أرقٌ يومي!!

وهاج خالد
في زمان مضى... كان الأرق مرضاً يصيب بعض النَّاس لفترات، حيث يمنعهم من النَّوم، ثم يتلاشى، ولكن بعد أن قام تويتر «بفضحنا» كشف أمرنا بأننا جميعاً نعاني من هذا الأرق. ولعل فئة الشَّباب هم أكثر من يعانون منه، ولكن لنفكِّر في أسباب الأرق، أو ما الذي يجعل شبابنا يسهرون على تويتر وغيره، سأتجاهل أنَّ أغلبهم لم يستيقظ إلا مع مغيب الشَّمس، وسأركز على القلَّة الذين فعلاً يمنعهم الأرق من النَّوم، ولعل ما نواجهه الآن من مشاكل في حياتنا هو ما يمنعنا من الرَّاحة، ولا أريد إلا أن أحاول أن أفضفض عما بداخل كل من يعاني من الأرق، فمنهم من لا يستطيع النَّوم؛ لأنه يفكِّر في معجزة تمكِّنه من بناء بيت وتكوين أسرة ويحلم بذلك، وﻻ تنسوا أن تركِّزوا على «يحلم» مع أنَّ هذا من أبسط حقوق الإنسان. ولا أنسى أنَّ آخر مشغول بدراسته، ويحاول جاهداً أن ينجح بالرغم من أنَّ نظام التَّعليم قاسٍ جداً، ناهيك عن المعلِّمين والدكاترة المزاجيين، ولا أعلم هل رغبته الشديدة للتخرُّج من أجل أن يسجِّل في برنامج حافز، أو أن يصبح الدكتور سائق تاكسي، «ليس تعيباً بالسَّائقين، ولكنَّه واقع مؤلم». ولن أنسى بالطَّبع تلك المطلَّقة التي تعاني من أجل أن تحصل على لقمة عيش أبنائها الذين تركهم أبوهم بلا أوراقٍ ثبوتيَّة في بعض الأحيان، على الرغم من أنَّ الدين يحفظ حقها، وحق أولادها حفظاً تاماً. فتشت ووجدت الكثير من المشاكل التي تسبب لنا الأرق، ولعل أكثر ما فاجأني وأنا أنتهي من مقالي هذا هو أنني أكتبه في آخر الليل، وأنا أعاني من الأرق، فتراجعت؛ لأنَّ حالي مثل حالكم، وكلُّنا مرضى نبحث عن العلاج