زوج عاطفي.. زوجة واقعيَّة!

عبد الله باجبير

لماذا بعد أن يمضي قطار العمر بالزوج والزوجة قاطعًا السنوات الطوال، يتحول الزوج إلى طفل صغير عاشق للحكايات والكلمات الرومانسيَّة، بينما الزوجة أكثر واقعيَّة وأقل تمردًا؟!

 

في دراسة أميركيَّة أجريت أخيرًا، جاء فيها أنَّ التقدم في العمل يجعل الأزواج أكثر ميلاً إلى العواطف، أما الزوجات فيصبحن أكثر تحفظًا، وتوصلت الدراسة، التي أجريت على 20 زوجًا وزوجة استمرت علاقاتهم الزوجيَّة سنوات طويلة، إلى أنَّ الأزواج الأكبر سنًا يصبحون أكثر عاطفيَّة، وفي كثير من الأحيان يذرفون الدموع عند الحديث عن علاقاتهم الزوجيَّة، بينما تتهرب الزوجات من هذا الحديث، وتبدو الواحدة منهن أكثر واقعيَّة.

 

يؤكد الباحثون في جامعة «دنفر» الأميركيَّة أنَّ الرجال الذين تناولتهم الدراسة أرق إحساسًا من زوجاتهم، وكانوا يبدون في حالة من الإثارة عند الحديث عن حكاياتهم الزوجيَّة، وفي حالة من الرغبة الجارفة في الحديث عن حياتهم بمشاعر سعيدة وحزينة، على عكس الزوجات اللاتي كنَّ يلتزمن الصمت، ولا يرغبن تبادل الحديث عن مشاعرهن.

 

ما الذي يدفع الكثيرين من الأزواج إلى كراهيَّة زوجاتهم؟! تجيب الدكتورة «سوزان فورد» بأنَّ الأسباب الحقيقيَّة التي تدفع الزوج إلى أن يعامل زوجته بطريقة غير لائقة، وكأنَّه يحمل لها بعض الكراهيَّة، ترجع إلى أنَّ الزوج كان ضحيَّة لنوع من التعسف عاشه وسط أسرته، فعلى سبيل المثال فإنَّ الطفل الذي يرى والده يهين أمه أمامه، تظل هذه الصورة مطبوعة في ذهنه وخياله حتى يكبر ويتزوج، ومن ثم يعتقد أنَّ تلك هي الطريقة المثلى لتعامل الرجل مع المرأة.

 

يرى علماء النفس أنَّ هناك فرقًا بين الكراهيَّة والنفور والملل.. فمن المعروف أنَّ نفورًا ينشأ بين الزوجين في مرحلة من مراحل زواجهما، لكنَّ الكراهيَّة تختلف عن النفور على اعتبار أنَّ الكراهيَّة هي درجة حادة وشديدة من النفور، وتنطوي في كثير من الأحيان على عدوان يتخذ شكل أذى بدني أو نفسي أو معنوي.

 

وفي اعتقاد بعض الباحثين أنَّ النفور قد يحدث بين الأزواج مع طول فترة الزواج نتيجة لأسباب بعضها قد يكون موضوعيًا، كعدم حرص كل طرف أن يضفي معاني جديدة في حياة الآخر، ومن هنا تتحول العلاقة الزوجيَّة إلى نوع من الروتين والملل، كذلك فإنَّ إهمال طرفي العلاقة الزوجيَّة إظهار المودة للآخر يسرِّع من تسلل مشاعر الملل إلى حياتهما، والشيء الذي يمنع الملل من أن يهاجم الحياة الزوجيَّة هو أنَّ يهتم كل طرف بأن يسمع الآخر كلمة طيبة، أو يتذكر أحدهما أنَّه لم يقم بإهداء الآخر هدية منذ وقت طويل، وعليه أن يعالج هذا الخطأ سريعًا؛ حتى تعود البسمة إلى شفاه كل منهما.

 

أشياء أخرى:

 

«الذي تكسبه بسرعة الصاروخ تخسره بسرعة البرق».