ليلى البسام في لقاء خاص : تدشين كتاب الأزياء التقليدية حلمٌ كبيرٌ تحقق


في لقاء خاص جمع الدكتورة ليلى البسام بالأستاذة لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتي سيدتي والجميلة بمناسبة تدشين دارة الملك عبدالعزيز وبالشراكة الإعلامية مع سيدتي لكتاب " الأزياء التقليدية السعودية ..المنطقة الوسطى " كشفت الدكتورة البسام تفاصيل رحلة الكتاب منذ أن كان فكرة ومحطات إنجازه وتوثيقه إلى أن أصبح حلمٌ كبيرٌ وتحقَّق.

و يعد  الكتاب توثيقا شاملاورؤية للثراء الثقافي والتراثي للمنطقة الوسطى من السعودية ، وخلاصة للتجربة العلمية والأكاديمية التي تحظى بها الدكتورة ليلى بنت صالح البسَّام في مجال الأزياء التقليدية السعودية والذي يأتي ضمن مشروع دارة الملك عبدالعزيز لتوثيق الأزياء الوطنية لكافة مناطق السعودية .

مادة علمية مطلوبة

ابتدأت الدكتورة ليلى حديثها بالكشف عن قرب تدشين كتابها مع دارة الملك عبدالعزيز، مبينةً أن هناك طلباً كبيراً على التراث بشكل عامٍّ، والأزياء التقليدية خاصةً.
وأفادت في هذا الجانب بأن "كثيراً من الأنشطة الثقافية التي تقيمها جهاتٌ مختلفةٌ في السعودية، تتطلَّب تقديم أزياءٍ تراثيةٍ، تناسب ما تشتمل عليه من مسرحياتٍ، وفنونٍ أصيلة، وهذا ما يدفع المصممين إلى العودة إلى المراجع لإبداع ألبسةٍ من وحي التراث السعودي، وتوطيد الصلة والارتباط بالماضي العريق والعادات والتقاليد. كذلك هناك أشخاصٌ كثرٌ يبحثون في التاريخ ويدرسونه، بالتالي يحتاجون إلى مادةٍ علميةٍ موثقةٍ، بما في ذلك مجالُ الأزياء، وهذا بالضبط ما دفعني إلى تقديم هذا الكتاب".

التخصُّص في الأزياء

وتطرَّقت الدكتور ليلى إلى تخصُّصها في مجال الأزياء، مبينةً أن سبب تعلُّقها به هو حبُّها للتراث، وقالت: "الكثيرون استفسروا مني عن سبب تخصُّصي في الأزياء، وكيف حصلت على هذه الخبرة، وهل درستُ المجال خارج السعودية؟ في الحقيقة، جاء دخولي التخصُّص لارتباطي بتراثنا العريق، وللعلم،بدأتُ دراستي العليا في الخارج، وتحديداً في الطب والعلوم، حيث تنقَّلت بين باكستان وأمريكا، لكنني عدت إلى السعودية مجدداً مدفوعةً بشغفي بالتراث، والتحقت بكليات البنات، واخترت الاقتصاد المنزلي تخصُّصاً أساسياً لي، وبعد حصولي على البكالوريوس، اتَّجهت صوب الملابس والنسيج، وقدَّمت رسالة الماجستير في الأزياء التقليدية".

ليلى البسام وتأثير الوالدة

وأعادت الدكتورة ليلى حبَّها للأزياء إلى تأثُّرها بوالدتها، رحمها الله، إذ ذكرت: "سببُ حبي للأزياء التراثية، وهو تأثُّري بوالدتي، رحمها الله، في طفولتي. أمي كانت تحبُّ الخياطة والتطريز، وكانت تمتلك مجموعةً من الثياب الجميلة التي تعود لوالدتها، وتريني إيَّاها كلما أخرجتها من الصندوق. كانت ملابسَ مميَّزةً، وذات ألوانٍ جميلةٍ، أذكر منها البنفسجي والقرمزي، ومصنوعةً من الحرير الخالص". مضيفةً: "تلك الصور بقيت في ذهني طويلاً، لذا عندما كبرت، اخترت مسيرتي الدراسية في هذا التخصُّص، وحصلت على الدكتوراه، ثم التحقتُ عضوةً في هيئة التدريس بقسم الملابس والنسيج في كليات الاقتصاد المنزلي، وأول عملٍ قمت به في وظيفتي الجديدة إضافةُ مقرَّرٍ للأزياء السعودية، عملتُ عليه مع عضوات هيئة التدريس ممَّن أشرفن على تعليمي. جاء ذلك بعد أن قدَّمت خطةً لإضافة المقرَّر في كلية الرياض، واخترتها تحديداً، لأنها الأساسُ لكليات البنات، والحمد لله تمَّ تعميم المادة على جميع الكليات في السعودية، واليوم أي طالبةٍ، تختصُّ في الملابس والنسيج، تدرسُ ضمن موادها الأزياءَ التقليدية السعودية، وسعيدةٌ جداً بقيامي بهذا العمل، وأعدُّه أحد أهم الإنجازات في حياتي".

