حملة ضد الحبِّ!

عبد الله باجبير

 

 

هي حملة شعواء ضد الوقوع في الحبِّ، بدأت بصدور كتاب تصدر مبيعات الكتب في أوروبا وأمريكا بعنوان «ضد الحب» للكاتبة «لاورا كينيس»، تلاه كتاب آخر لاقى إقبالا شديداً لعالمتي اجتماع هما «ماري نويل شورمانز»، و«لورين دوميسيه» بعنوان «الوقوع في الحبِّ»، وسبق هذا الكتاب فيلم سينمائي نتذكره جميعاً للنجمة «ربينيه ذيلوبي» الحاصلة على جائزة الأوسكار بعنوان «فليسقط الحب». 

يتفق الكتابان على أنَّ الوقوع في الحبِّ يصيب المرأة بحالة عدم اتزان، بعد أن أثبتت الأبحاث التي أجرتها الكاتبات الثلاث على عدد كبير من السيدات أنَّ المرأة تصاب بالقلق والتوتر والإحساس بالخوف من الاستسلام للمشاعر الطاغية للحبِّ، ومن فقدان الحبيب إذا حدث ووقعت في الحبِّ، وهذه الأعراض تؤثر في تقدمها في العمل وعلاقاتها بالآخرين، خاصة أنَّ الحبَّ بالنسبة للمرأة يشكل ركناً أساسياً في حياتها، في حين أنَّه بالنسبة للرجل لا يعدو كونه مسألة جانبيَّة لا تعوقه عن أداء عمله، ولا تؤثر في علاقته بأصدقائه.

من ناحية أخرى أكد باحثون أنَّ العطاء في العلاقات العاطفيَّة بين الرجل والمرأة ليس متكافئاً، فعندما تحبُّ المرأة تعطي بلا حدود في أغلب الأحيان، وتضحي بكثير من اهتماماتها الأخرى، بل أحياناً تغير من أسلوب حياتها بالكامل؛ لترضي الرجل الذي تحبه، وعلى العكس من ذلك الرجل الذي لا يكون لديه الاستعداد للتنازل عن اهتماماته الأخرى، أو أسلوب حياته قد يغضبها، ومع ذلك ينتظر منها أن تتقبله كما هو إذا كانت تحبه بالفعل.

يجد العلماء أنَّ ظلماً كبيراً يقع على المرأة التي قد تتحول عندما تحبُّ إلى عبد يقبل أي شيء لتفوز برضا الحبيب، وفي هذا السياق يثار دائماً السؤال: هل يمكن بالفعل أن تستغني عن الحبِّ الذي قد تخسر من أجله الكثير؟

في مؤتمر صحافي عقد بمناسبة صدور كتابها «ضد الحب» قالت المؤلفة «لاورا كينيسي» رداً على إمكانيَّة الاستغناء عن الحبِّ: «العلاقة بين المرأة والرجل ليست حباً فقط، وإنَّما هناك التفاهم والصداقة، وهما يشكلان الفرامل التي تتيح للمرأة أن تتصرف بذكاء، وأن يكون عطاؤها متوازناً، الأمر الذي يساعدها على عدم الذوبان في الشخص الذي تحبه». 

إنَّ هذا الاتجاه الجديد الذي يؤيده أعداد كبيرة من النساء في الغرب، والذي يعتبر الوقوع في الحبِّ مسألة اختيار يمكن تلافيها إذا قررت المرأة ذلك، يراه كثير من علماء النفس أمراً يشي بضعف المرأة التي تنساق إليه، مؤكدين أنَّ الكثير من النساء والرجال يغلبهم الحبُّ أحياناً، وفي ظروف غير متوقعة، وأنَّ تحكيم العقل في الوقت المناسب يكون مطلوباً جداً، إذا تمتع المحبُّ بالقوة، وبشيء من الحكمة.

 

أشياء أخرى..

«القلب له منطق..

لا يفهمه المنطق».