إرضاع العزباء والعقيمة.. يثير جدلاً طبياً

هند وخالد
غند ابنة الهنوف
هند وابنها خالد
بسمة الابنة الكبرى لنوال الحربي
منار الإبنة الصغرى للهنوف
بسمة وساره
منار
غند
سارة شقيقة بسمة
10 صور

احتضان الأيتام كان نافذة الأمل التي منحت سعوديات حرمن من الأمومة الضوء الأخضر لممارسة هذا الدور الكبير بكافة تفاصيله وأحاسيسه، ومنها: الرضاعة الطبيعية باستخدام مدرات طبية وطبيعية، ولازال الحليب الناتج مثار جدل طبي رصدت "سيِّدتي" لكم جانباً منه عبر التحقيق التالي:

بداية لم تتخيل نوال الحربي "39 عاماً- مرشدة طلابية" الانقلاب الذي حصل في حياتها بعد احتضانها لطفلتين، وعن ذلك تقول: بعد سلسلة من الإجراءات وسنوات طويلة من الانتظار، حصلت على "بسمة" التي كانت تبلغ شهراً واحداً، والتي تدفقت معها أحاسيس الأمومة، وكان لبكائها وابتسامتها وما تثيره من فوضى لذة لا تقدر بثمن، إضافة إلى ما لمسناه من البركة وزيادة الرزق.

وتكمل نوال: تمكنت من إرضاعها لمدة سنة وعشرة أشهر بعد استخدام عقار "الموتيليوم" وبعض الأعشاب المدرة كالحلبة والشمر، وبعد إكمالها السنتين، حصلت على صك رضاعة شرعي من المحكمة، وبعد عام احتضنت "سارة"، وكانت تبلغ سنة و3 أشهر، وقمت بإرضاعها كأختها، وبقدومها أصبحنا أسرة مكتملة الأركان والمشاعر، ورغم اختلاف الملامح بين الفتاتين، إلا أنهما تتشاركان في الكثير من الصفات.

وتضيف نوال: لم نغفل عن إخبارهما بحقيقتهما خوفاً من تعرضهما لصدمة في المستقبل، وذلك من خلال أسلوب قصص مشوق.

"أم خالد" هو اللقب الذي انتظرته هند طويلاً حتى تحقق لها، وتحدثت عن ذلك قائلة: لم يرزقني الله بطفل من زوجي، وبعد تفكير طويل، وبتشجيع من والدتي، قررنا احتضان طفل، وبعد عام من الترقب، كان اللقاء بالملاك الصغير "خالد" الذي توليت إرضاعه باستخدام المدرات، مما زاد من توطيد علاقتي به، ومنحني إحساس الأمومة، وانتشلني من مستنقع الأفكار السلبية لأتحول إلى إنسانة إيجابية واجتماعية، وبات لي نصيب من نقاشات الأمهات حول الأطفال وتربيتهم.

وعن الخوف من مستقبل خالد تضيف: أعمل حالياً على إيصال الحقيقة له بالتدريج حتى لا يصدم فجأة، ويكون لها انعكاسات نفسية لا تحمد عاقبتها.

الأم والأب
ومن تجربة سابقة في احتضان طفل ضمن أسرتها، لم تتردد الهنوف في احتضان طفلتين بعد أن أثبتت الفحوصات عدم قدرتها على الإنجاب، وتقول الهنوف عن تفاصيل ذلك: احتضنت طفلتي الأولى "غند" وهي لم تتجاوز الـ28 يوماً، وأرضعتها، وبعدها انفصلت عن زوجي، ثم عاودت التقديم لاحتضان "منار" ذات السنوات الست، وأعيش حالياً معهما في شقة مستقلة، وأمارس دور الأم والأب وبكل سعادة.

وعن شقيقها اليتيم تقول: حظي أخي بمكانة في قلوب الجميع، ولم يعلم بحقيقته إلا في مرحلة المراهقة، وعانى حينها كثيراً حتى تمكن من استعادة توازنه، وتقبل وضعه، وأكمل دراسته بنجاح، وتزوج من فتاة محتضنة، ويعيش معها بتوافق تام.

الحكم الشرعي
وعن حكم الشرع في تعاطي الحبوب التي تدر الحليب يؤكد الشيخ عيسى الخلف اختلاف العلماء في حكم الحليب الذي يدر من امرأة غير متزوجة أو من غير جماع وحمل، فذهب بعض العلماء إلى أنه لا ينشر "المحرمية"، وقال آخرون: إن العبرة بوجوده، لا بوجوده من زوج، ذاكرين أنه ينشر "المحرمية"، وهذا هو الراجح، وهو قول الجمهور، ويكاد يتفق عليه الأئمة الأربعة.

جدل طبي
تواصلت "سيِّدتي" مع عدد من أطباء وطبيبات النساء والتوليد لمعرفة التفسير الطبي لإدرار الحليب من قبل العزباوات والزوجات اللواتي لم يسبق لهن الإنجاب، وخرجت بالتالي:

- بداية اعتذر بعض أطباء وطبيبات النساء والتوليد عن المشاركة لعدم معرفتهم مسبقاً بالأمر مع تأكيد عدم وجود عقاقير أو إبر طبية يتم صرفها للأمهات لإدرار الحليب

.........، وكان ترجيحهم أنها مجرد آثار جانبية جراء تعاطي الأمهات لأدوية معينة تتسبب في إدرار الحليب.

- نفت الدكتورة هناء المدني "استشارية النساء والتوليد في مجمع الملك سعود" أن يتوافق الحليب الناتج عن تناول عقاقير طبية وأعشاب مع تركيبة ومواصفات حليب الأم، مبينة أنه غير ناتج في الأصل من الغدد اللبنية، وغير مخصص للرضاعة، وأنه مجرد إفرازات مرضية ناتجة عن ارتفاع هرمون الحليب كأحد الأعراض الجانبية لأدوية معينة، ومنها: الأدوية النفسية على وجه الخصوص، بالإضافة إلى أن الأم المحتضنة لم تخضع للحمل والولادة لتكون جاهزة للإرضاع من الناحية النفسية.

- فيما أكدت الدكتورة موضي بترجي "استشارية رضاعة طبيعية في مركز البداية للرضاعة الطبيعية" على أن ثدي المرأة المحتضنة وأي امرأة في العالم قادر على إدرار الحليب باستخدام أجهزة شفط الحليب وتناول بعض الأعشاب الطبيعية المحفزة كالحلبة وبدون أي هرمونات أو عقاقير، ومنها: "الموتيليوم" على سبيل المثال، في حين تتمكن بعض النساء من إدرار الحليب بدون استخدام أي من تلك المحفزات بمجرد احتضان المولود بحب وحنان، ويحتاج الأمر إلى جهد.
وأضافت : أما عن الحليب الناتج، وبناء على فتاوى إسلامية وأبحاث ودراسات تمت في أمريكا وأوروبا واليابان والصين، فقد أُثبت أنه حليب طبيعي كحليب الأم تماماً، ومن يرى أنه مجرد إفرازات، فنشير إلى أن الثدي في حالته الطبيعية لا يفرز سوى الحليب إلا إذا كان مصاباً بالسرطان، فحينها ينتج إفرازات عبارة عن دم وصديد.