مؤسسة الزواج الرسمي تنهار!

عبد الله باجبير

هل أصبحت مؤسسة الزواج في الغرب تقليدًا انتهى أمره ولا يساير العصر؟ لماذا لم يعد للزواج الرسمي بين الرجل والمرأة في الغرب نفس القدسيَّة التي كان يتمتع بها في الماضي؟

بعد أن سمحت دول الغرب الأوروبي والأميركي بأن يعيش الرجل والمرأة معًا من دون شكليات تتمثل في عقد الزواج، وهو ما وجد قبولاً لدى مجتمعات هذه الدول، وشرعت لذلك من حيث تبعات الانفعال أو وضع الأطفال الذين يتم إنجابهم في إطار مثل هذه العلاقة، فإن علينا في بلادنا العربيَّة ألا نحاول تجاهل أو غض الطرف عن حالات الزواج العرفي أو زواج المتعة أو زواج المسيار، التي تتم بدعاوى اقتصادية مجتمعيَّة.

في كتاب صدر مؤخرًا للكاتبة الصحافية الأميركية «دوركرمان» بعنوان (قواعد الخيانة من طوكيو إلى نيويورك) جاء فيه أنه في الوقت الذي أصبح فيه المجتمع الأميركي أكثر تقبلاً للمسائل المتعلقة بالجنس، مثل إنجاب الأطفال خارج العلاقة الزوجيَّة، إلا أنَّ هذا المجتمع نفسه لا يزال أقل تقبلاً للخيانة الزوجيَّة، والدليل على ذلك نتائج استقصاء آراء الأميركيين، التي أوضحت أن خمسة في المائة فقط قالوا إنَّه من المقبول القيام بالخيانة الزوجيَّة لظروف معينة أو تحت كل الظروف.

وفي رأي مؤلفة الكتاب أن المسألة التي تشغل بال الكثيرين ممن يمارسون الخيانة ليست في الرادع الديني أو في قانون يحرمها، وإنما ما يشغلهم أكثر هو كيف ينظر أصدقاؤهم أو زملاؤهم لما يفعلونه، ووجدت أن الأميركيين عند ممارستهم للخيانة يعتبرون أن ممارسة المتزوجين للجنس خارج إطار الزواج هو أمر يمثل أقصى درجات عدم الأمانة، ويتطلب سنوات طويلة؛ حتى يمكن نسيانه أو حل المشاكل المترتبة عليه.

لكن في دراسة أخرى أجريت مؤخرًا وشملت سبعين ألف شخص قامت بها إحدى المحطات التلفزيونية الشهيرة في أميركا، جاء فيها أنَّ 22 % مارسوا الخيانة الزوجية، وتزداد هذه النسبة بين الرجال المتزوجين، ولقد ركزت الدراسة على الطلب فيمن شملتهم الدراسة في الإجابة عن ثلاثين سؤالاً حول أدق التفاصيل عن مشاعر الأفراد عند ارتكابهم فعل الخيانة، وتبيّن أنَّ المتزوجين الذين لديهم أطفال عرضة للخيانة الزوجيَّة تمامًا مثل الذين ليس لهم أي أطفال، وأنَّ الكثيرين يشعرون بالخوف من ممارسة الخيانة الزوجيَّة، على الرغم من أنَّ من أجروا الاستقصاء يعتقدون أنَّ من يقومون بالخيانة ضعف من أقروا بها، بحيث تصل نسبتها 44 % من الرجال، و36 % من النساء في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي خالفهم فيه بعض الخبراء الذين يقولون إنَّ 22 % فقط من الرجال أو المتزوجين مارسوا الخيانة، وإنَّ 15 % من المتزوجات قد مارسن الخيانة مرة واحدة على الأقل.

أما مظاهر الخيانة أو كيف يمكن التعرُّف على الخائن، فقد اختلفت الآراء حولها، وإن توصلت هذه الآراء إلى بعض الاستنتاجات العامة، من حيث حدوث الخيانة عادة بعد مرور فترة على الزواج تقدر بنحو ثلاث أو أربع أو خمس سنوات من قبل الرجل، الذي لا يسعد بعلاقته الجنسيَّة، أو من الزوجة التي تشعر بخواء عاطفي في حياتها الزوجيَّة، وغالبًا ما يكون شريك الخيانة صديقًا أو زميلاً في العمل، وغالبية الخيانات لا تستغرق أكثر من أسبوع للخيانة الواحدة.

والمال ليس من العوامل الرئيسة في الخيانة، فقد بينت إحدى الدراسات أنَّ الخيانة هي في الغالب مجرد نزوة، وأن 32 % من الرجال الأميركيين الذين يزيد دخلهم على 300 ألف دولار سنويًّا يخشون زوجاتهم، مقابل

21 % من الرجال الذين يبلغ متوسط دخلهم 35 ألف دولار فقط سنويًّا.. والسبب في ذلك هو أنَّ الرجال الأثرياء لديهم فرص أكبر؛ للتعرف على النساء أكثر من الرجال الذين دخلهم أقل.

يلجأ الأميركيون إلى الخيانة الزوجيَّة إذا أحسوا بالملل من حياتهم الزوجية، أو رغبة منهم لاقتحام مساحة محرمة من الإثارة، أما المانع الأكثر الذي يحول بينهم وبين ارتكابهم فعل الخيانة فهو حب الطرف الآخر لهم وعدم رغبتهم بفقدانه.

الخيانة تحت أي مسمى جريمة.. وعدوى الخيانة تنتشر.. وقانا وإياكم السوء