التوازن بين العصرية والتراثية

وأثنت على النهضة الكبيرة التي تعيشها السعودية اليوم في كل المجالات، خاصةً الأزياء، وقالت: "ما يحصل في البلاد من نهضةٍ وتطورٍ كبيرين، جعل المرأة السعودية تتخلَّص تماماً من أزيائها التراثية، وتتجه للأزياء العصرية، لذا كان من الواجب إحداث توازنٍ بين الأمرين".

فستان الزفاف الأحمر

وكشفت الدكتورة ليلى عن أنها رفضت في عرسها ارتداء فستانٍ أبيضَ، وسردت القصة بالقول: "قبل زفافي، أوضحت لوالدي، رحمه الله، أنني لا أرغب في ارتداء فستانٍ أبيضَ اللونِ، فتفهَّم موقفي، وذهب إلى أشهر مكانٍ وقتها في الرياض، وهو محل بن غيث، يرحمه الله، في سوق سويقة، وأحضر لي ثوبَ مسرَّحٍ أحمرَ اللون، وارتديته يوم زفافي، وعندما سافرت إلى أمريكا، أخذته معي، وصدفةً وخلال حفلٍ للطلبة الأجانب، طلبوا مني ارتداء زيٍّ سعودي، فلبسته، وأبدى الجميع إعجابهم به، ولا يزال موجوداً لدينا، إذ قدَّمته لابنتي التي ارتدته أيضاً".

حب التراث

وتحدَّثت عن محتويات كتابها، مبينةً أنه يشتمل على مجموعةٍ كاملةٍ للأزياء التراثية من كافة المناطق السعودية وبجميع أشكالها، وذكرت: "في منزلي، كل أفراد أسرتي يهتمون بالتراث، بل إنَّ أبنائي حينما كانوا صغاراً، كانوا يسرعون إلي لإخباري عن أي شيءٍ تراثي يشاهدونه في التلفزيون حتى أشاهده معهم، وإلى اليوم يرتدون الأزياء التراثية الأصيلة في كل المناسبات التي يحضرونها".

تأثر الطالبات بالأزياء التراثية

وعبَّرت الدكتورة ليلى عن سعادتها بتأثُّر طالباتها وكل مَن حولها بالأزياء التراثية، وعن ذلك قالت: "سعيدةٌ جداً بالتأثير الذي تركته في طالباتي، وتعزيز حبهن للأزياء التراثية، إذ أحرص على نقل تعلُّقي بهذه الأزياء إلى كل الطالبات اللاتي أقوم بتدريسهن، وجميع مَن حولي، ودائماً ما يقولون لي إنهم أحبُّوا التراث بسبب ما أقدِّمه".

اهتمام الجهات المسؤولة بالتراث

وأشادت باهتمام الجهات المسؤولة بالأزياء التراثية، مؤكدةً أن "التطور مطلوبٌ في أي عصرٍ، ونحن في السعودية تطورنا كثيراً، خاصةً في مجال الأزياء التراثية، حيث أصبح هناك وعي كبيرٌ بأهميتها، وعودةٌ جميلةٌ إليها، واليوم تطلبُ الجهات المسؤولة في الدولة اعتماد الزي التراثي في المناسبات الوطنية، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى البحث عنها، واقتنائها، وارتدائها في كل المناسبات، وفي ذلك توعيةٌ كبيرةٌ بمكانتها، وإحياءٌ وعودةٌ إلى الجذور، ونقلٌ للأصالة السعودية إلى الأجيال الجديدة بدليل أن أولادنا يُقبلون على هذه الأزياء في الأعياد، والاحتفالات الخاصة"، وقالت: "نستطيع حالياً تحديد هوية أي شخصٍ، أي إلى أي مكانٍ ومنطقةٍ ينتمي من خلال ملابسه التراثية، والملابس جزءٌ أساسٌ من شخصية الإنسان، ومصدرُ ارتباطٍ بجذوره".

نشر الكتاب حلم تحقق

وأكَّدت الدكتور ليلى، في ختام حديثها، أن إصدار الكتاب حلمٌ كبيرٌ وتحقَّق، مشددةً على أن "نشر الكتاب حدثٌ مهمٌّ جداً بالنسبة لي، فرسالة الماجستير نشرتها بعد عامين من مناقشتها، أما الدكتوراه فحوَّلتها إلى كتابٍ عقب 35 عاماً من تقديمها، والحمد لله على ظهوره للوجود، والفضل في ذلك يعود، بعد توفيق الله عز وجل، إلى دارة الملك عبدالعزيز، والدكتور فهد السماري، الذي تبنَّى الكتاب حتى صدوره، وسعيدةٌ جداً بجودة الطباعة، والاحترافية في النشر، وبإذن الله سأستمرُّ في هذه السلسلة حتى أغطي كافة المناطق السعودية، وأسهم في تشكيل موسوعةٍ للأزياء التقليدية في البلاد، وهذا عملٌ صعبٌ، لكنه سيشكِّل إنجازاً كبيراً في الوقت ذاته".