حنان فتح الله: الموضة لم تكن لنا نحن النساء الممتلئات

حنان فتح الله
حنان فتح الله
3 صور

قد يشكل التسوق تحديّاً جِدّيّاً للنساء ذوات الأحجام الكبيرة، الراغبات في مواكبة الموضة، ولهذا بدأت حنان فتح الله مدوّنتها في المملكة العربيّة السعوديّة، ومن ثمّ انتقلت إلى الإمارات العربيّة المتحدة؛ جمعت حنان المدوّنات المهتمّات بالمقاسات الكبيرة، لترى النساء العربيّات كيف يتمّ ذلك، وأخذت استراحة من تخطّي الحدود، لتخبرنا عن الأحجام الكبيرة في المنطقة.
*متى أدركت أنّ الموضة هي حرفتك؟
- حنان فتح الله: لقد كنتُ مهتمّة دائماً بالموضة، ولكنّ الموضة لم تكن لنا نحن النساء الكبيرات الحجم، ولحسن الحظّ تغيّرت الأمور خلال السنوات السبع السابقة، وشهدتُ هذا التغيير من خلال متابعة النساء اللواتي أحدثنَ ثورةً في عالم صناعة الأزياء، سواء كنّ مدوّنات، أو عارضات أو رائدات أعمال. لقد استثمرت هذه الحركة الإيجابيّة التي لم تكن متاحة سابقاً، ومنحني الشعور بالانتماء، الفرصة لاحتضان الأزياء مرة أخرى، وهذا ما كنت أتمنّاه دائماً.
*ما هي أهميّة الكتابة عن الأحجام الكبيرة في المنطقة؟
- من الضروري منح النساء ذوات المقاسات الكبيرة في الشرق الأوسط والخليج العربي، فرصة للتعبير عن أنفسهن، بالإضافة لمنحهنّ منصّات، وإلهاماً ومجتمعاتٍ وسوقاً، ولكنّ المشكلة الوحيدة، أنّ المجتمع المحليّ يتضمّن نوعين من الإيديولوجيا. وغالباً ما نسمع التعليق التالي: "وجهكِ جميل جداً، لِمَ لا تخسرين بعض الكيلوغرامات؟" ولا ننسى المفاهيم الخاطئة الموجودة عن الناس، عن النساء ذوات المقاسات الكبيرة، مثلاً النساء ذوات المقاسات الكبيرة لسنَ كسولات؛ فهنّ يعملنَ ويرغبنَ في الحفاظ على صحة جيدة، ولكنّ أشكال أجسامهنّ تختلف، وبالطبع النساء النحيلات لا يتمتّعن دائماً بصحة جيدة. لا شك أنّ النمطيّة تلغي إمكان النقاش، والفضول والقبول، بالإضافة لرفض المجتمع لتقبّل التنوع والاختلاف.
*كيف تبدو الأزياء ذات المقاسات الكبيرة في الخليج؟
يُعتبر سوق المقاسات الكبيرة محدوداً في الخليج، ونعتمد فقط على مجموعة صغيرة من الماركات العالميّة المختصة بالمقاسات الكبيرة لتلبية احتياجاتنا، تكمن المشكلة بالنسبة لي بالصمت، فنحن بحاجة لمجتمع أكبر من المدوّنات، ومصمّمي الأزياء، ورواد الأعمال، والمتحدثين، والمؤثّرين، للتحدّث عن المقاسات الكبيرة. منذ اللحظة الأولى التي بدأتُ فيها بالتدوين، كان لديّ هدف واحد وهو إنشاء مجتمع، تستطيع فيه النساء أمثالي العثور على الإلهام، ونصائح الموضة، ومواقع تسوّق، يستطعنَ من خلالها التحدث عن احتياجاتهن.
*هل تعتقدين أنّ ثقافة الشرق الأوسط تؤثّر على التعامل مع النساء ذوات المقاسات الكبيرة؟
- يوجد لدينا ثقافة غنيّة، وأشعر بالحزن بسبب قلّة الاهتمام بأزياء النساء ذوات الأحجام الكبيرة، النساء مهتمّات بإطلالتهنّ ووزنهنّ ومظهرهنّ الخارجي، والأغلبية مهووسة بالقوام المثاليّ الذي لا يوجد في الواقع، لأنّ المثاليّة مثلها مثل الجمال، أمر شخصي؛ مثلاً ماذا تعني عبارة "هذه المرأة مثاليّة"؟ هل هناك وثيقة مقدّسة تصف الجسم المثاليّ بالسنتيمترات، أو جسماً ذا هيئة معيّنة؟ السمنة ليست كلمة سيّئة، ولكنّ المجتمع يعتقد ذلك، فهو يرفض علامات التمدّد والأوراك والدهون. ينظر لكِ الكثيرون من أعلى رأسكِ حى أخمص قدميكِ، ويتساءلون كيف تنهضين من النوم وترتدين ملابسكِ وتخرجين من منزلكِ. عندما كنتُ في العشرينيات من عمري، تسبّبت لي مثلُ هذه التعليقات بالكثير من الحزن والأسى، وكثيراً ما كنت أعود إلى المنزل وأنا أبكي، ولكنني واثقة من نفسي الآن، إنّ الثقة بالنفس تخيف الكثيرين، خصوصا عندما تكون المرأة من ذوات المقاسات الكبيرة.
*هل تستطعين وصف مدونتكِ بثلاث كلمات؟
- نونزيليشوش (Nounzilicius)، ملاذ، ومنصّة أزياء، وجسم إيجابي
*أسّستِ مؤخرا مجتمعَ مدوّني النساء ذوات المقاسات الكبيرة، كيف جمعتِ هذا الفريق ولماذا قررتِ عمل ذلك؟
- مدوّنو أزياء الأحجام الكبيرة في الشرق الأوسط، عبارة عن مجتمع أزياء على الإنترنت، ويحتوي على عشرة مدونين من أصول عربيّة وشرق أوسطية. الكلمة المفتاحيّة التي تخطر للقارئ عند مشاهدة مدوّنتنا، هي التنوع، لأنّنا نقدّم وجوهاً مختلفة للنساء العربيّات والشرق أوسطيّات. كان محور اهتمامنا النساء العربيّات والشرق أوسطيّات ذوات المقاسات الكبيرة، اللواتي لم يمثلهنّ عالم الأزياء في المنطقة. في الغرب يوجد الكثير من المجتمعات والمبادرات عبر الإنترنت، التي ترفع من مستوى الثقة عند النساء، وهذا ما نحتاجه حتى نعكس صورة صحيّة وواثقة للمرأة العربيّة الممتلئة.
تابعوا نصيحة حنان فتح الله  للمدوّنات المختصات بأزياء النساء الممتلئات على about her على الرابط   HANANE FATHALLAH TELLS US ABOUT THE PLUS SIZE FASHION SCENE IN GCC