التضحية بالنفس من أجل الحبِّ!

عبد الله باجبير

كما يساعد الحبُّ الإنسان على التخلص من الضغط العصبي والاكتئاب والقلق، يكون كذلك هو الدافع الذي يجعل المرأة تضحي بصحتها ونفسها من أجل إسعاد الآخرين.

وتشير الدِّراسات إلى أنَّ الملايين من النساء أصبحن يقعن فريسة للحرمان النفسي والأنظمة الغذائيَّة المختلفة وجراحات التجميل من أجل تحقيق الهدف والحصول على الصورة المثاليَّة للجسد الذي يعجب الرجل.

ويكشف كتاب «التضحية بالنفس من أجل الحبِّ» للمؤلفتين «جين هايمان» و«أثير دوم» عن أنَّ عزم المرأة على المخاطرة بصحتها من أجل الحبِّ ينبع من ثلاث قوى متشابكة، وهي سلوكها الفطري للاعتناء بالآخرين، والتحرر من الاستكانة والانصياع، والعادات والتقاليد الخاصة بكل ثقافة، التي تملي على المرأة مظهرها وسلوكها والطريقة التي يجب أن تعامل بها.

في الجزء الأول من الكتاب الذي جاء بعنوان «محاولة الظهور بمظهر مختلف»، تظهر الكاتبتان المشاكل التي تتعرض لها المرأة من أجل محاولة التطابق مع المواصفات التي تم تحديدها خارجيًا، وتتغير باستمرار وحسب الطلب، ففي بداية ستينات القرن الماضي كان يتعين على المرأة أن تظهر نحيفة وصدرها مسطح وشعرها طويل ومستقيم من دون أي تجعدات، أما في السبعينيات من القرن الماضي فقد كان على المرأة أن تبدو بمظهر مختلف تمامًا، بحيث تحول المظهر المثالي للمرأة ليصبح شعرها مجعدًا وصدرها ممتلئًا، وكما تتغير موضات الملابس بتغير المواسم، كذلك يتعين على جسد المرأة أن يتغير لمواكبة هذه التغيرات!

وقد خلصت الكاتبتان إلى تحذير المرأة من محاولات الإغواء التي يمارسها عليها القائمون على تسويق صناعة الجمال بميزانيات إعلاناتها التجاريَّة الضخمة، ومن قبولها بإجراء جراحات تجميل لمجرد الحصول على نظرات الحبَّ والقبول ممن حولها، من دون وعي بالمخاطر الصحيَّة التي يمكن أن تتعرض لها في سبيل اتباع ثقافة قاصرة لمقاييس الجمال.

وللأسف الشديد فقد انتهى هوس أو حمى العمليَّات الجراحيَّة والتجميليَّة إلى معظم الفنانات والمطربات وحتى المذيعات، وكل من له علاقة بالفن والإعلام، ومع أي عمل فني جديد لأي فنانة لابد أن تفاجئ جمهورها الحبيب الذي يتلهف لرؤية الـ«نيولوك» الجديد الخاص بها بمزيد من السليكون والبوتوكس والنفخ والشد والجذب؛ لتزيدها جمالاً وإشراقًا وشبابًا وتنقص من عمرها عشر سنوات، حتى أصبحن جميعًا كائنات متشابهة بلا روح ولا طعم ولا لون. أما عن الآثار السلبية والمضاعفات الخطيرة لهذه العمليات فحدث ولا حرج من شلل في عصب الخد لانقطاع في عصب الجفن؛ ما أدى إلى إغلاق العين، وتلك انفجر السليكون نتيجة الضغط الهوائي المرتفع بعد إقلاع الطائرة بها، وتلك شلل في عضلة الفم فأصبحت تغني وكأنها مصابة بشلل نصفي.

العقل زينة ولكل عمر جماله وحلاوته وتألقه.

أشياء أخرى:

«العاقل يعرف كل شيء، الذكي يعرف كل الناس»