كثيرًا ما نقرأ في قصص الحبَّ القديمة والحديثة عن المرأة ضحيَّة الرجل الذي يستغل عواطفها، وبعد أن يحصل منها على ما يريد يتخلى عنها دون أن يطرف له جفن، وكثيرًا ما توقع هذه المرأة نفسها في حبِّ فاشل ثانٍ وثالث. وفي حياتنا العصريَّة يحفل بريد القراء في الصحف، والمواقع الإلكترونيَّة على شبكة الإنترنت بنساء يعرضن أزماتهن العاطفيَّة المتكررة باحثات عن مشورة تساعدهن على إنارة الطريق أمامهن.
في كتابهما «أخطاء المرأة» للكاتبتين الإيطاليتين والخبيرتين في علم النفس، الذي حقق أعلى إيرادات في سوق الكتاب الإيطالي، يطرح هذا السؤال نفسه: هل معظم الرجال في عالمنا المعاصر بلا قلب؟ وهل معظم النساء العصريات ساذجات على الرغم من تسلحهن بقدر غير قليل من الوعي والثقافة والاستقلاليَّة؟
بعد قيام الكاتبتين بتحليل ودراسة عدد كبير من قصص الحبِّ الفاشلة للنساء، توصلتا إلى أنَّ هناك دائمًا رجلاً بلا قلب، وامرأة مصابة بالماسوكية، أو حب تعذيب الذات، وهو أحد الأمراض النفسيَّة المعروفة. وتقول الكاتبتان: إنَّه لا يمكن أن تقع المرأة في حبِّ رجل بلا قلب في كل مرة بالمصادفة، وإنما تكون هناك مسؤوليَّة تقع عليها، أو بمعنى آخر تكون المسألة إلى حدٍّ ما اختياريَّة وليست قدريَّة، كما تعتقد مثل هذه المرأة. وقد أظهرت بعض الأبحاث التي أجرتها الكاتبتان المشتغلتان في مجال الطب النفسي أنَّ هناك سببًا لفشل المرأة في العلاقات العاطفيَّة، يتمثل في أنَّها تنتظر من الرجل أكثر مما هو قادر على منحه إياها، وتعتقد أنَّه يمكن أن يعوضها عن حنان الأم ورعاية الأب، وأن يكون قادرًا على فهمها واحتوائها وتفضيلها على نفسه إذا اقتضى الأمر، وقد ثبت أنَّ مثل هذه المتطلبات التي تريدها المرأة في ذلك الرجل تحمل الكثير من الخيال، ومن هنا يكون من الصعب العثور على رجل الأحلام هذا الذي ليس له وجود إلا في القصص الرومانسيَّة الساذجة.
وتخلص الكاتبتان في كتابهما إلى أنَّ اعتراف المرأة بالخطأ، ومواجهة الذات بحقيقة المشكلة التي تتجسد في اختيارها للرجل الخطأ، يساعد كثيرًا على حلِّ هذه المشكلة. وتضيفان أنَّه إذا كانت المرأة تشعر بأنَّها غير قادرة على إقامة علاقة ناجحة مع الطرف الآخر، فمن الضروري أن تطلب المساعدة؛ حتى تتخلص من مشكلة جلد الذات أو الماسوكية، وألا تجعل من نفسها الضحيَّة في كل مرة؛ لذلك الرجل الذي بلا قلب. وينصح الكتاب في نهايته كل امرأة بأن تحب نفسها أكثر، وألا تسمح لأي شخص أن يفسد حياتها حتى لو كان ذلك باسم الحبِّ.
أشياء أخرى:
«النساء والجسور دائمًا تحتاج إلى جذور».