سيِّدتي الأم .... لا تعاملي طفلك كيتيم

تجاهل احتياجاتهم النفسية والمعنوية، والاهتمام بالمتطلبات العلمية فقط.
الصراعات الأسرية بين الوالدين تولد البغض والخوف لدى الأبناء
يشعر العقاب والإهانة الزائدة عن حدود المعقول الأبناء بأنهم عالة على العائلة
4 صور

النفس اليتيمة ليست بالضرورة أن تكون افتقدت لحنان الأم وأمان الأب بوفاة أحدهما، ولكن هي من افتقدت تلك المعاني وأكثر بوجود كليهما، وقد تتساءلي: كيف سأجعل طفلي لا يصل إلى هذه المرحلة؟ وكيف أخلصه منها؟ جميع ذلك وأكثر مما يدور في خلدك نوضحه في السطور التالية مع أخصائية علم النفس سوسن عطية:


أسباب شعور الطفل باليتم:
• بعد الوالدين عنه، وخاصة الأب، وعدم إيجاد الوقت الخاص بهما.
• الصراعات الأسرية بين الوالدين تولد البغض والخوف لدى الأبناء.
• عدم المبالاة بالتواصل مع الأبناء، ووضع الحواجز التربوية الصارمة.
• البخل العاطفي، وجمود العواطف بين الآباء والأبناء.
• تجاهل احتياجاتهم النفسية والمعنوية، والاهتمام بالمتطلبات العلمية فقط.
• فشل الآباء في فهم احتياجات الطفل واحتوائه.
• انعدام وجود القدوة من الأبناء تجاه الآباء.
• التحطيم بالنقد والسخرية.


كيفية التخلص من شعور اليتم لدى الأبناء:
تطبيق نظرية الضبط الاجتماعي:

تعنى بأهمية اندماج الأبناء في كيان الأسرة ومشاركة الآباء لهم وجعلهم محور اهتمامهم، مما يقوي النزعة الأسرية والعاطفية لديهم ويشعرهم بالقرب والاحتواء من الوالدين.
تقوية الجانب العاطفي:
ذلك بتجنب الآباء إهمال الأبناء وعدم الاهتمام بهم والانشغال بالنفس والقسوة عليهم، فهذه أمور تؤدي إلى الفقر العاطفي والحرمان، لذا على الآباء توفير شرائط المحبة من التقدير والاحتضان والمدح أثناء تعاملهم مع أبنائهم، إضافة إلى إبراز أهميتهم لديهم، وإظهار محبتهم لهم علناً في كل حين.


إنشاء الرابط المعنوي:
قومي بإنشاء رابط معنوي في تربية أبنائك تدعمه أواصر الثقة والعاطفة والاتزان بعيداً عن التسلط والإهانة والسخرية التي تهدم معنوياتهم وتشعرهم دائماً بالدونية، كذلك قومي بإبراز مواهب الأبناء والبعد عن ممارسة الضغط عليهم تحت مبرر التربية والعقاب، إذ يشعر العقاب والإهانة الزائدة عن حدود المعقول الأبناء بأنهم عالة على العائلة، فيميلون إلى الانطوائية والانعزال والبعد عن الوالدين.
إشاعة الطمأنينة في الأجواء الأسرية:
الخلافات والاضطرابات التي تنتج بسبب الخلافات الأسرية بين الوالدين وأجواء الضغوط والتوتر الشديد تنشئ عدم الاستقرار النفسي للأبناء، مما ينتج عنه عواقب شديدة سلبية عليهم، فالبيت والوالدان هما مصدر الأمان والطمأنينة للأبناء، ولك أن تتخيلي أن يشعر الطفل بأنه كاليتيم وبالخوف الدائم والتوتر وعدم الاستقرار، فينعزل عن أقرانه، ويتجنب الحديث عن أسرته أمام الآخرين، ليفقد شعور الأمان والحب الأسري الذي يراه لدى الآخرين ولا يتوفر داخل منزله.


تواجد الوالدين:
على الوالدين الاهتمام بقضاء وقت مخصص كل يوم مع الأبناء وتخصيص يوم كامل لهم في آخر الأسبوع ليكون عطلتهم الأسرية، فالأبناء يريدون أن يشعروا بوجود احتواء الأبوين واهتمامهم من خلال جلسات الراحة والتحدث وعرض المشكلات ومناقشتها والتواصل فيما يمر بهم خلال اليوم، وجميع تلك الحوارات والنقاشات تشعر الأبناء بأن هناك سنداً لهم يلجأون له ويستمع لهم ويقدم لهم المشورة والنصح، وهو مخزن أمين للأسرار، والأبناء بطبعهم في العمر الصغير يخافون من التعامل مع المجهول، والبعد عن الأبناء يجعل الآباء أشخاصاً مجهولين بالنسبة لهم.