لا ملل من الزوجة.. عند إحسان العشرة!

أحمد العرفج

 

حياة الأزواج أكثر تعقيداً مما يعتقد البعض، لأن فيها من الأشواك و«المطبَّات»؛ ما يُنغِّص اللحظات الجميلة، التي تتخللها أحياناً، كما أن بيت الزوجية يشهد تفاعلاً دائماً، كالمختبر الذي تجري فيه تجارب غير مأمونة العواقب، فتارةً يكمن السبب في اختلاف الكيمياء البشرية، وتارةً يكون اختلال الهرمونات؛ مسؤولاً عن أي حريق يخرج عن السيطرة..!
في البداية دعونا نقول: إن الاعتراف بفضل الآخرين؛ من شِيَم النبلاء، أما الاعتراف بفضل الزوجة؛ فهو من شِيَم أنبل النبلاء.. وكم يُكبِر الناس ويُقدِّرون ذلك الرجل؛ الذي يعترف بالفضل لزوجته، مثل الفيلسوف «روكفلر» الذي قال: (كل شيء حَسَن وجميل حولي، هو مِن صُنع زوجتي)..!
والملل من الزوجة إذا كانت صالحة نافعة؛ ليس من شِيَم النبلاء، وأصحاب الفضل، وطالما أن الزوجة تُحسِن العشرة وتُقدِّم الفضل، فيجب التمسك بها، لذلك يقول العبقري «عمرو بن العاص» -رضي الله عنه-: (إني لا أمل دابتي ما حملتني، ولا زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا ثوبي ما وسعني، ولا جليسي ما لم يصرف وجهه عني.. إن الملال من سيئ الأخلاق)..!
ويقول أكثر الرجال: إن المرأة ناقصة، وهذا نصف الحقيقة، أما الحقيقة الكاملة أن الرجل أيضاً ناقص ووحيد؛ إذا لم يتدثَّر بزوجة. وقد انتبه إلى هذا المعنى، الروائي الأديب «الطيب صالح»، حيث قال: (الرجل بمفرده كائن ناقص، لا يكتمل نفسياً أو عقلياً؛ إلا بوجود الزوجة)..!
وجميعنا يرى أن أغلب الأزواج؛ يحرصون أثناء فترة الخطوبة؛ على البحث عن مظاهر الجمال في الزوجة المستقبلية، وأهم خصائص هذا الجمال، الطول والشعر واللون. وما علموا أن الجمال قد يُخفي قُبحاً متوارياً عن الأنظار، لذلك يقول أحد الفلاسفة: (مسكين ذلك الزوج؛ الذي أُعجب بطول شعر زوجته قبل الزواج، فاكتشف لاحقاً أن لسانها أطول ما فيها)..!
أكثر من ذلك، لقد تاه الناس وحار الفلاسفة في وصف الزواج، أهو نعمة، أم نقمة؟ ، وإن كان القلم هنا يميل إلى أنه نعمة، إلا أن الفيلسوف «شوبنهاور» قال: (الزواج معناه الذنب والفاقة، لأن الزواج فخ، تنصبه الطبيعة للإنسان)..!
وإذا تحدَّثنا عن الأفكار، فسنكتشف أن بين أفكار الزوجة وأفكار الزوج؛ صراع حول السرعة والأسبقية، وقد حار الناس مَن يكون الأجدر بينهما، ولكن صاحبنا الفيلسوف «أندريه موروا» شرح الأمر بكل بساطة، قائلاً: (أفكار الزوج تسير بسرعة الطائرة، وأفكار الزوجة تسير بسرعة القدمين)..!
في النهاية أقول: إن العرب تعتبر الزوجة مطية، وتصفها أيضاً بأنها لباس للزوج، وهي الفراش له، وهذا لا غضاضة فيه ولا إزعاج، حتى أهل الغرب يستخدمون الزوجة كمطية، لذلك يقول الفيلسوف «كلود باستور»: (الزوجة هي الناقة؛ التي تساعد الزوج على اجتياز صحراء الحياة)..!!