تايلر إليس : تعجبني ثقافة المرأة الشرق أوسطية تجاه الجمال والموضة

تايلر إليس
تايلر إليس

بدأت تايلر إليس، ابنة مصمم الأزياء الشهير بيري إليس والكاتبة والمديرة التنفيذية لتلفزيون هوليوود باربرا غالاغر، خط حقائب اليد والإكسسوارات الذي يحمل اسمها في عام 2011، وسرعان ما أصبحت المصممة الأكثر شهرةً على السجاد الأحمر في هوليوود. هدف تايلر ليس أن تكون الاتجاه التالي، بل هو ترسيخ جذورها في عالم الرفاهية، والنمو بشكل عضوي والاستمرار في الحصول على دعم العملاء واحترام الصناعة. إنها تفتخر بعملها بشكل غير عادي وتتأكد من أن كل قطعة تلبي أعلى المعايير الممكنة.
لقد كانت الحقائب المميزة أمرًا شائعًا منذ عقود من الزمن. ومع ذلك، بين الحين والآخر، الأقل هو الأكثر حقًا، ولا أحد يوافق على ذلك أكثر من تايلر إليس. المديرة الإبداعية والرئيسة التنفيذية لعلامتها التجارية التي تحمل اسمها، نجحت إليس ببطء ولكن بثبات في إنشاء مكانة لنفسها في سوق الإكسسوارات الفاخرة، مع بعض النساء الأكثر تأثيرًا في العالم - من أوبرا وينفري وجنيفر لوبيز إلى جيل بايدن وكيري واشنطن، وباريس هيلتون وهايدي كلوم وغيرهم كثر ممن يفضلون حقائب اليد البسيطة ولكن الفاخرة. كان لنا في سيدتي هذا الحوار الشيق معها.

تايلر إليس 

 

تايلر إليس


أخبرينا أكثر عن دخولك في عالم تصميم الحقائب؟

حصلت على شهادة في الاتصالات من جامعة بوسطن، ولكن سرعان ما اكتشفت شغفي الكامن بعالم الموضة والذي ورثته عن والدي، بيري إليس، متأثرة بمسيرته الحافلة بصفته أحد أبرز مصممي الأزياء الأمريكيين. انتقلت بعدها إلى نيويورك، حيث عملت لدى متجر مايكل كورس كوليكشن في شارع ماديسون أفينيو، وتعلمت هناك أساسيات القطاع قبل أن أتلقّى التدريب تحت إشراف كورس شخصياً بالتعاون مع شريكه والمدير الإبداعي للعلامة، لانس لوبير، إذ قمنا بتنسيق عرض الأزياء الخاص بالدار في أسبوع الموضة في نيويورك. وأدركت خلال تلك التجربة ضرورة الاهتمام بأدق التفاصيل باعتبارها معيار نجاح أو فشل أي إطلالة. وما زلت أتذكر الأجواء العائلية التي توفرها العلامة لموظفيها. وشعرت حينها بدافع قوي للمضي نحو تحقيق حلمي وإطلاق علامة الإكسسوارات الخاصة بي، وها نحن هنا الآن.
أسست شركتي في عام 2011 باسم تايلر أليكساندرا، حيث أردت أن أثبت كفاءتي بعيداً عن اسم والدي كي أكون جديرة بحمل لقبه. وكان من الصعب في البداية العثور على مصنع إيطالي عريق يقدم أجود المنتجات، نظراً لعددها المحدود فضلاً عن أن معظمها مملوك من قبل كبرى دور الأزياء الأوروبية الفاخرة. لذلك استغرق الأمر أكثر من ثلاث سنوات لأجد مصنع بهذه المواصفات، وأعتقد أن تلك اللحظة شكّلت نقطة تحوّل في مسيرتي المهنية، إذ نجحت في التعاون مع فريق إيطالي رائع يضم أباً وابنه، وكانا يتمتّعان برؤيتي ذاتها تجاه عالم الموضة، خاصةً في ما يتعلّق بالاهتمام بالتفاصيل والسعي نحو المثالية في جميع جوانب التصميم. فأنا أحرص على إضافة بصمتي الفريدة على جميع التفاصيل من حولي، حتى ولو كانت مشبك طوق حيواني الأليف، وتصنيعها بشكل يدوي خصيصاً لأجلي. لقد منحني العمل مع هذا الفريق المبدع منظوراً جديداً أبني عليه مسيرتي، حيث تمكّنت من وضع لمستي الخاصة على عالم الإكسسوارات. وهكذا نجحت عام 2017 في إطلاق مجموعتي الأولى من علامة تايلر إليس، لأدوّن الفصل الأول من حكايتي الإبداعية وأكمل تراث عائلتي، ولكن وفق بصمتي الخاصة.


