفنان الأرجنتيني خواكين فارغاس شارك في المعرض بعمل يحمل عنوان "مشروع بيوسفير"، وكان لنا معه حديث خاص تحدث فيه عن العمل قائلاً: "مشروع بيوسفير يدور حول زيادة الوعي حول هشاشة عالمنا، لذلك وضعت بعض النباتات داخل بيئة مرئية بالكامل، ذات شكل كروي يمثل كوكبنا. إذاً الأسئلة هي كيف يمكن للنباتات البقاء على قيد الحياة هذه الكواكب الصغيرة، والسؤال هو نفسه كيف يمكن للنباتات أن تعيش في الكوكب الحقيقي. هذه بالنسبة للأسئلة، أما الإجابات هي أن النباتات هنا يمكنها البقاء على قيد الحياة لأنها تستقبل الضوء ويمكنها تحويل العناصر الغذائية إلى طعام، وهذه هي عملية التمثيل الضوئي، وأثناء القيام بذلك تأخذ ثاني أكسيد الكربون من البيئة المحيطة وتنتج الأوكسجين. وهذه هي الطريقة التي يعيش بها النظام البيئي بأكمله، وهذا ما يحدث في كوكبنا تماماً. ويمكن القول إن هذا العمل يشرح دورات الطبيعة وكيف أن الموارد ليست لانهائية. لذا علينا أن نعتني بكوكبنا، فنحن جزء من المشكلة وجزء من الحل".

التلوث الهوائي

الفنانة شهد يوسف مع عملها الذي يحمل عنوان الدخان العظيم


الفنانة شهد يوسف التي شاركت بعمل بعنوان الدخان العظيم أو "الضبخان" تحدثت لسيدتي عن عملها قائلة: "هو عمل تركيبي قائم على البحث العلمي لظاهرة الضبخان الحاصلة في لندن في ما بعد الحرب العالمية الثانية، مع تزايد استخدام الفحم الحجري للتدفئة واحتراق الدخان نشأت هذه الآفة نتاج تزايد الأبخرة السامة وقتلت ما يقارب 12000 شخص، يتكون العمل من قالب ومادة معالجه للملوثات في الهواء (Biochar) الفحم النباتي) وهي عبارة عن فحم حجري تمت معالجته ليعمل على تنقية الهواء وامتصاص جميع الأبخرة السامة)، لتكون هذه المادة المسبب للآفة وهي الحل، يتخذ الشكل المصمم للوح أسلوباً معمارياً له القدرة على تحييد أسوأ أنواع التلوث الهوائي فهو نظام يتكون من وحدات موزعة صممت لتسهل تسرب الهواء عبر الأسطح، وهو ما يعطي مادة البيوتشار الفرصة للتفاعل، بحيث تمتص التلوث من الهواء بسهولة".
وأضافت: "اعتمد في ممارساتي على الطبيعة الأم والمواد الخام، حيث أحورها لتشكل مفاهيم تناقش مواضيع النفس البشرية وما تحمله من مخاوف وعواطف لتظهر لإظهار أهمية استكشاف الدواخل النفسية للإنسان ومدى ارتباطها بالحياة بشكل شمولي. تلهمني الحياة اليومية للفرد وعلاقته بالطبيعة، وتحمل الأعمال مدخلاً تحليلياً لأفعال الانسان وتأثيره على المحيط وتعكس هذا المفاهيم بشكل ملموس ومحسوس للمشاهد معتمدة على التوظيف الأمثل لماهية المواد الخام".

تقنيات خاصة

الفنان الياباني نيلو أكاماتسو


الفنان الياباني نيلو أكاماتسو شارك في الحدث بعمل بعنوان "شوزوماكي"، وحدثنا عنه قائلاً: "هذا العمل عبارة عن تركيب صوتي باستخدام الزجاج، قمت بتصميم الزجاج بنفسي بكافة تفاصيله، ولهذا فهو عمل مبتكر وإبداعي بالكامل تم باستخدام معدات ومواد كيميائية وتقنيات خاصة جداً. بعض الناس يرون أن أعمالي ذات طابع ياباني ظاهر، لذا أعتقد أنه قد تمت دعوتي إلى هذا المعرض لعرض هذا العمل المستوحى من الثقافة اليابانية التقليدية".


اقرأوا المزيد: معرض "بين ثقافتين" يسلط الضوء على الثقافتين السعودية واليمنية