هدايا من القلب بدون مناسبة

عبد الله باجبير

يقدم الزوج لزوجته هدية في مناسبة عيد الزواج أو عيد الميلاد، وتتقبلها الزوجة بالطبع بالفرح والتقدير، لكن الهدية الأجمل والأروع التي يهتز لها قلب الزوجة عندما تأتيها من زوجها بدون مناسبة، وتكون الهدية المفاجأة التي تضفي على علاقتهما لمسة من الرومانسية.

تقول الكاتبة الفرنسية «بيلا دو»: إن تقديم الهدية بدون مناسبة، ومن وقت لآخر من الزوج إلى زوجته، ومن الزوجة إلى زوجها، تعبر عن صدق المشاعر التي تسكن قلبيهما؛ ولذلك يطلق عليها اسم «هدية القلب»؛ لأنها الهدية التي تفاجئ القلب، وتداعبه وتفرحه وتسعده، هدية القلب في رأي الكاتبة «بيلا دو» لها مفعول السحر؛ لأنها تعلن عن المشاعر الصادقة وحسن النية وصفاء السريرة؛ ولأنها تمنح المُهدى إليه مؤشراً بالاطمئنان والثقة، وهدية القلب غالباً ما تأخذ الزوجين فوق بساط سحري، يرفعهما فوق واقع الحياة بكل ضغوطها ومشاكلها، وتزودهما بقوة مضاعفة لمواجهة التحديات والظروف الصعبة.

هل افتقاد الرومانسية في حياتنا يجعلنا في احتياج ملح إلى لمسة رقيقة، تربت على ظهورنا المتعبة، ونحن نسير على درب الحياة العصرية السريعة الإيقاع..؟ تجيب الكاتبة الفرنسية بقولها: نعم.. نحن في أشد الحاجة إلى الرومانسية المتجسدة في هدية القلب المحملة ببطاقة، وجميلة تنطلق بما يمتلئ به القلب من حب.

تجتاز هدية القلب حدود المناسبات، متلفعة بعنصر المفاجأة السعيدة، وتثير في قلب متلقيها الإحساس بأنه محبوب وفي موضع القلب من حبيبه، هدية القلب هذه التي تعبر عن مشاعر حب متدفقة، تختلف تماماً عن هدية المناسبة، التي أحياناً قد تجلب جواً من الكدر (النكد)، خصوصاً إذا كانت قيمتها أقل من المتوقع، أو إذا لم يلقَ ذوقها استحسان شريك الحياة.

إن أجمل ما في هدية القلب على حد قول الكاتبة الفرنسية أنها غير متوقعة، والكلمات التي تصحبها تأتي من القلب؛ لتستقر في قلب الشريك. فهدية القلب للزوجة، تمثل قوة حب زوجها لها، وللزوج صدق مشاعر حبيبة قلبه.

إن مجرد التفكير في تقديم هدية لشريك الحياة بدون الارتباط بمناسبة محددة، يدخل قدراً كبيراً من السعادة لقلب من نُحب في حياتنا العصرية المليئة بالمفاجآت غير السارة  

أشياء أخرى:

احكم نفسك أولاً؛ ليسهل عليك حكم امرأتك!!