النهاية السعيدة للحبِّ في الروايات فقط!

عبد الله باجبير

يشير «لورانس ستون»، مؤرخ الزواج البريطاني، إلى أنَّه على مدى حقب التاريخ لم يكن دوام الحبِّ واستمراره قويًا يجد من الكثيرين التفاؤل بشأنه بسبب الأمثلة الكثيرة والمتكررة لانفصال العشاق، الذين كانوا مضرب الأمثال في قوة العشق؛ حتى أن لا أحد كان يتصور أن يأتي ذلك اليوم الذي ينفصلان فيه بعد أن يذبل حبهما ويموت.

اليونانيون القدامى كانوا يرون أنَّ الحبَّ ليس إلا تجربة قصيرة في الحياة، ورأيُ البريطانيين في الحبِّ لا يخرج عن كونه عاطفة مميتة تجلب المعاناة للمحبين، وكثيرًا ما تتحول إلى مأساة. أما الفرنسيون فإنَّهم يرون أنَّ النهايات السعيدة في تجارب الحبِّ لا تحدث إلا في خيال الروائيين.

 يقول «لورانس ستون»: إنَّ مفردات العاطفة الملتهبة ابتكار بدأ في نهاية القرن السابع عشر. وتوطدت أركان مفردات ومصطلحات الحبِّ الملتهبة مع بداية القرن الثامن عشر، ومع بدء قراءة الأوروبيين للروايات الرومانسيَّة الأولى.

في ذلك الوقت قال الأوروبيون: إنَّ الحبَّ سلوك مكتسب ولا ينبع من داخل الإنسان، بل يكتسبه ويمتلكه بالتعلم، وكذلك قالوا إنَّ الحبَّ بين الزوجين هو أن يخضع للتساؤل بعد أن كان الزواج في بدايته الأولى مجرد ترتيب تجاري بين عائلتين.

لكن منذ القرن التاسع عشر عرف الحبُّ بأنَّه انتصار على جمود العادات الاجتماعية، وساعدت الروايات على كشفه للناس على اعتبار أنَّ جوهر الحبِّ هو أن يظهر طرف الحبّ، وأن يتلقاه الآخر بامتنان في صورة تعبيرات عاطفيَّة جميلة تتدفق من قلب محبٍّ.

يصف «لورانس ستون» الحبَّ بأنَّه قوة غامضة ومسيطرة، ولها تأثيرها القوي للغاية على تفكيرنا وقراراتنا، وهو يبدأ مع العمر مبكرًا، ومع النضج يصبح له طعم زائد في حلاوته يستطعمه من يقدر قيمته ويعرف قدره، ويتطلب الحبّ الولاء والإخلاص ونستجيب له بحريتنا.

في رأي «لورانس ستون» أنَّ القول لا للحب يعد مأساة؛ لأنَّ في ذلك ما يشير إلى الفشل في تحقيق وقيام أهم أركان الحياة الإنسانيَّة، كما أنَّنا جميعًا نشعر بالفشل عندما يموت حبنا، وتتمزق أوتار قلوبنا ونحن نستمع لمن يغنون لقسوة المحبوب وهجره.

أشياء أخرى:

«لا شيء يفتح بطريق الخطأ أكثر من الفم..»