الفتور.. 
السرطان الذي يهاجم الزواج!

عبد الله باجبير

 

«نفتقد التفاهم والانسجام».. التعبير الأكثر شيوعاً بين الكثير من الأزواج حديثي الزواج، وربما أصبحت هذه الجملة سبباً مباشراً لكثير من حالات الطلاق الذي يراه أهل الطرفين أنَّه وقع بغير سبب. ولكن ماذا يحدث بعد شهور من الزواج، وكيف تسلل الفتور والملل من الأبواب والنوافذ إلى الحياة الزوجيَّة. ولم يبق من فترة الخطوبة الورديَّة وشهر العسل إلا ذكريات باهتة.

ترى هل يستطيع الأزواج الإبقاء على مشاعر الحبِّ بينهما وإنجاح العلاقة الزوجيَّة؟ الذي يحدث أنَّ الزوجين عادة ينظران لبعضهما بعد فترة من الزواج أنَّ كلاً منهما شخص عادي له عيوبه وأخطاؤه، وتتلاشى نظرة الحبِّ والعشق التي كانت تسيطر عليهما في بداية علاقتهما، ما قد يصيبهما بالإحباط والملل والفتور، وتكاد تنعدم لغة الحوار بينهما.. تسيطر هذه المشاعر والأحاسيس عليهما، وتتحول بمرور الوقت لوحش يفترسهما ويقضي على حياتهما الزوجيَّة؛ لينسى الطرفان أنَّ الزواج رباط مقدس يجمع الزوجين في بيت قوامه السكن والمودة والرحمة، وإن توافرت هذه الأسس صار بيتاً مثالياً، يخيم عليه الحبُّ والحنان والتفاهم، ومن ثم أبناء أصحاء نفسياً.

على الزوجة أن تتجنب إظهار حسرتها على ما كان بينها وبين زوجها أيام الخطوبة من حبٍّ ولقاءات وهدايا وليالي شهر العسل الدافئة؛ لأنَّ هذا لن يأتي إلا بنتيجة عكسيَّة مع الزوج، ولن يحرك فيه أي مشاعر دفينة نحوها، كما يجب أن تنسى حياتها في بيت أهلها قبل الزواج، وتحاول التكيف مع حياتها الجديدة، وما يستجد عليها من ظروف ماديَّة واجتماعية من دون شكوى، وتنظر لزوجها كإنسان يخطئ ويصيب، وتدع عنها الرومانسيَّة الشديدة التي تضع زوجها في مصاف الملائكة في خيالها فقط وفي المسلسلات التركيَّة الحالمة، وتدرك أنَّ الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فالحياة من دون مشكلات لا توجد سوى في عالم الأحلام.

وعلى الزوج أن يدرك أنَّه قيِّم على زوجته، واستحلفه الله أن يكون حارساً عليها فيأخذ بيدها ويعلمها بلين وحب ومودة، وأن يكون منفتحاً عاطفياً، ويعلم أنَّ لزوجته آراء قد تكون مخالفة له وحقها أن يناقشها حقوقها ومتطلباتها بحريَّة، وإلا فإنَّ وحش الفتور سيلتهم حياتهما الزوجيَّة.

 

• أشياء أخرى:

«الحقيقة في العيون، والكذب

وراء العيون».