كيف أتغلب على خجلي في العلاقة الحميمة؟

في كل عدد.. نقدم معلومات-على شكل رسائل- لحديثي الزواج، أو المقبلين عليه، أو الذين أمضوا سنوات طوالاً، ويرغبون في تحسين جودة العلاقة الزوجية الحميمة، آملين أن نقدم معلومات مفيدة، ونصائح غير خادشة للحياء العام، تناسب شخصية «سيدتي» التي تهم كل أفراد الأسرة، وليست المرأة فحسب.

كيف أتغلب على خجلي في العلاقة الحميمة؟


رسالة:

الاستجابة الجسدية في العلاقة الحميمة تعتمد على عاملين مهمين لدى المرأة:

الأول يتعلق بالنواحي الفسيولوجية للجسم، وهي لا تخضع للسيطرة أو للتحكم الإرادي من قبل المرأة.

العامل الثاني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعوامل التربية والثقافة الجنسية، وكثيراً ما نجد أن مصدر المشكلة في العلاقة الحميمة ليس ناتجاً عن خلل فسيولوجي، وإنما هو نتيجة بعض العوامل الاجتماعية وأساليب التربية الخاطئة للبنات.

 

الحالة:

القارئة أ.ج تبلغ من العمر 19 عاماً، تقول إنها متزوجة منذ سنة، من رجل يكبرها بحوالي 7 سنوات، منذ اللقاء الأول وهي تشعر بأنها غير قادرة على التواصل لفظياً معه أثناء العلاقة الحميمة، فهو يطلب منها أن تعبّر عن مشاعرها وتتحدث معه، ولكنها تشعر بالخجل والخوف في آن واحد، وتخاف أن يأخذ عنها فكرة خاطئة وغير محترمة، على الرغم من أنها أحياناً تشعر بالرغبة والتفاعل معه، حتى في نكاته الخاصة جداً، وهو دائماً ما يقول لها: «إن الكلام الحميم أثناء العلاقة يزيد الإثارة لديه».

وتضيف: أنا تربيت في أسرة محافظة، ولا عهد لي بمثل هذه الأمور، زوجي يقول عني: إنني «ثقيلة الدم»، والحقيقة أنني عكس ذلك مع صديقاتي... انصحيني ماذا أفعل؟

 

الإجابة:

عزيزتي أ.ج، رسالتك تحمل الكثير من الأمور المرتبطة بأساليب التربية في مجتمعنا الشرقي، والتي لا تتمثل فقط في ضعف أو انعدام الثقافة الزوجية بكل أبعادها، وإنما أيضاً في أسلوب التربية الخاطئ، والذي يؤكد  أنه ممنوع منعاً باتاً على البنت أن تتحدث أو حتى تتجاوب باللفظ أو الفعل مع الزوج في أثناء العلاقة الحميمة، هذه الأساليب التي تجعل المرأة فقط لمتعة الزوج، بغض النظر عن متعتها أو ما تريده هي، وهو ما يجعل الهوة أكثر اتساعاً بين الزوجين.

لنبدأ أولاً بتعزيز الثقة في داخلك، ولتعلمي أن من أساسيات حقوقك الزوجية هو الحق في التعبير عن مشاعرك، سواء في أثناء العلاقة الحميمة أو خارجها، فمن المعروف علمياً أنه كلما كان هناك حوار وتناغم لفظي ونفسي بين الزوجين، نجحت العلاقة الحميمة في تحقيق الإشباع والرضا للزوجين، كما أن بعض الرجال، وأيضاً النساء، تعمل حاسة السمع عندهما على تحفيز الرغبة والشعور بالتجاذب بينهما والتناغم الإيجابي.

ثانياً: أعتقد أننا في حاجة ماسة إلى الحوار مع الزوج، لماذا لا تحاولين أن تشرحي له بهدوء أنك تحتاجين إلى التغلب على الخجل في علاقتكما؛ حتى تستطيعي أن تتجاوبي معه في الأوقات الحميمة؟ لا تحاولي أن تضعي افتراضات قد تكون غير واردة على بال زوجك، خاصة أن العصر الذي نعيشه -من توافر المعلومة الصحيحة عن طريق الإنترنت، والمجلات العلمية المختصة والمتوافرة حتى باللغة العربية- يجعل الحصول على المعلومة المطلوبة متاحاً لمن يريد.

ثالثاً: إليك بعض الخطوات العملية التي تساعدك في التغلب على الخجل ويعطيك القدرة على التواصل الحميم مع الزوج:

اعلمي أن رابطة الزواج بينكما يجب ألا تتأثر بما قد يكون من وجهة نظر المجتمع هو النمط الذي يجب أن تربى عليه البنت، فكونك من عائلة محافظة لا يعني مطلقاً أن تكوني «محافظة» مع الزوج، فهو الحلال الذي تؤجرين عليه حينما تحرصان معاً على الاستمتاع بما أحلّه الله لكما.

ابدئي في تدريب نفسك على التحدث معه عن المشاعر، والعاطفة التي تشعرينها تجاهه، ثم تدرّجي في وصف ما تشعرين به من متعة في أثناء اللقاء الحميم، وحاولي أن تجعلي حاسة اللمس مصاحبة للحوار معه.

يمكنك أيضًا في بداية التمرين أن تتحدثي عن «الكلام الحميم»، وكأنه على هيئة حوار مع نفسك؛ (أي أن تتحدثي مع نفسك بصوت مسموع عما تشعرينه).

في اللحظات التي تملكين قدراً من الجرأة، وكما قلت تكونين على وشك التفاعل معه: لا تحاولي مقاومة هذه الرغبة، ودعي نفسك على سجيتها، وتذكري أنك بذلك تسعدين زوجك وأيضاً نفسك، وتكسبين الأجر من الله.

أتوجه هنا برسالة إلى الزوج وأقول: حاول أن تشجّع زوجتك على التعبير عن مشاعرها تجاهك وتجاه الحياة الزوجية بصورة أشمل، وليس فقط التعبير عن مشاعرها في أثناء اللقاء الحميم.

رسالتي الأخيرة إلى الأبوين: نحتاج إلى إعادة التوازن في أساليب التربية للبنت، وتنشئتها على أنها شريك للزوج وليس فقط لمتعته وراحته، فهي العمود الأساسي في نجاح الحياة الزوجية، وبالتالي العمل على تقليل الخلافات الزوجية، وتخفيض نسبة الطلاق.

 

نصيحة:

الزواج ليس مسؤولية فردية أو متعة شخص دون الآخر، وإنما هو حصيلة ما تربينا عليه، وما عشناه في طفولتنا وشاهدناه بين أبوينا، وما يفرضه علينا المجتمع من «افعل ولا تفعل»، فإذا أردنا زواجاً ناجحاً فلنبدأ بتغيير مفاهيم المجتمع الذكوري عند تربية أولادنا.