دعي زوجك يتكلم واسمعي أنت!

عبد الله باجبير

يبدو الرجل الذي لا يتكلم كثيرًا لغزًا غامضًا ومحيرًا أمام زوجته التي يصعب عليها دفعه إلى التحدث، ومن ثم تجد نفسها تتساءل عمَّا يدور في خلده، وتقع فريسة لأوهامها التي ربما تكون خاطئة تمامًا عن زوجها الكتوم.

 

يرى خبراء العلاقات الزوجيَّة أنَّ معظم الرجال يترددون كثيرًا في الحديث عن أنفسهم أمام الجنس الآخر لخشيتهم من التعرُّض للانتقاد، ومن الكشف عن نقاط ضعفهم وعجزهم، وفي اعتقاد هؤلاء الخبراء أنَّ صفة الحساسيَّة التي دائمًا تنسب إلى المرأة لا تقتصر عليها وحدها، بل يتصف الرجل أيضًا بالحساسيَّة، خاصة إذا تعلق الأمر بنقاط ضعفه.

 

ينصح الخبراء الزوجة بأن تهيئ نفسها للإنصات الجيد لمشكلات الزوج، ولكل ما يخبرها به، بعد أن تكون قد ألغت أي ارتباطات أخرى لها، وتأكدت تمامًا من عدم وجود أي إزعاج قد يتسبب في توقف الزوج عن الحديث، كما يتعين على الزوجة التي كشف لها زوجها عن بعض أسراره أن تتحدث إليه أيضًا وتكشف له عن بعض أسرارها؛ لأنَّ هذا يغذي الشعور بالثِّقة المتبادلة بينهما، الأمر الذي يوطد علاقتهما ويضيف إليها المزيد من النضج، فبمجرد قيام الزوجة بكشف بعض أسرارها أمام الزوج يجعله يستشعر ثقة زوجته به، ويدفعه إلى مصارحتها بالكثير مما كان يحجبه عنها.

 

 

 

من المهم أيضًا أن تحاول الزوجة خلق الجو المناسب، الذي يساعد الزوج على الحديث والكشف عما بداخل نفسه، كالإنصات الجيد وعدم المقاطعة، وبلمس يده من وقت لآخر؛ حتى يشعر بمدى اهتمامها به من دون أن يشي هذا الاهتمام بأي نوع من أنواع الشفقة؛ لأنَّه إذا أحسَّ بشفقتها عليه فسيتوقف على الفور عن الحديث.

 

وأهم ما ينصح به خبراء العلاقات الزوجيَّة هو ألا تحاول المرأة التي نجحت في جعل زوجها يكشف لها عن أخطائه ونقاط ضعفه، مجرد التلميح بهذه الأخطاء، ونقاط الضعف التي كشف عنها طواعية أثناء أي حديث قيل بينهما، أو خلال أي خلاف قد يحدث بينهما مستقبلاً؛ حتى لا تتسبب في جرح مشاعره، وحتى لا ينهار أهم جزء في العلاقة الزوجيَّة وهو الثقة المتبادلة.

 

ويقول بعض الخبراء والمجربين: إنَّ العلاقة الزوجيَّة الناجحة تقوم أساسًا على الحوار، فهو الشيء اليومي الدائم.. والحوار يعني «واحد يتكلم وواحد ينصت»، والطرف المنصت هو المستفيد؛ لأنَّه سيعرف مكنونات الطرف المتحدث، ومن هذه النقطة يستطيع أن يعرفه أكثر، بل يسيطر عليه، وكما يقولون إنَّنا في عصر المعلومات. ومن يعرف أكثر يكون الأكثر نجاحًا؛ فاعرفي أكثر عن زوجك. دعيه يتحدث – على راحته– فهو من ناحية ينفِّس عن نفسه، ومن ناحية يجعلك تفهمينه أكثر. جربي على كل حال، ولن تخسري شيئًا.