تشير البيانات الرسميَّة في ألمانيا إلى وقوع مائتي ألف حالة طلاق في العام الماضي، وإلى أنَّ أهم أسباب انهيار العلاقات الزوجيَّة هو عدم القدرة على فهم قواعد لعبة الحبِّ والزواج من قبل الزوج والزوجة، وفي اعتقاد الباحث وخبير العلاقات الزوجيَّة «أرنولد ريستر» أنَّ كل علاقة زوجيَّة تتضمن عدة مشكلات عادة ما تنشأ من أسباب واهية تنجم عن اختلاف في طبائع الزوجين، وأنَّ هذه المشكلات يمكن تلافيها أو حلها إذا أدرك كل من الزوج والزوجة أنَّ الزواج الناجح لا يحدث بالضرورة نتيجة تناغم كامل بين الزوجين، وإنما يحدث أيضًا على الرغم من وجود اختلافات بينهما.
يشير «أرنولد ريستر» في بحثه «لعبة الحبِّ والزواج»، المنشور حديثًا في ألمانيا إلى وجود العديد من الرجال والنساء المختلفين كثيرًا في الطبع وفي البيئة القادمين منها، وعلى الرغم من ذلك يعيشون في علاقات زوجيَّة سعيدة، وذلك بسبب عدم رغبة أي طرف بتغيير شريك حياته، وبسبب رغبة الطرفين باحترام كل منهما للآخر، وفي رغبة كليهما برسم الابتسامة على شفتي الآخر. ويؤكد خبير العلاقات الزوجيَّة «أرنولد ريستر»، المتزوج منذ أكثر من عشرين عامًا والأب لثلاثة أبناء، أنَّه عادة ما يسأل الزوجين في بداية لقائه بهما عن آخر مرة ضحكا فيها، وجمع المرح والفكاهة بينهما، ويضيف أنَّ اهتمام الزوجين بروح المرح وبتبادل الضحكات قد لا ينفي تأثر علاقتهما بوجود مشكلات تنشأ عن تصرفات جارحة. لكن ما يؤكد عليه «أرنولد ريستر» هو أنَّه لا حاجة لفكرة المساواة بما لها من دلالة حسابيَّة في العلاقة الزوجيَّة، بمعنى أنَّه إذا تعرض أحد طرفي العلاقة الزوجيَّة لإهانة ما من قبل الآخر، فلا يعني هذا أن يقوم الطرف الذي تعرض للإهانة بالانتقام لنفسه وتوجيه إهانة، مماثلة للطرف الآخر. . يدعو «أرنولد ريستر» الأزواج إلى تجنب الامتناع عن توجيه اللوم إلى شريك الحياة، وعن تأكيد الخطأ الذي ارتكبه مرارًا وتكرارًا.
ويخلص «أرنولد ريستر» بعد أكثر من عشرين عامًا أمضاها كخبير في العلاقات الزوجيَّة وكمستشار للزواج إلى أنَّ سرَّ الزواج السعيد يكمن في تحمل كل طرف الآخر، وأنَّه لا يوجد في تاريخ البشريَّة نظام اجتماعي عاش فيه أشخاص مع بعضهم لفترات طويلة كما هو الحال في مشروع أو في مؤسسة الزواج. ويقدم «أرنولد ريستر» لكل زوج وزوجة وصفة للزواج السعيد في عبارة قالتها امرأة مشاركة في أحد أبحاثه عندما قالت: «عندما زاد وزني قال لي زوجي: إنَّه يحب النساء البدينات، وعندما نقص وزني قال إنَّه يحب النحيفات، لكنني فهمت في النهاية أنَّه يحبني أنا».
أشياء أخرى:
«لا شجار بلا امرأة. . وبلا رجل»