كثيرًا ما تشعر المرأة في بداية حياتها العمليَّة بأنَّها فتاة صغيرة عديمة الفائدة وسط أقرانها من الرجال والنساء الذين تشعر بأنَّهم أكثر حكمة وذكاء منها بكثير، حتى إنَّها لا تجد فائدة في أن تقترح فكرة صغيرة خلال اجتماع بالعمل، وتشعر بأنها ستكون مثار سخرية الجميع إن أقدمت على طرح فكرتها، وعند استدعائها لمقابلة مديرها في العمل ترتبك، وتعتقد أنَّها اقترفت شيئًا خاطئًا.
يقول البروفيسور «كاري كوبر»، مدير مؤسسة التوازن في العمل بالولايات المتحدة الأميركيَّة، إنَّ القلق في العمل يأتي نتيجة عدم الثقة بالنفس أو النظرة السلبيَّة للذات، وعلاج هذا الأمر هو أن يحاول المرء أن يفعل أفضل ما عنده، وأن يتقبل فكرة أنَّ الحياة لا تعني الكمال، وأنَّه ليس من المهم فعل كل شيء على أكمل وجه، وإنَّما المهم هو بذل أقصى ما في وسع المرء بهدوء ودون ضغط على الأعصاب.
يقول البروفيسور «كوبر» للمرأة حديثة العهد بالعمل: إنَّها إذا لم تستطع أن تكون ماهرة فعليها أن تكون ذكيَّة، وتتوقف عن مقارنة نفسها أو عملها بالآخرين، مضيفًا أنَّه حتى وقت قريب كانت الشهادات الجامعيَّة أو الأكاديميَّة تستخدم كقاعدة لتقييم درجة ذكاء الشخص، لكن في مجال الأعمال يتضح أنَّ الشهادات أو الذكاء الجامعي أقل أهميَّة بكثير من المهارة في طريقة الاتصال، وأنَّ القدرة على التعامل مع الآخرين والتفاوض معهم مع إظهار مدى الاحترام لهم يكون غاية في الأهميَّة.
وإذا كان من المعروف أن المرأة أقدر من الرجل في مجال التعامل مع الآخرين، فإنَّ على المرأة أن تدرك ما نوع ذكائها، هل هو ذكاء عاطفي، أو ذكاء إبداعي عملي، وأن تحاول تنميته، وبهذه الطريقة يمكن للمرأة أن تصل في النهاية للطريق الذي تريده لنفسها.
من المهم أن تدرك المرأة جيدًا أن هناك دائمًا الجديد الذي عليها تعلمه، بغض النظر عن عمرها أو خبرتها في الحياة، أو حصولها على التعليم الأكاديمي الكافي، وعلى المرأة أيضًا ألا تشعر بالارتباك أمام شيء في العمل، وأن تعلم أنَّ سبب ذلك ليس عدم فهم منها وإنَّما معناه هو أنَّ هناك ما يجب أن تتعلمه، وهو الشيء الذي قد يحدث أيضًا لمديرها، لأنَّه ما دام الإنسان يحيا فهناك المزيد ليتعلمه.
وينصح البروفيسور «كاري كوبر» كل امرأة بأن تشجع نفسها؛ لكي تحصل على ترقية في العمل من خلال سؤال الرؤساء عن الأعمال التي تجيدها أكثر ثم تحاول إتقانها، وأن تركز جيدًا فيما تجيده، دون أن تجعل أي نقد يعوق تقدمها أو نجاحها في عملها.