ما الذي يميز أسلوبك؟

كان لنشأتي في مدينة نيويورك، بكل ما تتميز به من أجواء وبيئة عفوية، بالغ الأثر في تكوين شخصيتي. لذلك أرتدي في معظم الأحيان سراويل الجينز والقمصان ذات الأزرار وكنزات التيشيرت بألوان محايدة. كما استمتع باختيار الإكسسوارات المميزة، وغالباً ما أحمل حقيبة بألوان زاهية أو بطبعات فريدة. وأفضل دائماً تنسيق إطلالة مريحة، مما يجعلني من محبي الأحذية المسطحة وكنزات الكشمير الواسعة.

حقيبة صغيرة من الساتان

 


كيف تصفين مشهد الموضة في العالم العربي؟

تعجبني ثقافة المرأة الشرق أوسطية تجاه الجمال والموضة، خاصةً وأنها تشبه نظرتي الخاصة للأناقة، والتي تجمع البساطة والراحة تماماً كمدينة نيويورك التي نشأت بها. وتلفتني الأزياء المتألقة التي أراها عندما أزور دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتميز السيدات بحس عالٍ من الأناقة في تنسيق إطلالاتهن اليومية، كما يأسرني رونقهن الغامض وشخصيتهن الأنثوية الواثقة التي تزداد جمالاً بالمكياج الدقيق والاختيار الموفق للأزياء والإكسسوارات مما يجعلهن مصدر كبيراً للإلهام. وهذا ما يشجّعني على ارتداء حذاء بكعبٍ عالٍ وفستان أنيق أثناء تواجدي في المنطقة.


ما هو سبب شهرة حقائبك؟

تتميز الحقائب التي أقدمها بلمسة كلاسيكية تليق بجميع المواسم، وأسعى إلى منح السيدة العصرية خيارات لا يخبو ألقها مع الزمن على شكل قطع أنيقة تتوارثها الأجيال.
أمّا سبب شهرتي فيعود إلى عالم هوليوود، خاصةً تصميمي حقيبة لي بوشيت الأيقونية، والتي تُعدّ الأكثر حضوراً على السجادة الحمراء بفضل مظهرها البسيط الذي يشبه الظرف وسهولة حملها. كما أنها تتسع لجميع الحاجيات الأساسية الخاصة بالسيدات، مثل الهاتف المحمول وأحمر الشفاه والنظارات وحاملات البطاقات. كما يمكن ارتداؤها حول الجسم باستخدام السلسلة الأنيقة القابلة للفك، وتحتوي أيضاً على جيب خلفي مخفي لوضع التذاكر أو الإيصالات. وجاء تصميم هذه التحفة بطريقة تضمن ترتيب الأغراض فيها بدون أن تبرز إلى الخارج أو تؤثّر على القوام الناعم للحقيبة. أمّا الحواف المحاكة يدوياً والقطعة المعدنية التي تحمي زاوية الغطاء الأمامي فتضفي مزيداً من الرونق الجمالي على القطعة بعيداً عن التكلّف.
وتكمن عبقرية التصميم في قدرته على أن يكون قطعة أساسية في الإطلالة أو إضافة مميزة حسب المواد المستعملة، إذ تعطي الحقيبة المصنوعة من الساتان أو المخمل المموه لمسة نهائية راقية عند تنسيقها مع الفساتين الفاخرة، بينما تضمن التصاميم المزينة بكريستال سواروفسكي والتفاصيل اللامعة التألق بمظهر جذاب يرتقي بالإطلالة البسيطة للفساتين التقليدية.
هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع مصممين الحقائب ..تابعي اللقاء مع المصممان فؤاد النقاش وحسن ماليه

 

كلتش مخملية

 


