اعتدنا أن نقول إنَّ المرأة ثرثارة بطبيعتها. وهي ليست تهمة، لكنَّها ميزة. فعلماء النفس يقولون عن المرأة الثرثارة إنَّها امرأة طبيعيَّة؛ فهي لا تفرض على نفسها جدار الصمت الذي يفضل بعضنا أن يبنيه حول نفسه. وعندما نتأمل ذواتنا التي فرضنا عليها حالة الصمت، قد نوجه سؤالاً لأنفسنا: أنكون نحن كذوات متفردة هي سبب المشكلة وليس العالم الخارجي؟ أيكون محتماً علينا أن نكسر جدار الصمت ونخرج إلى الحياة والناس؟
في كتابه الأخير، الذي يناقش فيه الكاتب «ديفيد هوكنز» القضايا التي تهدد العلاقات الاجتماعيَّة، يقول إنَّ العلاقات بين البشر لم تخلق لتكون متوسطة الجودة وإنَّما خلقت لتكون مثاليَّة، ولتجعل الحياة أفضل، وإنَّه بإمكان أي إنسان تحسين علاقاته العاطفيَّة والاجتماعيَّة وتطويرها إلى الحد الأقصى، وهو الميل الطبيعي لكل إنسان إلى إقامة علاقات صحيَّة مترابطة وجادة. وفي اعتقاد الكاتب «هوكنز» أنَّ هناك اختلافاً بيناً في احتياجات الرجل عن احتياجات المرأة، وأنَّ أحد الطرفين يتفوق على الآخر، إذا أدرك احتياجات هذا الآخر وحاول تلبيتها وتحقيقها.
ويضيف الكاتب بقوله إنَّ الرجل إذا كان في احتياج إلى الثقة، فإنَّ المرأة تكون في احتياج إلى الاهتمام. أيضاً كما يحتاج الرجل إلى القبول تحتاج المرأة إلى التفهم، وكما يحتاج الرجل كذلك إلى التقدير فإنَّ المرأة في احتياج إلى الاحترام. ومن المهم أن تعرف المرأة أنَّ الرجل في حاجة إلى الإعجاب وإبداء الاستحسان والتشجيع، ومن المهم أن يعرف الرجل أنَّ المرأة تحتاج إلى الإخلاص والشعور بالطمأنينة.
ويحذر المؤلف في كتابه من أن تسمع المرأة لأصوات نفسها الداخليَّة التي قد تهمس لها أحياناً بالقول: «ما حدث هو خطؤك، ويجب أن تشعري بالخجل». وفي أحيان أخرى بالقول: «اصمتي وتقبلي الوضع». وينصح المؤلف المرأة بأن تحرر نفسها من تلك الأصوات الهامسة بداخلها إلى أن تظهر لها اختيارات جديدة.
وفي نهاية الكتاب يحدِّد المؤلف أربع نصائح للمرأة، يرى أنَّها قد تساعد على تقليل المشكلات التي تعاني منها إلى الحد الأدنى. أن تختار وصفاً متفائلاً لليوم الجديد. وأن تكون جادة في عملها من دون إدعاء، وألا تدع اللحظات المزعجة تمنعها من تذوق المحطات الجميلة في حياتها، ثم أن تبحث عن شخص يحتاج إلى يد العون وإلى كلمة مشاركة طيبة وإلى من به حاجة، وتبذل ما في وسعها من جهد في رسم ابتسامة على كل هؤلاء.
• أشياء أخرى:
«الشائعة طائر أسرع من الصوت».