الإنترنت نافذة على العالم

عبد الله باجبير
كما قلنا مرراً إن للتقدم التكنولوجي أضراره، وله فوائده. والإنترنت هو أهم مبتكرات تكنولوجيا الاتصال. وهو صيحة العالم الآن. حيث الصراع على أشده في عالم يعي أن سلاح اليوم وغداً ولسنوات قادمة هو المعلومات. ولكن مخترعي الإنترنت أنفسهم –خاصة في الولايات المتحدة– أصبحوا موضع اتهام من آباء وأمهات وجدوا أبناءهم ضحايا شبكة المعلومات، أو طريق المعلومات السريع، بعد أن استغل بعض ضعاف النفوس هذه الوسيلة الحضارية في الحياة لنشر المواقع الإباحية. ووفقاً لما نشرته مجلة «تايم الأميركية» أن المشاهد الإباحية أو التعري كانت تقتصر على مشاهد سريعة في فيلم سينمائي يشاهده الكبار فقط، وكان للعري والإباحية حدود. ولكن مع الثورة المعلوماتية وثورة الاتصالات وانتشار الإنترنت ألغيت هذه الحدود. وظهرت هذه المواقع، التي تقدم العري والجنس دون رقيب. حتى بات الإقبال عليها ومشاهدتها أشبه بإدمان الكوكايين من قبل الأزواج والشباب والمراهقين، ومن هذا المنطلق فقد حذر علماء الاجتماع متابعة هذا الأمر، وأفادوا أن المواقع الإباحية على الإنترنت تلعب دوراً في كثير من حالات الطلاق، وأنه قبل انتشار الإنترنت لم يكن للعري أو الإباحية أي علاقة بالطلاق وأسبابه. وبعد انتشار الإنترنت صار سبباً في هدم البيوت العامرة. وأكد خبراء العلاقات الزوجية أن ما يراه المراهقون يفسد حياتهم الزوجية فيما بعد، ويجعل مفهومهم للمرأة والزواج مختلاً وبعيداً عن الصواب. إن الحضارة لها جوانبها السلبية، والأصح أن نقول المدنية؛ فالمدنية جزء من الحضارة. ولكن سواء أكان هذا أم ذلك فإن ما قدمه العلم من تسهيلات في حياتنا... مثل الهاتف والإنترنت والتصوير بالجوال قد أفسد بقدر ما أفاد. ومن المهم تربوياً وعاطفياً واجتماعياً أن نراقب أثر كل هذا على حياتنا. وأن نعظم الإيجابيات ونحارب السلبيات.. لعلنا!! أشياء أخرى: «قمة الأدب أن يستحيي الإنسان من نفسه».