ما هي المواد المفضلة لديك للعمل بها؟

أحب استخدام كريستال سواروفسكي نظراً لأن ألوانها اللامعة تفيض بالبهجة وتدفعني دائماً إلى الابتسامة. وبالرغم من أن معظم السيدات يفضلن اختيار الكريستال لإطلالتهم المسائية، إلّا أنني أفضّل ارتداء حقيبة مرصّعة ببلورات سواروفسكي أثناء النهار مع سروال جينز وكنزة تي شيرت لإضفاء لمسة فريدة ولامعة. وبعيداً عن جاذبيتها الملفتة، تتميز أحجار الكريستال التي نستعملها بالمتانة والجودة، حيث نقوم بتثبيتها على الحقائب حرارياً، مما يدعم اللمسة الجمالية للقطعة ويعزّز خواصها العملية.

كيف تصفين اسلوبك في التصميم، هل هو كلاسيكي أو عصري؟

كما أبحث دائماً عن الإبداعات التي تجمع الأناقة البسيطة واللمسة العصرية والتفاصيل المدروسة والفخامة العملية.
أحرص دائماً على اتباع مبدأ الإتقان في العمل، لذلك لا أسعى إلى تحقيق نجاحات سريعة وتحديد التوجهات التالية للموضة، وإنما أهدف إلى إرساء حضوري في عالم الفخامة وأن أتطور خطوة بخطوة لكسب الثقة والاحترام في القطاع من خلال تعزيز مسيرتي وتكوين إرثي الخاص باسم إليس. لذلك أردت لجوهر علامتي التجارية أن ينطلق من مفهومي حول أهمية المهارة الحرفية والتصميم الفريد، ويجسّد نظرتي للجاذبية الكلاسيكية والخواص العملية والاهتمام بأدق التفاصيل. وأفخر بما أقوم به، لا سيما التزامي بتقديم كل منتج وفق أقصى معايير الجودة والحرفية، لأن السمعة هي أساس النجاح في عالم الفخامة.

 

كلاتش صغيرة سوداء مرصعة بالكرستال

 

لارس نيلسون مرشدي في بداية مسيرتي المهنية

 

من أين تستمدين وحيك؟

كان لارس نيلسون، المدير الإبداعي السابق لعلامة نينا ريتشي، قدوتي ومرشدي في بداية مسيرتي المهنية، حيث علمني رؤية الجمال من حولي وكثيراً ما كان يلفت انتباهي خلال تجوالنا في شوارع باريس إلى أناقة التفاصيل التي تصادفنا، مثل جدران الطوب القديمة ومقابض الأبواب وأغطية أباريق الشاي والتنسيق المذهل لأوراق النباتات، كما كان يحدّثني عن أفكاره المميزة لتصاميم جديدة. ولطالما شكّل السفر واستكشاف وجهات جديدة أكبر مصدر للإلهام بالنسبة إلي، وقد علّمني نيلسون أيضاً أن أنتبه إلى كل ما يحيط بي وأن أدرك مدى الفرص والإمكانات التي يحفل بها العالم.
فمثلاً، إذا أردنا الحديث عن شعار كوز الصنوبر الخاص بعلامتي التجارية، والذي يرمز إلى الصحوة والمثالية والتأمل، فقد استلهمت فكرته خلال رحلة قمت بها إلى الفاتيكان قبل سنوات من إطلاق تايلر إليس. وما أزال أتذكر تفاصيل تلك الرحلة في ساحة كوز الصنوبر، وكيف أسرني جمال تلك النافورة العتيقة المزينة بكوز صنوبر ضخم، والذي أصبح الرمز الأيقوني لشعار علامتي التجارية.

 

من هن النجمات والشهيرات اللواتي اخترن من حقائبك؟

أحظى بقاعدة مميزة من العملاء البارزين، بدءاً من جيل بايدن، السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى قائمة طويلة منهن جينيفر لوبيز وريهانا والأميرة بياتريس، أميرة يورك، إضافة إلى جوليا روبرتس وجيزيل وكايلي جينر وجيجي حديد. ويشكل اختيار هؤلاء السيدات لحقائبي بالتحديد دوناً عن باقي العلامات التجارية الفاخرة، مصدر فخر بالنسبة لي.

