واجهي خجلك وتغلّبي عليه!

عبد الله باجبير

كان الحياء زينة المرأة في العصور القديمة، لكن في العصور الحديثة أصبح الحياء صفة تضيع على المرأة فرصًا عديدة للنجاح في الحياة العمليَّة، على اعتبار أنَّ المرأة ذات الحياء فاقدة الثقة بالنفس وضعيفة الشخصيَّة، ولم يعد يهم في شيء إن كانت المرأة الخجولة محبوبة من حولها، وتحظى بكل الاحترام.

لقد أصبح الحياء في حياتنا المعاصرة مشكلة تسبب للمرأة عقدًا نفسيَّة تعرقل مسيرة تقدمها في حياتها، وتعطل نجاحها في العمل، كذلك أصبح الحياء في زماننا هذا مرضيًا، يجعل المرأة تتجنب الانخراط في المجتمعات والحفلات العامَّة، وفي الأماكن التي توجد فيها مجموعة من المعارف أو الشخصيات المختلفة الطباع التي تميل إلى المرح.

في رأي الدكتور «فرانك كابيو»، أستاذ الأمراض النفسيَّة بجامعة «كولورادو الأميركيَّة»، أنَّ عدم الثِّقة هو أساس مشكلة المرأة الخجولة؛ لأنَّ عدم ثقة المرأة بنفسها يؤدي إلى عدم استقرارها النفسي وإلى إحساسها بالتعاسة، وشعورها بمطاردة الآخرين لها بنظراتهم المتفحِّصة، وربما بتهكمهم وغير ذلك من الأوهام التي قد لا يكون لها أي أساس من الصحة. ومرض الخجل يصيب في غالب الأحوال الفتاة وحيدة والديها، نظرًا لأنَّها اعتادت على استجابتهما لجميع مطالبها من دون أن يناقشها أحد فيما هو خطأ أو صواب، ومن ثمَّ تنشأ الفتاة ضعيفة الشخصيَّة، شديدة القلق، وتميل إلى الانطواء، كما يصيب مرض الخجل أيضًا الفتاة التي تعاني من عيب في النطق أو من بعض التشوهات الجسمانيَّة أو حبِّ الشباب، كذلك تعاني من الخجل الفتاة التي تنشأ في مناخ عائلي تتخلله الكآبة والخلافات.

وعادة ما تتجنب المرأة الخجولة محادثة الآخرين وتفضل الوحدة، ولا تنخرط في المجتمع مثل أقرانها، وزملائها في العمل، وفي حالة ما إذا اضطرت إلى الوجود مع الآخرين في اجتماع بالعمل أو في أي مناسبة اجتماعيَّة فإنَّها لا تكون البادئة بالحديث، وتهرب دائمًا من الإدلاء بإجابات عن تساؤلات، وإذا وجدت نفسها في موقف يتعين عليها فيه أن تتحدث فينتابها شعور بالضعف والخوف واليأس.

ينصح الدكتور «فرانك كابيو» المرأة الخجولة بأن تدرب نفسها على صفة الخجل التي تعوقها عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي، وذلك من خلال إقناع نفسها بالايحاء العقلي بأنَّها تملك الكفاءة ولديها قدرات قد لا تتوافر لدى غيرها، وبأنَّ بإمكانها مواجهة الخجل والتغلب عليه.

أشياء أخرى:

«المرأة أشد ألغاز الحياة غموضًا..»