روتين الحب يُشعرنا بالملل!

السؤال


مرحباً.. أنا مرتبطة منذ عدة سنوات، علاقتي بحبيبي جيدة، ولكن في الأشهر الأخيرة بدأ الملل يدخل إلى حياتنا، وبرغم محاولة كل منا لكسره، إلا أننا بدأنا نفتقد الإحساس بالإثارة، وحتى عندما نشعر بحيوية، سرعان ما يعود الشعور بالملل... باختصار، حياتنا انطفأت بالروتين اليومي، من مشاكل وعمل ومسؤوليات، وعندما حاولت أن أتكلم معه لحل الموضوع، اتهمني بأني أفشل في أن أُخرجه من المزاج السيء، وأني أصبحت صامتة، ولا أستطيع طرح موضوع شيق للحديث فيه. أشعر أني عاجزة، وأرجو المساعدة بحلول وأفكار عملية يمكن تنفيذها. شكراً مقدما

«ميادة»

رد الخبير

 


الحل:

لم أفهم توصيفك يا حبيبتي حول كلمة «حبيبي»! هل تقصدين «خطيبي»؟ لأني خمنت ذلك من إشارتك إلى ارتباطكما منذ سنوات!

المهم أن حل مشكلة أي علاقة بين شريكين في فترة الخطوبة، أو قبلها، أو حتى بعد الزواج، لا بد أن يبدأ بالتركيز على 3 عناصر أساسية:

  • أول هذه العناصر هو الانسجام الشخصي.
  • ثانيها الصداقة بينهما.
  • وثالثها علاقتهما بالمجتمع حولهما، وهذا يشمل العائلة والأقارب والأصدقاء، ثم المجتمع العام.

يخطئ كثيرون يا ابنتي حين يظنون أن الحب يصنع المعجزات، وأن الحب وحده كفيل بتوفير السعادة الأبدية للشريكين، ليتبيّن فيما بعد أن الحب كأي علاقة أخرى، تتطلب سعي الطرفين للحفاظ عليها، وهي ترتبط بهما وبمن حولهما أيضاً، لأن الحب لا ينمو في جزر معزولة!
أنتما بحاجة إلى مصارحة للحالة التي تعيشانها، فإذا كنتما خطيبين، فربما يكون الزواج فرصة للتجديد، حيث تبدآن مرحلة تحقيق الأمومة والأبوة في حياتكما، وهذه بحد ذاتها مسؤولية تتطلب الكثير من التفاهم والسعي والتضحية والمسؤوليات المتوالية.
أما إذا كنتما في فترة ما قبل الخطوبة، فإن إعلان الخطوبة، شرط أن تكون محددة بفترة زمنية قصيرة، سينقلكما أيضاً إلى عالم آخر من الالتزامات مع عائلتيكما، واتساع دائرة تلك العلاقات بما تتطلب من واجبات، بحيث تبتلع حالة لروتين وتقضي على الملل!
أخيراً أعود إلى العناصر الثلاثة، لأذكركِ بها، إذ يبدو لي أنكِ وهذا الحبيب أو الخطيب، تعيشان في زاوية مغلقة لا يتحقق فيها، إلا العنصر الأول وهو الانسجام الشخصي، وهذا العنصر عمره قصير إذا لم يغذَّ بعنصري الصداقة والعلاقات الاجتماعية.
سارعي إذن إلى الخروج من الظلمة إلى النور، واعلني هذا الحب اجتماعياً وشرعاً، واجعلي خطيبك الأخ والصديق، وليجعلك الأم الثانية والزوجة الأمينة، وغادرا أنانية المحبين إلى التزام وعطاء الأمهات والآباء، وانطلقا معاً نحو الحب الحقيقي بعناصره الثلاثة التي لا تستقيم من دونها نواة العائلة السعيدة، والمجتمعات السعيدة أيضاً.