 

كلتش صغير للزفاف بالساتان الأبيض

 


هل تستلهمين من السفر؟

يلعب السفر دوراً محورياً في حياتي الشخصية والمهنية على حد سواء، فلطالما أحببت زيارة أماكن جديدة والتعرّف على ما يميز مختلف بقاع العالم من أنماط ثقافية ومعيشية وتجارب طعام فريدة. كما أن لقاء أشخاص جدد يحثك على تعلّم مقاربة وجهات النظر المختلفة، الأمر الذي يشكل مصدر إلهام أساسي ويساعدني على التطور بصفتي أم وزوجة ومصممة.
وتكمن أهمية السفر باعتباره طريقة للتقدم كونه يفتح لك أبواباً لم تتخيل وجودها، ويدفعك للتطور والنمو دون أن تشعر. لذلك أعتبره من أهم الهبات التعليمية التي تمنحنا إياها الحياة.

ما هو كتابك المفضل؟

أحب رواية الخيميائي.
ومن عالم الموضة أيضأً اخترنا لك اللقاء مع المصممة ساندرا جفال

حقيبة يد باللون الذهبيي

 


كيف تعكسين ذوق المرأة العربية من خلال تصاميمك؟

أحاول التعبير عن أسلوب المرأة العربية من خلال اعتماد عناصر الحيوية وتوظيف الأحجار الملونة والخطوط الفنية الجذابة والتصاميم الملكية. وأتخيّل كيفية تحقيق ذلك عن طريق الإكسسوارات المرصعة بالألماس والزمرد. وبدورها، تدفعني دولة الإمارات للتفكير بطريقة مبتكرة والوصول إلى أعلى مستويات الفخامة.
وقد طرحت مؤخراً إصداراً محدوداً من حقيبة يد ويني، التي صممناها بالكامل من جلد التمساح المعالج بالذهب عيار 24 قيراط، حيث حصلنا عليه من مجموعة هيرميس للدباغة Hcp، ومن ثم قمنا بتزيينها بتفاصيل ذهبية من عيار 24 قيراط. وتستمد هذه القطعة إلهامها من ثقافة المنطقة التي تولي اهتماماً خاصاً إلى مفهوم الأناقة والفخامة الفائقة. وأتواصل حالياً مع مصمم مجوهرات محلي للعمل على تحقيق حلمي في تصميم إكسسوارات فريدة من الأحجار الكريمة.

هل تعتمدين على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتك؟

تمنحني وسائل التواصل الاجتماعي فرصة الوصول إلى عدد غير محدود من العملاء، وأعتمد عليها لعرض قطعي افتراضياً، حيث يمكنني توجيه المستهلكين إلى زيارة موقعي الإلكتروني tylerellis.com الذي يشكل وجهة عالمية لاقتناء منتجاتي. ويمكن لزوار الموقع استكشاف جميع خدماتنا، بما في ذلك خدمة تصميم القطع المخصصة حسب الطلب من تايلر إليس، وهي تجربة فريدة تضمن لهم التواصل المباشر مع أحد أعضاء فريقنا المسؤول عن تخصيص حقائب اليد حسب الطلب. كما تتيح هذه الخدمة تخصيص كل تفاصيل التزيين في الحقيبة، بما فيها نوع الجلد أو المواد المستخدمة، والإكسسوارات، وأنماط التطريز والنقوش. ويعمل فريقنا مع شبكتنا الحصرية من مصانع دباغة الجلود الإيطالية والفرنسية الرائدة لاختيار الدرجة اللونية المحددة التي يفضلها كل عميل. ويتم قص الأحزمة والسلاسل وفقاً للقياسات الدقيقة المطلوبة قبل تسليم الحقيبة إلى العملاء خلال فترة تتراوح بين 4 و6 أسابيع.

 

حقيبة يد باللون الذهبيي

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أعمل على توسيع حضوري على الساحة العالمية. ونظراً لعودة مشهد السفر إلى الوضع الطبيعي، أخطط لقضاء المزيد من الوقت في دولة الإمارات وأوروبا وآسيا. ولدي رغبة في افتتاح متجر رئيسي لعلامتي التجارية في المنطقة، والتي قد تبدو مشروعاً هائلاً لكنني أسعى بالفعل إلى تحقيقه.
نقترح عليك متابعة اللقاء مع المصممة السعودية خلود الصايغ